في الأيام الماضية دأبت بعض الأقلام على هجوم منظم موجه إلى النائب الفاضل وليد الطبطبائي، وتلك عادة سيئة جداً في بعض صحافتنا، أعني أنه يتم تبييت النية وتوزيع الأدوار بطريقة غير أخلاقية، لإسقاط شخص بسبب خلاف فكري أو سياسي، والأقبح من هذا استغلال رسالة الصحافة لممارسة هذا الانحراف.ولسنا هنا ننكر النقد الحر، ولا ندعو إلى حجر الفكر والأقلام، ولكن ندعو إلى ألا يكون النقد بهذه الطريقة المقززة التي هي أشبه بأساليب الأنظمة البوليسية، مع أننا لا ننكر أننا نلمس من بعض التوجهات الأيديولوجية في البلد ما هو أسوأ من ممارسات الأنظمة البوليسية ضد من يعارضونهم!النائب وليد الطبطبائي يخطئ كما يخطئ كل إنسان، ثم كل رجل يمارس السياسة ويتعرض إلى الضغوط والمواقف والأعباء الكثيرة، ثم إن كل نائب يعيش الأزمة الخانقة التي تعيشها الكويت هذه الأيام، ومع ذلك يحافظ على مبادئه وأفكاره المستقيمة، وبالتالي لا بد أن يخطئ، والخطأ منه دليل على أنه نشط وقائم بما يؤمن به قياماً يشرفه ويشرف الذين انتخبوه، ولهذا تقع منه الأخطاء التي هي دليل العمل والإنتاج.ولكن إذا ما قارنا أخطاءه بإنجازاته فإنها ثانوية ويسيرة، خصوصاً بالمقارنة مع الذين ينتقدونه، فمواقف النائب الفاضل الدكتور وليد معروفة، وإنجازاته معلومة، وأكبر دليل على ذلك نجاحاته المتواصلة في منطقته وحب ناخبيه له، وسمعته الطيبة في الوسط الإسلامي، وفي الشعب الكويتي أيضاً.والدكتور وليد من الذين بقوا صادقين ومخلصين لما يعتقدونه من مبادئ، لم ينحرف عنها، ولم يتخل عن منهجه الإصلاحي الإسلامي، ولم يتلوث بأي ملوثات تعكر عليه صدقه بارك الله فيه.ومن أشنع الوسائل وأقبحها التي يسلكها بعض المتصيدين لبعض كلماته في الإعلام، وهم يعلمون علم اليقين أن من يقف وراءهم قال أسوأ منه أضعافاً مضاعفة. ومن أشنع الوسائل أن يتم استغلال تهمة الإرهاب بينما الجميع يعلم أن النائب الطبطبائي بفكره المعتدل والمتزن والوسطي والبعيد عن الغلو، بينه وبين هذه التهمة بعد المشرقين.لكن يبقى السؤال الأهم هنا: لماذا في هذا الوقت بالذات، وهذا الهجوم كله، وتصيد السقطات، وتتبع الكلمات التي صدرت من النائب الطبطبائي، فهل هو المقصود أم أن ثمة شيئاً وراء الأكمة؟ هذا ما سنلقي عليه الضوء لاحقاً بإذن الله تعالى.
خالد حيدر الهزاعكاتب كويتيKhalid_alsomo@yahoo.com