عندما حطت عيناي على أسئلة النائب الدكتور حسن جوهر الموجهة إلى وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي الدكتورة نورية الصبيح، بخصوص كشوف يعود تاريخها لعام 2000 منذ تولى مدير معهد الاتصالات والملاحة منصبه، تذكرت مسرحية «حامي الديار»، وذلك لغرابة الأسئلة. تلك الغرابة تصل ذروتها مع السؤال عن مؤهلات مدير المعهد. ومدير المعهد عرف عنه الاتزان وصلابة القدرة العلمية والعملية فهو خريج جامعة جورج واشنطن العريقة، وقد حصل على درجة الماجستير باقتدار، أما بالنسبة إلى الجانب الإداري لديه فهو لم يكن يتدخل إلا في أوجه الحق، وخلافه من الطرق الملتوية لم تكن تلقى لها طريقاً إليه.كم كنت أتمنى أن يكون النائب السابق الفاضل وليد الجري حاضراً ضمن «التكتل الشعبي» ليعلم الحقيقة عما تضمنته أسئلة زميله في «التكتل الشعبي» الدكتور حسن جوهر، وكيف أنها للأمانة أضرت بسمعة رجل، بصماته النزيهة قد ظلت وستبقى، فالرجال أفعالها هي المحك، والمنصب لا يرفع إلا من قدر أصحاب النفوس الضعيفة التي تبعث عبر أسئلة غريبة لا تؤتي الثمار الايجابية، بل من شأنها تشويه سمعة من تدور في شأنه الأسئلة وخصوصاً في الوقت الحالي، واعتقد أن الدكتور حسن جوهر يعلم ماذا نقصد بالتوقيت الحالي!في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والجامعات تجاوزات إدارية ومالية وأشهرها تلك التي أصدرها مدير الجامعة وقضية ميزانية الخمسة ملايين لتطوير أحد معاهد الهيئة!إن النائب يمثل الشعب والدكتور حسن جوهر أخ فاضل بسط احترامه، حتى حظي بأصوات رفعت من كفته ليصل إلى مجلس الأمة، وما كنت أتوقع إطلاقاً أن تصدر هذه الأسئلة منه.السؤال البرلماني حق والحق ينبغي أن يتم الأخذ به، لكن كان حرياً بالنائب طلب مناقشة مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ومدير معهد الاتصالات والملاحة، من خلال اللجنة التعليمية، ليتم الوقوف على حيثيات الأسئلة، والتي أجيب عن بعضها إن لم يكن أعظمها منذ عام.لقد تحرينا الدقة في طرحنا عبر الاستفادة وتوجيه السؤال بحثاً عن الحقيقة، وذكرنا الحقيقة الخاصة بمؤهلات مدير معهد الاتصالات التي نعلم عنها. والجدير بالذكر ان مدير معهد الاتصالات رجل من نخبة تميزت بالوقوف مع الحق، ووصل إلى المنصب من خلال الكفاءة العلمية والإدارية، والمنصب لا يشكل له أدنى اهتمام، وأضف إلى ذلك تميزه بدماثة الخلق التي استقاها من والده العزيز على أنفاسنا وأنفس الرعيل الأول من رجالات الكويت، وهؤلاء سمعتهم تأتي في المقام الأول والمناصب إن لم يترجل لها أمثال مدير معهد الاتصالات فعلى المنظومة الإدارية السلام.مما تقدم ، نتمنى من الدكتور حسن جوهر مراجعة التجاوزات الإدارية والمالية، لا أن يخرج لنا بأسئلة شبيهة بتلك المذكورة في مسرحية «حامي الديار»... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتيterki_alazmi@hotmail.com