اعتدت منذ زمن بعيد حين أمازح أصدقائي معتذراً لهم عن مرافقتهم إلى رحلة ما، أو الخروج في نزهة، استخدام اصطلاح «بأن عليّ الدورة الشهرية» مشيراً في ذلك إلى تعكر المزاج، أو وجود تغيرات فسيولوجية لديّ في هذا الوقت تكرهني على عدم الخروج معهم، وقد بدت هذه المزحة تأخذ مأخذ الجد حتى بات أغلب الأصدقاء يستخدمون هذا التعبير للاعتذار، ثم ما لبثت حتى استقر في يقيني صحة هذه المعلومة، إذ انني أجزم أن للرجل دورة شهرية كما للمرأة لكن دون أن ينزل عليه الطمث، وهذه الدورة عند الرجال لها مواعيد تختلف من شخص إلى آخر لكنها تأتي منتظمة للشخص نفسه، وبعضهم قد لا تنتظم عنده كما هي الحال بالنسبة لبعض النساء، ويكون الرجل في هذه الفترة متعكر المزاج سريع الغضب أحياناً، لا تعرف له كوعاً من بوع.
ولأن الدورة الشهرية تقلب حال الإنسان فعلى الباحثين والمهتمين دراسة هذه المعلومة وتأكيدها علمياً، أو من خلال عمل استبيانات لمعرفة الحقيقة وتأصيلها تأصيلاً علمياً.
كما على الرجال معرفة مواعيد الدورة الشهرية عندهم من خلال التجربة حتى يتجنبوا اتخاذ القرارات المهمة في هذه الفترة، وعليهم إبلاغ المحيطين بهم عن هذه المواعيد حتى يراعوا التغيرات التي تصيب الإنسان أثناءها.
وعلى المحيطين بالرجال سواء من أسرهم أو أصدقائهم معرفة هذه المواعيد ومراعاة الرجل خلال هذه الفترة، وعدم محاسبته على تصرفاته لأن التغيرات الفسيولوجية تعمل عملها في عقل وفكر الرجال كما تعمل في النساء تماماً.
ولعل التشنج السياسي الخانق الذي يطبق على أنفاس البلاد منذ فترة بعيدة سببه ما يعانيه رجال السياسة عندنا من آثار الدورة الشهرية لديهم اثناء مناقشاتهم أو اتخاذهم القرارات إلا أن الواضح أن الدورة الشهرية عندهم دائمة إلى حد المرض، ولهذا وأنت تتابع أخبار البلد لا تكاد تسمع أو ترى ما يسر الخاطر أو ينبئ بجديد.
وعلى الرجال الذين يقرأون هذا المقال أثناء الدورة الشهرية لديهم عدم الحكم عليه الآن إلى أن يقرأوه ثانية بعد انتهاء الدورة حتى نعرف رأيهم من دون تأثير تبعات «العادة».


محمد صالح السبتي
كاتب كويتي
Yousef-8080@hotmail.com