نستقبل عام 2008 بعد أن طوى الزمن صفحات عام 2007 التي شهدت انجازات كبيرة وإخفاقات ما كان لها أن تحدث لو كان العقل حاضراً والحنكة هي اللاعب الأساسي فيها.كشف لنا عام 2007 ضعف الأرضية التي وقف عليها الطرفان التشريعي والتنفيذي، إذ لا خطة عمل ولا انسجام ولا استقرار في التشكيلة الحكومية من جهة وعدم اتفاق النواب في ما بينهم على أولويات يستطيعون من خلالها رسم خطة عمل تساعد الحكومة وتقوي من أساسات الأرضية التي يقفون عليها!لو أن الإخوة النواب، الوزراء، رجال الإعلام بشقيه المرئي والمقروء أخذوا وصية علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) لما شهد عام 2007 تلك الهفوات التي حرمتنا من الإنجازات ومعظمها صادر من دوافع نفسية أخطأت في التعامل مع الأحداث.قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): «أوصيكم بخمس: لا يرجون أحدكم إلا ربه، لا يخافن إلا ذنبه، لا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم وإذا لم يعلم الشيء يتعلمه. واعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس ذهب الجسد».الظاهر أننا فقدنا الأهمية المرجوة في مراجعة تلك الوصايا وصارت الأقوال تسبق الأفعال، والأفعال تحركها دوافع لا تمت بالعقلانية بأي صلة وصارت حالة عدم الاتزان هي السائدة.لقد علمنا التاريخ أن الاختلاف ظاهرة متأصلة في النفس البشرية إلى أن يأخذ الله أمانته، ولكن الاختلاف بحاجة إلى محكمين من عقلاء البلد... والعناد أقصر طريق إلى بلوغ حالة التدهور!وأثبت العام 2007 والدروس المستفادة من أحداثه أن خطة العمل غائبة، ونحن نذكر معشر القراء بنظرية العلم الاستراتيجي التي تؤكد أن أنظمة سيطرة الإدارة لأي منشأة عمل خلال عام 2007 تبين الإفرازات الايجابية والسلبية وهي المدخل لبناء استراتيجية خطة عمل العام الذي يليه 2008.إننا نتدحرج مع دورة الأيام وخلال العام 2007 مَنّ الله علينا بدروس كثيرة حري بنا الاستفادة منها لمعرفة المراد تحقيقه في العام المقبل: فما هو المراد تحقيقه إذاً؟ هذا السؤال نوجهه للسادة نواب مجلس الأمة وأعضاء الحكومة الرشيدة؟وفي الختام، غابت عنا شمس عام 2007 وبقيت الآثار مدونة في مضابط جلسات مجلس الأمة والوزراء، وهي بحاجة إلى تحليل من قبل فريق عمل يضم الجهتين، كي يتم تقييم الأداء والإسهامات لمعرفة مكامن الخلل والبحث في سبل معالجتها، شريطة أن تراعى فيها المصلحة الوطنية فقط!فما نرجوه بالأمس وناشدنا الجهتين بتطبيقه قد رحل عنا، والمهم في نهاية المطاف أن نتعلم من الدروس المستوحاة من أحداث عام 2007 وأن نتذكر الآية الكريمة «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، وأن يكون الحديث أعلاه نصب أعيننا قولاً وفعلاً. هذا وندعو المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى... والله المستعان.

تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتيterki_alazmi@hotmail.com