العمل الجماعي السياسي أو العمل الحزبي سمِّه ما شئت نتيجة حتمية وتطور طبيعي للعمل الديموقراطي، سواء كانت تلكم الأحزاب، أو التجمعات، أو الحركات، أو الجماعات رسمية أو غير رسمية، وهي تطور طبيعي لجماعات الضغط السياسي التي كانت على أساس عائلي أو عشائري قبلي، فهي انتقال من التمحور حول شيخ القبيلة أو كبير العائلة إلى الانصهار في بوتقة حزب سياسي أياً كانت توجهاته. من حسنات العمل الجماعي أياً كان شكله أنه يوحد الجهود، ويوجه الطاقات، ويستثمر الخبرات والأفكار، من خلال تكامل الأفراد، فالإنسان مهما بلغ من شأن يظل شخصاً واحداً، في حين أن العمل الجماعي يضم أشكالاً شتى وأنماطاً مختلفة من الناس. مقابل ذلك فللعمل الحزبي سلبيات كثيرة من أهمها: إلغاء الرأي الفردي في مقابل الرأي الجماعي، إضافة إلى ضرورة أن يتبنى الأفراد رأي المجموعة مهما كانوا يرون خلاف ذلك، والأدهى والأمر أنهم مطالبون بالدفاع عن تلك الأفكار والآراء غير المقتنعين بها. إضفاء هالة من العصمة على قيادات الأحزاب والتنظيمات وجماعات العمل السياسي، والدفاع عنها في الطالعة والنازلة من بعض المنتسبين لهم في شارع الصحافة أمر مـــــقزز، ويدعو للغثيان الفـــــكري، لأنك تقرأ بين كل سطر من سطور تلك المقالة أو تلكم المدونة رائحة التعصب. هو سوق نخاسة للعقول إذاً! وسوق النخاسة لمن لا يعرفه هو سوق كان يباع فيه الرقيق ويشتَرَوْن.
نعم سوق نخاســــــــة، لأن الإنسان الذي يتبنى رأي غيره دون اقتناع، أو تفكير، أو حتى نقاش عقلي فقد باع عقله، وجعل خطام عقله بيد غيره، يوجهونه كيفما أرادوا، ومتى شاءوا، وفي الاتجاه الذي يرغبون. عندما انتقل بعض الناس من التعصب القبلي والمذهبي والعائلي إلى التعصب الحزبي، نسوا أن يتعلموا شيئاً مهماً، وهو أن يكونوا أحرار الفكر، نعم للعمل الجماعي، لا لإلغاء آلة العقل وآلية التفكير، فما فائدة الانسان إذا خسر عقله؟! أما مرتزقة شارع الصحافة، وبعض المدونين والمعلقين الذين يقبضون ثمن كل حرف يكتبونه زوراً وبهتاناً، فلي معهم وقفات أخرى في حينها بإذن الله.
في الأفق
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com
نعم سوق نخاســــــــة، لأن الإنسان الذي يتبنى رأي غيره دون اقتناع، أو تفكير، أو حتى نقاش عقلي فقد باع عقله، وجعل خطام عقله بيد غيره، يوجهونه كيفما أرادوا، ومتى شاءوا، وفي الاتجاه الذي يرغبون. عندما انتقل بعض الناس من التعصب القبلي والمذهبي والعائلي إلى التعصب الحزبي، نسوا أن يتعلموا شيئاً مهماً، وهو أن يكونوا أحرار الفكر، نعم للعمل الجماعي، لا لإلغاء آلة العقل وآلية التفكير، فما فائدة الانسان إذا خسر عقله؟! أما مرتزقة شارع الصحافة، وبعض المدونين والمعلقين الذين يقبضون ثمن كل حرف يكتبونه زوراً وبهتاناً، فلي معهم وقفات أخرى في حينها بإذن الله.
في الأفق
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com