لا أشك لحظة في إخلاص وزير الأشغال العامة الدكتور فاضل صفر، ووكيل الوزارة المهندس عبدالعزيز الكليب، والوكيل المساعد لشؤون شبكات الصرف الصحي المهندس خالد الخزي، وجميع إخوانهم العاملين، كما لا أشك في نوايا من تحرك من الناشطين البيئيين في كارثة مشرف، وحولها ميداناً للملاكمة السياسية، فلكلٍ أسلوبه في التعبير، ولكن لنتفق أن مثل هذه المسائل لا تناقش بلغة السياسة المبهمة، فهي مثل الزئبق تماماً تسمم الأجواء، ولا نحصل معها على أي فائدة سوى الالتفاف على الحقائق، والدوران في حلقات مفرغة.
لست أقف هنا موقف المدافع عن أحد، أو المهاجم ضد أحد، ولكن عندما تطرح قضية مضخة مشرف وما حدث بها، هل نستمع لشخص رياضي مثلاً، أو مدرس لغة العربية، أم ننصت إلى شخص حقوقي، أو باحث أكاديمي قضى عمره في البحوث النظرية البحتة.
أعتقد أن كل شخص متخصص في مجاله هو الأقدر على اتخاذ القرار المناسب في حينه حسب الظروف والمعطيات، ومن الممكن أن يكون مخطئاً، نعم هذا صحيح، ولكن من يقيِّم هذا الخطأ، وما أسس التقييم وأدواته، وهل بُنِي على دراسات ميدانية أخذت في حسبانها جميع المؤشرات المتعارف عليها دولياً؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها رغماً عنا جميعاً ونحن نسمع ونقرأ بعض التصريحات هنا وهناك، إبان الكارثة التي هددت بيئتنا وحياتنا.
هناك من امتطى صهوة كارثة مشرف للتكسب السياسي أو تصفية لحسابات شخصية، سواء مع رئيس الحكومة أو وزيره المختص وطاقمه، علماً بأننا ننعم بخدمات قطاع الصرف الصحي لأعوام عدة دون أن نثني على جهودهم، مع يقيني أن أغلب العاملين في وزارات الدولة أعلم بجوانب القصور في مجالات عملهم بحكم موقعهم الميداني، وكيفية النهوض بالخدمات، ولا ينقصهم سوى الدعم السياسي والتحفيز، والكويت مليئة بمثل تلك الكوادر التي تحمل في جعبتها الكثير إذا أخلصنا النوايا وركزنا على التنمية المستدامة.
لا أملك سوى التقدم بالشكر والتقدير للدكتور صفر، والمهندسيْن الكليب والخزي على جهودهم الجبارة لاحتواء الأزمة، فهم فخر لكل من يؤمن بقدرات أبناء البلد على إدارة أزماتها، وأنصحهم بألا يلتفتوا لمن يحاول أن يثنيهم عن العمل، أو يشغلهم في قضايا جانبية.
في الأفق
يقولون في الأمثال: من تكلم في غير فنِّه أتى بالعجائب!


د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com