| بيروت- من محمد حسن حجازي |
لم نرد من هذه الزاوية سوى توظيف جانب من حيثياتنا المهنية دعماً لصورة الفنان الحقيقية والنفسية بحيث يملك المتابع الرؤية المتكاملة ولا تعود هناك اي شوائب او نقص في المعلومات المعروفة عن الفنانين.
وعندما نقول كواليس فنحن نقصد كل شيء، من الكواليس الحقيقية للعمل، الى المنزل والشارع، الى القلب وبعض الاحداث التي وقعت ولم يكن ممكناً ابقاؤها في الظل خصوصاً ان كثيراً منها مات اصحابها.

طويل القامة، قبعة الوسترن الانيقة لا تفارق رأسه، مبتسم على الدوام، يعرف جيداً ان مهمته كمخرج استعراضي ليست سهلة ومع ذلك يفاجئك انه في عز احتدام التمارين يكون في اعلى حالات الهدوء ما يجعل الفريق المحيط به يسأله «هل هو وضع طبيعي ان تبادلنا بهذه الطريقة من اللا مبالاة؟»، فيرد بضحكة.
على عاتقه منذ سنوات ارخى موضوع اخراج جميع المسرحيات التي اشتغل عليها الاخوة الثلاثة «معه غدي وأسامة» والوالد «منصور» رحمه الله، وكنا كلما واكبناه في التدريبات سواء في المركز الارمني «شرق بيروت» او على اي مسرح آخر نراقب ونخرج بسؤال وحيد: ما مرد هذه الثقة بالنفس ولماذا هي موجودة بالقوة نفسها؟ اما الجواب فللحفاظ على مستوى متقدم لسمعة العائلة الرحبانية.
مروان، حتى خلال التمارين لا يصرخ، «رح نعمل هيك» يقول للممثل، واذا لم يعجبه ما شاهد قال: «بدي عيد هيك مش ظابطة مش عاجبتني».
هذا نمط من التعامل يفضله مروان، الدائم الترحال بين بيروت ودبي حيث له منذ سنوات مكاتب تعنى بالاعلانات الضخمة في كل دول العالم.
«لست مضطراً ابداً لأن اصرخ في وجه اي شخص، اي انسان يغضب يخسر من حضوره واحترامه عند الآخر، الذي لا يعود يقدره لا بل ينظر اليه نظرة دونية. وانا لست مضطراً لهذه التجربة التي تضعني في مصاف غير المرغوب فيهم».
الكلام لـ مروان الذي لا ينزل من طائرة حتى نجده يحلق في أخرى سريعاً، ولسان حاله: «ما عادت تنطاق هالحالة، منقضيها بالجو بين هون وبرا».
في اختصار، يريد استقراراً ليس متوافراً حالياً في مجال المهنة.
نسأله: لماذا لا تكون الصورة رحبانية مثلثة؟ والجواب: «لن يتغير شيء ابداً. نحن بصدد تعزيز حضورنا وملء الفراغ الحاصل منذ فترة، هذا يعني ان المستقبل قد يحمل بعض الاجابات عن الاسئلة الكثيرة التي يطرحها البعض».
ونسأله: ألا تجد لزاماً عليك مع شقيقيك شق طريق جديدة لكم في عالم الفن، فيقول «اعتقد ان عملنا منذ سنوات مع منصور قال للناس ماذا نستطيع وماذا نريد ان نفعل؟ كان ذلك بالتعاون مع والدنا».
• الآن انتم لوحدكم؟
- ماذا تريد؟
• مسرحية لكم؟
- كل ما نقوله لكم.
خلاف
• اين انت من موضوع الخلاف داخل العائلة؟
- لا اريد التطرق اليه.
• هذا جواب يريحنا؟
- لماذا من غير شر (ضاحكاً).
• لأنكم تكونون مع بعضكم متميزين وقريبين جداً؟
- نحن هكذا. ليس عليك ان تقول عكس هذا الكلام.
• البيانات بينكم قالت ذلك؟
- هذه انتهى موضوعها.
• هل ننتظر يوماً مثلاً تتعاونون فيه انت وزياد وغسان وجاد؟
- هات مشروعاً يجمعنا وستجدنا معاً.
• مهمتكم العثور على مشروع وعندها سيكون علينا ان نصفق؟
- أرجو الا يظل التشكيك حاصلاً عند احد. نحن فعلياً عائلة متينة تجمعها المحبة ولا شيء غير ذلك.
• كأن الامور السابقة طويت؟
- مئة في المئة.
• انت كبير البيت؟
- (ضاحكاً) وكلمتي كلمة.
• طريقتك في العمل دائماً هي التركيز لفترة على مشروعك الجديد ثم تعود الى حرصك المحبب؟
- شكراً لك.
• لكن ماذا عن الذي يطرح حالياً من وجود جيل رحباني ثالث بدأت ملامحه تظهر؟
- طبعاً سيظهر جيل جديد.
• ابنك منصور وابن غدي عمر؟
- لن تخلو العائلة من مواهب كبيرة، وسنكون داعمين لها دائماً وماذا تتصور ان يكون ابناؤنا غير فنانين يتربون في مناخ من الفن والاضواء والموسيقى، ثم يعملون في مجال الكمبيوتر مثلاً. لا. سيكونون من طينتنا نحن.
• اي طينة؟
- المسرح والغناء والتمثيل، هذا العالم الذي عشناه ونتابع معه.
• كم تراهن على الجيل 3 من الرحابنة؟
- لا احد يعرف شيئاً. لا اعرف مثلاً ما الذي يميز الفترة المقبلة فنياً حتى اعثر للرحابنة ابنائنا على دور او مكان لهم، ولا نعرف ماذا عندهم ليقدموه في فترة التخمُّر والعطاء.
• لطالما سألناك هذا السؤال؟
- سأعطيك الجواب نفسه.
• فلنجرب، لماذا لا تخرج لغير الرحابنة؟
- لست مخرج سوق وعندما اجد نصاً له قيمة ومستوى اسعى وراءه.
• واضح العمل الذي تقومون به حالياً. انت تخرج، غدي يكتب ويلحن، وأسامة افكار وموسيقى؟
- توزيع جيد.
• هل نقول هناك الاخوة الرحابنة؟
- نحن كذلك.
• ومن دون حسد لماذا انتم منسجمون الى هذه الدرجة؟
- معك حق، صعب انسجام الاخوة في لبنان (ضاحكاً) اسأل عن الأم يا عزيزي.
• وحين نسأل عنكم؟
- نحن بألف خير ما دمتم تحبوننا.