من البدهي القول ان التدخين ضار بالصحة، وان الاحصاءات تشير إلى ظهور الامراض المختلفة لدى المدخنين والتي تؤدي إلى الوفاة في سن مبكرة... اما وسائل التدخين فلم تعد قاصرة على السيجارة، وانما ايضا هناك الارجيلة، ومضغ التمباك، فضلا عن التأثير في الاخرين من غير المدخنين الذين يتواجدون في الاماكن العامة. ومع ان التدخين مشكلة عالمية تواجهها الكثير من المجتمعات، الا ان السماح بتوفير الوسائل التي تزيد من اعداد المدخنين، وتشجع غير المدخنين على التدخين، مثل اقامة الخيام والتدخين في المطاعم، والسماح بتراخيص التدخين للارجيلة، في المقاهي، تعد ظاهرة اخذة في الازدياد يوما بعد يوم.
واللافت للنظر ان الخيام الرمضانية التي تنصب في شهر رمضان الكريم من اجل الافراح والحفلات والسهرات الليلية، حيث التجمعات الكبيرة للناس تتواجد داخل هذه الخيام، هي خيام تعج بمدخني الشيشة، وغالبية المتواجدين لا يترددون عن تدخين الارجيلة (الشيشة)، واحيانا يدخن الارجيلة نفسها اكثر من مدخن واحد إذا كانوا يجلسون في مكان واحد وذلك باستخدام نفس «البربيش» مرات عدة، ومن اكثر من شخص واحد.
هذه الظاهرة، اي تدخين الارجيلة في الخيام، وتبادل «البربيش» ومع وجود الامراض مثل مرض انفلونزا الخنازير، يشكل خطورة على الصحة العامة، فمن السهل ان ينتشر الفيروس من شخص لاخر، ويصاب الناس بهذا الفيروس. لذلك دول كثيرة مثل الاردن منعت تدخين الشيشة في الاماكن العامة لاسباب تتعلق بالاصابة بفيروس المرض من خلال استخدام «البربيش» الواحد واستعماله في التدخين من الاخرين.
نحن مازلنا لا نمانع التدخين في الاماكن العامة، وتراخيص الخيام التي تقدم الشيشة في شهر رمضان اصبحت سمة رمضانية يعلن عنها عبر الاعلام، مما يعني أننا ولاسباب تجارية امام المشكلات الصحية لا نقي انفسنا منها لان جل همنا العلاج... اي بعد ان يصاب الانسان بالامراض نسعى بامكانياتنا المحدودة ان نعالج ما نستطيع. نتمنى ان يمنع التدخين في الاماكن العامة، وان يسن قانون يجرم التدخين في هذه الاماكن، خصوصا وان التدخين ضار بالصحة، ويمس ارواح غير المدخنين الذين من حقهم حماية انفسهم بقانون فعّال وبضبطية قضائية دائمة، فهل الحكومة قادرة على القيام بذلك؟


د. يعقوب أحمد الشراح
كاتب كويتي
yaqub44@hotmail.com