تهجم النائب الطبطبائي وانتقد بطريقة لاذعة سمو رئيس الحكومة، فهل ذلك محاولة لتشتيت الانتباه بقرب الاستجواب المقدم ضد وزيرة التربية، والذي سيكشف مواقف النواب وتناقضاتهم؟ ليس من الحكمة تحميل الحكومة وحدها المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع هنا، ومجلس الأمة لا يعفى من المسؤولية لأنه شريك، بل وعنصر الأزمات الرئيسي بدخوله نفق المساومات وتصفية الحسابات الشخصية والحزبية، مبتعداً عن طموحات وآمال المواطنين الذين يعانون قساوة الظروف وسط غبار المعركة الحكومية البرلمانية!عزيزي الدكتور وليد كان حرياً بك قبل أن تهاجم رئيس الحكومة أن تراجع وبشفافية تامة ما هي منجزاتك؟ وهل حققت ما وعدت به؟ لا يعقل أبداً أن تنتقد الحكومة وتنسى نفسك وأنت ممثل الأمة، ونحن لا نطالبك بعدم الانتقاد، لأنه حق مكفول لك ولغيرك على هذه الأرض، ولكن مأخذنا عليك هو سعيك إلى الإثارة فقط من دون أن تضع النقاط على الحروف وتسمي الأمور بأسمائها بدلاً من إطلاق الاتهامات جزافاً! نحن لا نبرئ الحكومة فهي التي أوجدت بيئة خصبة لما يحدث من شد وجذب على الساحة، وهذا ما جعلها عرضة للانتقادات والاستجوابات، وعلينا أن نميز بين هذه الاستجوابات، فهناك استجوابات للانتقام، وهناك استجوابات لإصلاح الخلل، ولكن إذا نظرنا بتمعن نجد أن استجوابات الانتقام والابتزاز هي الأكثر شيوعاً في عهد حكومة الإصلاح المزعوم! كان الأجدر بهذه الحكومة أن تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل بدلاً من سياسة المحاباة التي تسببت في ارتكاب العديد من التجاوزات والتعديات، ولكنها كما نرى سلكت الطريق الخطأ وفتحت على نفسها أبواب الاستجوابات، والتي ضربت رقماً قياسياً لكثرتها وانعدام مصداقية معظمها! بل واستمرأ بعض النواب التهديد بالاستجواب ما لم تمرر مصالحه لإدراكه ويقينه التام أن هذه الحكومة لم تعرف الإصلاح قط ورأى أن يتصرف وفق مصلحته الشخصية، ولو أدى ذلك إلى تأزم الأمور كما هو حاصل حالياً، فهل تعي هذه الحكومة خطورة مسلكها وتحركاتها، والتي تصب في مصلحة من لم يهمه أمر مواطنيه أم تبقى الأمور كما هي عليه من تذمر وشكاوى لا تنتهي بفضل خطواتها الإصلاحية المزعومة؟ لقد مل الناس هنا من هذا الصراع اليومي الممل وأمنيتهم مع بداية العام الجديد أن يحل مجلس الأمة والحكومة معاً لعل وعسى تنصلح الأمور بمقدم وجوه جديدة تضع المصلحة الوطنية العليا نصب عينيها!
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتيAlhajri-707@hotmail.com