ثمانية أعوام مرت على أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولا تزال الحرب ضد بن لادن وما سمي بتنظيم «القاعدة» مستمرة، ثمانية أعوام مرت ولم تنته حرب الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الكبيرة... القوية في مخابراتها وقوتها العسكرية والأمنية، وإمكاناتها الاقتصادية الفائقة، ضد تنظيم من مجموعة أفراد، شراذم متفرقة في بلاد كثيرة... لا يمكن في أي حال المقارنة بينهم وبين الولايات المتحدة الأميركية. لذلك عندما وقعت الحادثة الرهيبة منذ ثمانية أعوام، وأعلن بن لادن مسؤوليته ومسؤولية تنظيم «القاعدة» عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، شكك الكثيرون في نسبة الحادثة للتنظيم، وقالوا انه من المحال تنفيذ تنظيم لتلك العملية التي تحتاج إلى امكانات دول تمكنها من توجيه الطائرات وتدمير البرجين بكمية عالية من المتفجرات، وهذا بخلاف ما أثير وقتها عن مغادرة أربعة آلاف يهودي لمكان البرجين قبل الحادث مباشرة، والكثير الكثير من التشكيك والنقد المقبول.
وفي خلال تلك الأعوام الثمانية كان بن لادن يظهر ويختفي عبر الأشرطة المتلفزة والمسموعة يهدد ويتوعد، والإدارة الأميركية تهدده وتتوعده، وتكلف فرق الموت بحتمية القبض عليه واغتياله، وهو يظهر عاماً بعد آخر ليؤكد وجوده، حتى رحلت الإدارة الأميركية اليمينية بقيادة بوش الابن بعد ثمانية أعوام وجاءت إدارة أوباما.
ومنذ أيام تداولت بعض وسائل الإعلام خبراً أن بن لادن سوف يبعث بهدية للمسلمين في رمضان، وبعدها بيومين وفي 6 سبتمبر فوجئ العالم بتصريح المستشار الخاص للبيئة في البيت الأبيض في إدارة أوباما فان جونز يعلن فيه تورط إدارة بوش في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهو تصريح له دلالاته الخطيرة، لذلك هبت عليه عاصفة هوجاء من «الجمهوريين»، ما دفعه إلى الاستقالة.
وقد أعادت تصريحات جونز إلى الأذهان تصريحات كثير من المحللين حول استبعاد قيام تنظيم مثل «القاعدة» شن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، منهم الكاتب الفرنسي تيري ميسان في كتابه «هجمات سبتمبر... الخديعة الكبرى»، حيث أكد في عمله هذا أن أحداث 11 سبتمبر تمت بأيد أميركية وصهيونية عبر مخطط لتغيير خريطة العالم، وللاستيلاء على منابع البترول، وهو ما تأكد في الواقع، فقد شهد العالم تغيراً كبيراً في خريطته السياسية بعد 11 سبتمبر، وتمكنت الولايات المتحدة الأميركية من الظهور بمظهر القوة الوحيدة في العالم، واستطاعت السيطرة على منابع بترول كثيرة في آسيا ثم في العراق.
لكن أياً كان الجدل حول الحادي عشر من سبتمبر، فالوقائع تؤكد وجود 19 مسلماً كانوا على متن الطائرات المختطفة وأعلن عنهم تنظيم «القاعدة»، وعن مسؤوليتهم عن الحادث.
لكن يبقى تساؤل مهم: إذا كان بن لادن حياً منذ 11 سبتمبر 2001 حتى الآن فما هي القوة التي يملكها للهروب من مخابرات دولة قوية وكبيرة تتجسس على كل شبر في العالم، وتسجل بالصوت والصورة كل حوار يجرى في العالم، ولديها جهاز مخابرات هو الأقوى في العالم يملك ما لا يملكه غيره من أحدث التقنيات والتدريبات والكفاءات المخابراتية، فهل هو فاشل جداً لهذه الدرجة في التعامل مع تنظيم ورجل كما يقول الأميركيون عنه يعيش في الكهوف؟ وإذا كان العقل وحساباته يرفض فشل المخابرات الأميركية، فيبقى تساؤل مهم وهو: هل قُتل بن لادن منذ أعوام والمخابرات الأميركية تلعب بعقول العالم ببث رسائل متلفزة وصوتية له عبر تقنياتها العالية لاستمرار ابتزاز العالم تحت «يافطة» قضية مكافحة الإرهاب، وأخيراً إذا كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر من تدبير إدارة بوش، كما قال جونز، فإن ما جرى في الواقع لا يستبعد هذه الفرضية على تلك الإدارة اليمينية المتعصبة.
لكن في المقابل: هل بن لادن شبح لا حقيقة له؟ كل شيء جائز في ظل عالم لا يعرف الحقيقة، والكذب هو عنوانه.
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com
وفي خلال تلك الأعوام الثمانية كان بن لادن يظهر ويختفي عبر الأشرطة المتلفزة والمسموعة يهدد ويتوعد، والإدارة الأميركية تهدده وتتوعده، وتكلف فرق الموت بحتمية القبض عليه واغتياله، وهو يظهر عاماً بعد آخر ليؤكد وجوده، حتى رحلت الإدارة الأميركية اليمينية بقيادة بوش الابن بعد ثمانية أعوام وجاءت إدارة أوباما.
ومنذ أيام تداولت بعض وسائل الإعلام خبراً أن بن لادن سوف يبعث بهدية للمسلمين في رمضان، وبعدها بيومين وفي 6 سبتمبر فوجئ العالم بتصريح المستشار الخاص للبيئة في البيت الأبيض في إدارة أوباما فان جونز يعلن فيه تورط إدارة بوش في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهو تصريح له دلالاته الخطيرة، لذلك هبت عليه عاصفة هوجاء من «الجمهوريين»، ما دفعه إلى الاستقالة.
وقد أعادت تصريحات جونز إلى الأذهان تصريحات كثير من المحللين حول استبعاد قيام تنظيم مثل «القاعدة» شن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، منهم الكاتب الفرنسي تيري ميسان في كتابه «هجمات سبتمبر... الخديعة الكبرى»، حيث أكد في عمله هذا أن أحداث 11 سبتمبر تمت بأيد أميركية وصهيونية عبر مخطط لتغيير خريطة العالم، وللاستيلاء على منابع البترول، وهو ما تأكد في الواقع، فقد شهد العالم تغيراً كبيراً في خريطته السياسية بعد 11 سبتمبر، وتمكنت الولايات المتحدة الأميركية من الظهور بمظهر القوة الوحيدة في العالم، واستطاعت السيطرة على منابع بترول كثيرة في آسيا ثم في العراق.
لكن أياً كان الجدل حول الحادي عشر من سبتمبر، فالوقائع تؤكد وجود 19 مسلماً كانوا على متن الطائرات المختطفة وأعلن عنهم تنظيم «القاعدة»، وعن مسؤوليتهم عن الحادث.
لكن يبقى تساؤل مهم: إذا كان بن لادن حياً منذ 11 سبتمبر 2001 حتى الآن فما هي القوة التي يملكها للهروب من مخابرات دولة قوية وكبيرة تتجسس على كل شبر في العالم، وتسجل بالصوت والصورة كل حوار يجرى في العالم، ولديها جهاز مخابرات هو الأقوى في العالم يملك ما لا يملكه غيره من أحدث التقنيات والتدريبات والكفاءات المخابراتية، فهل هو فاشل جداً لهذه الدرجة في التعامل مع تنظيم ورجل كما يقول الأميركيون عنه يعيش في الكهوف؟ وإذا كان العقل وحساباته يرفض فشل المخابرات الأميركية، فيبقى تساؤل مهم وهو: هل قُتل بن لادن منذ أعوام والمخابرات الأميركية تلعب بعقول العالم ببث رسائل متلفزة وصوتية له عبر تقنياتها العالية لاستمرار ابتزاز العالم تحت «يافطة» قضية مكافحة الإرهاب، وأخيراً إذا كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر من تدبير إدارة بوش، كما قال جونز، فإن ما جرى في الواقع لا يستبعد هذه الفرضية على تلك الإدارة اليمينية المتعصبة.
لكن في المقابل: هل بن لادن شبح لا حقيقة له؟ كل شيء جائز في ظل عالم لا يعرف الحقيقة، والكذب هو عنوانه.
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com