|    بيروت - «الراي»   |

عودة قوية لـ جودي فوستر على الشاشات العالمية.انها قاتلة تنتقم لمصرع حبيبها في كل اتجاه حتى تعثر على الذين تعاونوا على الاستفراد بهما، فنجحوا في القضاء عليه بينما نجت هي بأعجوبة.الحبيب يقوم بدوره نافين آندروز في شخصية ديفيد كيرماني الشاب الاسمر الغارق في علاقة مباشرة متواصلة مع ايريكا باين التي تلعب شخصيتها فوستر باقتدار وعمق ونجاح خصوصاً وانها في عملية تناقض بين ان تكون مذيعة لبرنامج اذاعي تستمع اليه نيويورك، وان تتحول بعد نجاتها من الاعتداء القاتل عليها وعلى حبيبها الى نموذج لا يعرف التراجع ولا الشفقة.فوستر لعبت على هذا التناقض بمهارة رائعة.كانت الحبيبة، ثم المذيعة المعطاءة الذكية، والبارعة، وعرفت كيف تكون ضحية تستقطب اليها كافة المشاعر والاجواء، الى ان قررت ان تحمل مسدساً وتأخذ ثأرها بيدها من دون اي مساعدة من احد.على مدى ساعتين الا دقيقة واحدة تجسدت قصة رودريك وبروس تايلور اللذين كتبا السيناريو مع سنتيا مورت، مع اعطاء البطولة لشخصية ايريكا التي تمثل نموذجاً للمواطن العادي المستهدف من الخارجين على القانون، ويجد ان القوى الامنية غير قادرة على تحصيل حقه، لذا يلجأ الى جهده الذاتي ويأخذ ثأره. ليس هذا فقط بل بمباركة جانب من رجال الامن المتمثل في فيلم «THE BRAVE ONE» بشخصية الضابط الاسود ميرسر (تيرانس هاوارد) الذي يرعى ويحمي ويتحمل رصاصة مقصودة في كتفه من ايريكا لكي يتحمل هو تبعات مصرع ثالث رجال العصابة الذي وصلت اليه لاتمام مهمتها في الثأر من القتلة.هي لم تعط في البداية فرصة للحصول على مسدس بشكل رسمي وشرعي يكون مرخصاً، وحين حصلت على واحد من السوق السوداء بألف دولار عمدت الى الاقتصاص من كل خارج على القانون يعتدي على الابرياء والآمنين.لذا فهي تصدت لقاتل في سوبر ماركت قتل زوجته، ثم اردت شابين حاولا الاعتداء عليها في المترو، وقضت على رجل حاول استمالتها لضمها الى فريق دعارة.قبل 50 عاماً ظهر الفيلم بالعنوان نفسه للمخرج ايرفنغ رابر، في بطولة لـ ميشال راي، ورودولفو هوبوس جونيور.وشريط هذا العام صوّر في نيويورك وشارك أخيراً في مهرجان تورونتو الدولي، وتولى اخراجه نيل جوردان بكثير من الشفافية والعمق والدعم المتميز لموضوعه.