المؤتمر الصحافي الذي جمع سمو رئيس مجلس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف اليومية كان حافلاً بطرح المشاريع الحكومية، التي أتمنى أن ترى النور، ومن منا لا يريد أن يرى وطنه وقد انشغل مسؤولوه وأبناؤه بالعمل والإنجاز، بعيداً عن الشد والجذب والعنتريات التي لا تقدم إلا الكلام دون مضمون.
تعودنا منذ مدة من الزمن أن نسمع عن خطط المشاريع العملاقة، كجسر الشيخ جابر، ومدينة الحرير، ومدينة الصبية، والمدينة الجامعية التي لا تزال أسوارها شاخصة، ومستشفى جابر الذي جفت أقلام كتاب الصحف وهم يكتبون عنه، عدا الطرق السريعة والجسور والأنفاق هنا وهناك، إضافة إلى مترو الأنفاق الذي سيحرر الكويت من شبح الازدحام المروري، ولكن الواقع العملي ينفي تلك الوعود التي حفظناها عن ظهر قلب.
شخصياً أرى أن الأمر مختلف هذه المرة، وإن لم أكن متفائلاً لدرجة كبيرة، ولكنني متفائل، وإن أردتم الحقيقة فأنا أقف في المنتصف بين التفاؤل والتشاؤم، فأنا (متشائل) لأني أسمع كلام الرئيس والطاقم الحكومي فأطير من الفرح، وأرى الواقع فأتشاءم، وما تعيين حمود فليطح كنائب لرئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة عنا ببعيد.
ماذا ينقصنا يا سمو الرئيس؟ المال موجود، الطاقات موجودة، المشاريع جاهزة، القوانين جاهزة، الخبراء على الاستعداد للخدمة من كل بلاد الدنيا، أرجوكم ألا تتعذروا بمجلس الأمة، فمجلس الأمة للتشريع وليس للتنفيذ، وأنتم تملكون الأغلبية الساحقة حالياً، فماذا يمنعكم من الإنجاز، جربوا الأمر مرة واحدة وسوف ترون كيف أن الصحافة وكتاب الصحف وأنا أولهم سيقفون إلى صفكم في وجه من ينتقدكم، جربوها وسوف ترون، ودعونا من المؤتمرات الصحافية التي تكرر بشكل دوري لإلقاء اللوم على نواب مجلس الأمة، فكما أن الدستور أعطاهم حق الرقابة والتشريع، فقد أعطاكم حق الهيمنة على مصالح الدولة.
تشكيلة مجلس الوزراء الحالية قد وفقتم فيها إلى حد كبير، ففيها من الكفاءات التكنوقراط الشيء الكثير، وفيها من أصحاب الإخلاص من الوطنيين ما يكفل العطاء، مع تحفظي على بعضهم، ولكنها جيدة في المجمل، فلنحرر أنفسنا من فوبيا الاستجوابات، وبارانويا نواب مجلس الأمة، ونخلص النوايا، عندها فقط تجدون الكل إلى جانبكم، وقد أدار ظهره لكل من يريد عرقلة مسيرة التنمية.
في الأفق
أنشد الأصمعي يوما فقال:
النصح أرخص ما باع الرجال فلا
ترْدُدْ على ناصح نصحا ولا تلُمِ
إن النصائح لا تخفى مناهجها
على الرجال ذوي الألباب والفَهَمِ
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com
تعودنا منذ مدة من الزمن أن نسمع عن خطط المشاريع العملاقة، كجسر الشيخ جابر، ومدينة الحرير، ومدينة الصبية، والمدينة الجامعية التي لا تزال أسوارها شاخصة، ومستشفى جابر الذي جفت أقلام كتاب الصحف وهم يكتبون عنه، عدا الطرق السريعة والجسور والأنفاق هنا وهناك، إضافة إلى مترو الأنفاق الذي سيحرر الكويت من شبح الازدحام المروري، ولكن الواقع العملي ينفي تلك الوعود التي حفظناها عن ظهر قلب.
شخصياً أرى أن الأمر مختلف هذه المرة، وإن لم أكن متفائلاً لدرجة كبيرة، ولكنني متفائل، وإن أردتم الحقيقة فأنا أقف في المنتصف بين التفاؤل والتشاؤم، فأنا (متشائل) لأني أسمع كلام الرئيس والطاقم الحكومي فأطير من الفرح، وأرى الواقع فأتشاءم، وما تعيين حمود فليطح كنائب لرئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة عنا ببعيد.
ماذا ينقصنا يا سمو الرئيس؟ المال موجود، الطاقات موجودة، المشاريع جاهزة، القوانين جاهزة، الخبراء على الاستعداد للخدمة من كل بلاد الدنيا، أرجوكم ألا تتعذروا بمجلس الأمة، فمجلس الأمة للتشريع وليس للتنفيذ، وأنتم تملكون الأغلبية الساحقة حالياً، فماذا يمنعكم من الإنجاز، جربوا الأمر مرة واحدة وسوف ترون كيف أن الصحافة وكتاب الصحف وأنا أولهم سيقفون إلى صفكم في وجه من ينتقدكم، جربوها وسوف ترون، ودعونا من المؤتمرات الصحافية التي تكرر بشكل دوري لإلقاء اللوم على نواب مجلس الأمة، فكما أن الدستور أعطاهم حق الرقابة والتشريع، فقد أعطاكم حق الهيمنة على مصالح الدولة.
تشكيلة مجلس الوزراء الحالية قد وفقتم فيها إلى حد كبير، ففيها من الكفاءات التكنوقراط الشيء الكثير، وفيها من أصحاب الإخلاص من الوطنيين ما يكفل العطاء، مع تحفظي على بعضهم، ولكنها جيدة في المجمل، فلنحرر أنفسنا من فوبيا الاستجوابات، وبارانويا نواب مجلس الأمة، ونخلص النوايا، عندها فقط تجدون الكل إلى جانبكم، وقد أدار ظهره لكل من يريد عرقلة مسيرة التنمية.
في الأفق
أنشد الأصمعي يوما فقال:
النصح أرخص ما باع الرجال فلا
ترْدُدْ على ناصح نصحا ولا تلُمِ
إن النصائح لا تخفى مناهجها
على الرجال ذوي الألباب والفَهَمِ
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com