نعرض في هذه الزاوية وعلى مدار ايام شهر رمضان المبارك لاهم واشهر ما ثبت في السنة النبوية من قصص واخبار، بذكر معانيها في سياق واحد، تسهيلا للقراءة واتماما للنفع، وقد جمعها ويقدمها الداعية الاسلامي المعروف الدكتور عبدالرؤوف بن محمد بن احمد الكمالي، استاذ الشريعة الاسلامية في كلية التربية الاساسية.

غزوة بدر الكبرى (6 من 6)

وأما المسلمون فقد استشهد منهم ثمانية عشر، فعن ابن مسعود رضي الله عنه: «ان الثمانية عشر الذين قتلوا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر جعل الله ارواحهم في الجنة في طير خضر تسرح في الجنة، قال: فبينما هم كذلك اذ اطلع عليهم ربك اطلاعة فقال: يا عبادي! ماذا تشتهون؟ قالوا: يا ربنا! ما فوق هذا شيء. قال: فيقول: عبادي! ماذا تشتهون؟ فيقولون في الرابعة: ترد ارواحنا في اجسادنا، فنقتل كما قتلنا» رواه الطبراني في «الكبير»، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: رواه الطبراني، ورجاله ثقات (أهـ)
فمن استشهد من المسلمين: عمير بن الحمام، وحارثة بن سراقة رضي الله عنهما.
ففي «صحيح البخاري» عن انس رضي الله عنه قال: اصيب الحارثة يوم بدر وهو غلام (وفي رواية: اصابه غرب سهم، اي: لا يعرف راميه)، فجاءت امه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! قد عرفت منزلة حارثة مني، فان يكن في الجنة اصبر واحتسب، وان تكن الاخرى تر ما اصنع، فقال: «ويحك او هبلت! او جنة واحدة هي؟! انها جنان كثيرة، وانه في جنة الفردوس».
وفي صحيح مسلم عن انس بن مالك رضي عنه - ايضا- قال:... وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقدمن احد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه (أي: قدامه متقدما عليه فيه)»، فدنا المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى جنة عرضها السموات والارض». قال عمير بن الحمام الانصاري: يا رسول الله! جنة عرضها السموات والارض؟ قال: «نعم». قال: بخٍ بخٍ (وهي كلمة تقال لتعظيم الشيء). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ قال: لا والله يا رسول الله! الا رجاء ان اكون من اهلها. قال: «فانك من أهلها»، فأخرج تمرات من قرنه (اي: من جعبة نبله) فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن انا حييت حتى آكل تمراتي هذه، انها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتل حتى قتل.