| القاهرة - من حنان عبدالهادي |
الخرافة والسحر... والدجل والشعوذة... ليس لها وطن... أو قارة أو دولة... وإنما هي معتقدات قد تختلف من مكان الى آخر، ولكن داخل أي مجتمع تجد هذه الأشياء أماكن بذاتها قد تكون أحياء أو قرى أو حتى مدنا... تشتهر فيها، وتجد من يروج لها، ومن يقبل عليها.
وفي مصر - مثلها في ذلك مثل كل الدول - أماكن للسحر والسحرة والدجل والدجالين والشعوذة والمشعوذين وقد يشتهر مكان بشيء، قد لا تكون في غيره، حتى إن هناك «قرى أو أحياء» تعمل في غالبيتها ـ وإن كان عددها قليلا - في السحر، ويفد إليها الناس من كل صوب وحدب، قد تكون شهيرة «خارجيا»، أكثر من كونها معروفة «داخليا».
وأيضا... تختلف الطقوس ما بين مجتمع وآخر، في مصر، فالوسائل قد تكون في بحري «الشمال»، مختلفة عن الصعيد «الجنوب»، والأكيد أن للقبائل وسكان الصحراء طقوسا غير سكان الحضر.
والخرافة في مصر. عُنيت بها دراسات وأبحاث كثيرة... حاولنا التعرف عليها والاقتراب منها، حتى إنها تمكنت من تحديد «274» خرافة موجودة بالفعل في القرى والمدن والتجمعات المصرية، ولعل أشهرها خرافة «الربط» - أي تجميد العلاقة الزوجية - وأيضاً أعمال الزواج والتطليق والحب والكراهية.
والدراسات والأبحاث... عن الخرافة في مصر... لم تهتم بها دراسات مصرية وفقط، ولكن اهتمت بها دراسات غربية أيضا، ووصل الأمر أن الباحثين عاشوا وعايشوا أماكن السحر واقتربوا من السحرة، وتعرفوا على خرافات العلاج بالسحر وأدوات وأدوية السحرة... وفي السطور التالية الكثير من الحكايات عن أرض السحر في قرى وأحياء ومدن مصر.
العديد من قرى مصر سواء في قرى الدلتا «الشمال» أو الصعيد «الجنوب» يؤمنون بأعمال السحر المرتبطة بالوقاية والعلاج من «الربط - الذي يطلق عليه البعض منع العلاقة الزوجية بين العروسين من الناحية الجنسية - لذلك يلجأ الكثير منهم إلى السحرة أو المتخصصين الذين يقومون بالربط وفكه وهي تدخل ضمن أعمال السحر.
الباحث المصري في شؤون السحر والدجل والشعوذة والعادات والتقاليد الشعبية مصطفى سالم حسن... قام بزيارة لعدد من القرى المصرية لتحديد طرق العلاج من الربط الذي تمارسه تلك القرى... ويحكي تفاصيلها لـ «الراي» في السطور التالية:
الباحث قال: إنه من خلال الزيارة للقرى يمكن أن تحدد طرق العلاج بالحالات البسيطة والحالات الصعبة، ففي الحالة الأولى من الحالات البسيطة نجد أنه بعد الزواج وإتمام ليلة الزفاف يفاجأ العريس أو الزوج يوم الدخلة بأنه لم يستطع ممارسة العلاقة الزوجية مع عروسه.
يوم الصباحية
في يوم الصباحية يسأله والده: ماذا فعل؟ فيضطر إلى قول الحقيقة، فيطلب منه والده عدم معرفة أحد بما حدث وألا يتأثر بذلك وهو سوف يتصرف، بعد ذلك يتم استقبال المعازيم من دون علم أحد غريب، ثم يذهب الوالد إلى شخص ممن يقومون بفك الربط ويطلب الشيخ من الوالد أو من يذهب إليه. اسم والدة الزوج ووالدة الزوجة، ويطلب أيضا أن نقوم بفض بكارة الزوجة حتى يمكن فك الربط، ويطلب أيضا سلق «4» بيضات قبل أن يحضر ويبلغهم بحضوره بعد صلاة المغرب.
ويأتي الشيخ بعد صلاة المغرب ويجلس في غرفة الاستقبال أو أي غرفة أخرى في المنزل، ويطلب الزوج والزوجة وإطفاء نور الحجرة ثم إحضار البيض المسلوق، ويطلب من الزوجين الجلوس أمامه ويضع يده على رأس الزوج ويتمتم بكلمات غير مفهومة، ثم يكرر ما سبق مع الزوجة.
وبعد ذلك يطلب البيض المسلوق، وذلك بعد أن يطلب إضاءة النور ويقوم بسحب شعرة من شعر الزوجة ويقوم بقطع البيض المسلوق بها بعد تقشيره، ثم يطلب من الزوج والزوجة أن يأكلا كل واحد منهما نصف البيض المقطع ويطلب من الزوج إبلاغه بالنتيجة بعد المحاولة ويتم إبلاغ هذا المعالج بالنتيجة بعد المحاولة سواء كانت ناجحة أم فاشلة.
الحالة الثانية
أما الحالة البسيطة الثانية للعلاج فيقول عنها مصطفى سالم: إنه علاج نوع من الربط الذي يمنع نزول المني «السائل المنوي» وهو لا يؤثر على الزوج من ناحية المعاشرة الجنسية، ويتم هذا الربط لمنع الإنجاب فقط، وعلاج هذه الحالة يتلخص في أن المعالج الذي يقوم بعلاج هذه الحالة في القرية يعمل مدرسا وقد خصص حجرة بمنزله لمقابلة مثل هذه الحالات، وطلب من الزوج صورة فوتوغرافية له وطلب منه الحضور في اليوم التالي.
وحضر إليه في الموعد وقال له:«أنت معمول لك عمل بعدم الإنجاب وذلك عن طريق منع نزول المني «عدم نزول السائل المنوي».
وسأله إن كان «خطب» قبل ذلك فتاة ولم يتزوج منها، وقال له نعم ولم يحدث نصيب، وطلب منه أن يقوم بسلق 10 بيضات بلدي وأن يحضرها له، وذهب الزوج وقام بسلق البيض المطلوب وإعطائه له في نفس اليوم، وطلب منه الحضور في اليوم التالي في نفس الميعاد، وحضر إليه في نفس الميعاد بعد المغرب وأعطاه البيض بعد كتابة حروف متفرقة لا يعرف محتواها ومكتوب على البيض بالقلم الأحمر لعدد 9 بيضات والبيضة العاشرة مكتوب عليها باللون الأزرق،
وطلب منه أن يأكل 8 بيضات من المكتوب عليها باللون الأحمر ونصف البيض المكتوب عليه باللون الأزرق، وبعد الانتهاء من أكل البيض يلقي القشر في ماء جارٍ «ترعة أو بحر» ولابد أن يكون ماء جاريا، والغريب أن هذا الربط يتم فكه ويتم نزول السائل المنوي.
حالات صعبة
ويذكر الباحث مصطفى سالم أن هناك حالات صعبة في طريقة علاجها - دونَّها وهو يزور القرى - والحالة الأولى بعد الزواج ويوم الدخلة فوجئ العريس بأنه ليس في حالته الطبيعية، فعندما اقترب من زوجته شعر بأنه لا يستطيع معاشرتها.
وفي يوم الصباحية تحضر أم العريس إفطار العرائس للعروسين، وعندما سألت زوجته أبلغتها بما حدث، فقالت لها إن زوجك مربوط، ولأن الموضوع معروف في البلد بصورة كبيرة طلب والده ووالدته وأخوه الأكبر إحضار الشيخ - «فلان» - لفك الربط فرفض بشدة.
وقال لهم: إنها حالة نفسية وستمر ولكن طالت المدة وهو على هذه الحال والأمور تزداد تعقيدا، فذهب إلى طبيب متخصص في الأمراض الجلدية والتناسلية وعقم وأمراض الذكورة ولكن دون فائدة من علاجه وعند إلحاح أهله عليه وخصوصا أخوه الأكبر ما اضطره أن يلجأ إلى ذلك الشيخ.
وذهب أخوه إلى الشيخ وطلب منه الحضور وسأل الشيخ أخاه عن اسم والدته ووالدة زوجته وقال: قبل أن أحضر لابد من فض البكارة للزوجة، وطلب سلق «5» بيضات بلدي وأن يكون الزوجان طاهرين، ويحضر الشيخ ويدخل إلى حجرة مظلمة ويجلس أمامه ويضع يده على رأس الزوج ويردد كلمات بصوت منخفض جدا لا يسمع ويكرر ما حدث مع الزوجة وبعد ذلك أضاء النور وقطع البيض المسلوق بشعرة من شعر الزوجة وطلب أن يأكلا كل منهما بيضتين والبيضة الخامسة كل واحد يأكل نصفها.
ويستكمل سرد الحكاية قائلا: ومع كل ذلك لم يتم العلاج وفشل المعالج في علاجه، وقال له: إنه محسود وأنه لن يستطيع علاجه، وبذلك ازدادت الحالة سوءا بالنسبة للزوجين، ما اضطرهما إلى الذهاب إلى معالج آخر ممن يقومون بفك الأعمال الصعبة.
وبالفعل دله أحد أصدقائه على هذا المعالج، حيث ينتشر بين أهل القرية أنه أستاذ في فك الربط المعمول بالسفلي أو النجاسة «حيض المرأة».
وجاء الشيخ وسأله عن الذي حدث، فحكى له بالتفصيل الذي حدث فقام بخطوات العلاج، وطلب ورقة وقلما من الأقلام الجافة «جاف أحمر» وسأل عن اسم والدته ووالدة زوجته كما سأل الشيخ السابق، وعن تاريخ الميلاد بالتقويم الهجري والساعة.
وسأل الزوج إن كان هناك أحد أقاربه كان يريد أن يزوجه ابنته ورفض، وقال له كانت تريد بنت عمتي أن تزوجني ابنتها وأنا رفضت مع أنها أرسلت له من يكلمه حتى يوافق على الزواج منها، ولكنه رفض لأنه لا يحبها، وطلب منه الشيخ أن يقف أمامه ووضع يده على رأسه وتمتم بكلمات لم يسمعها.
ثم قال بصوت مرتفع أو مسموع: إذا كان بهذه الجثة مس من الجن فميلي إلى اليمين، فمال فعلا جهة اليمين، وفعل ذلك مع الزوجة أيضا فمالت جهة اليمين هي الأخرى ثم طلب أنواعا من العطارة ماء ورد وبخور وقلم فلومستر أحمر عريض وورق فلوسكاب وكيلو عسل نحل ورطلين من الزبدة البلدي، وعندما سأله عن مكان هذه العطارة قال سوف أشتريها لك وأحاسبك عليها وسوف أحضر في اليوم التالي.
وحضر في اليوم التالي وطلب قلة من الفخار وملأها بالماء وأخذ يقرأ عليها كلاما لم يسمع، فمالت القلة وأخذت تجري إلى غرفة النوم ورشت قليلا من الماء على السرير في غرفة النوم وجرت يداه أيضا إلى السلم المؤدي إلى الشقة.
ورشت أيضا قليلا من الماء عليه، وقال أنت مرشوش لك على السرير وعلى سلم الشقة، وطلب الورق والقلم الفلومستر الأحمر وماء الورد والعطارة وقام بضرب العطارة في الخلاط، ثم أضاف إليها عسل النحل والزبدة بعد أن تم قدحها على النار وخلطها ببعضها.
وطلب منه أن يأخذ منها ملعقة كل يوم في الصباح على الريق ومساء قبل النوم، وقال له إن هذه الخلطة سوف تمنع نفخ العفريت في مكان الربط، وقام بكتابة حروف عربية متفرقة على الورق الفلوسكاب بعد بل القلم بماء الورد بحروف لم يفهمها وبعد أن تمت كتابتها وضعها في حلة صغيرة بها ماء وطلب منه أن يشرب هو وزوجته منها والباقي يرش على السرير والسلم، وأنه سوف يأتي في اليوم التالي وخرج وفعل ما قاله المعالج ولكن دون فائدة.
طقوس متنوعة
وفي اليوم التالي جاء وأخبره بما حدث فقام بكتابة ورقتين فلوسكاب، ووضعهما في حلة متوسطة الحجم وطلب وضعها فوق السطح وسأله لماذا فوق السطح فقال تحت النجوم - تنجيم - بعد صلاة العشاء وترتيلها قبل الفجر وأن يستحم بها هو وزوجته في الصباح في مكان غير دورة المياه وباقي الماء يرش في أنحاء الشقة وعلى السلم ولا يوضع ماء في الحمام، وفعل الزوج ذلك ولكن دون جدوى.
ويستكمل الباحث حكاية الحالة الأولى: في المرة التالية جاء وأخبره بما حدث فقام بكتابة ورقتين فلوسكاب بنفس الطريقة وضعهما في كمية من زيت الزيتون، ووضعها فوق السطح «تنجيم» بعد العشاء ونزولها بعد الفجر أيضا وأن يدهن بها الجسم خصوصا الأماكن الحساسة بالجسم له ولزوجته، وفعل الزوج والزوجة ما طلبه الشيخ دون جدوى وقبل أن ينصرف هذا المعالج طلب بلطتين من الحديد وربع متر من مواسير الرصاص «مقاس 2» المستخدم في أعمال السباكة.
وفي المرة التالية حضر وطلب البلطتين وكتب عليهما بعض الحروف المتفرقة أيضا وطلب تسخينهما إلى درجة الاحمرار، وتوضع في طبق من الألومنيوم ويصب عليها الماء البارد من الحنفية وهي في الطبق وهي ساخنة إلى درجة الاحمرار، ويلبس جلبابا على العري ويوضع الطبق تحت الجلباب وهو مرتديه ويوضع الماء فوق البلطة وهي ساخنة فيتصاعد البخار ويدخل بين الجلباب والجسد.
ويكرر هذا مع الزوجة أيضا ويرش الماء الباقي في أنحاء الشقة ومع ذلك لم يحدث أي تغيير ولكنه كان يشعر بتحسن بسيط، وسأل الشيخ عن سبب التأخير في العلاج وقال له الشيخ إن الموضوع صعب لأنه عمل سُفلي وسوف يأخذ جلسات عديدة للعلاج.
وفي المرة التالية حضر وطلب الرصاص وما فعله مع البلط فعله مع الرصاص، وكتب عليه أيضا نفس الكلام وطلب صهر الرصاص في طبق من الألومنيوم أيضا وتكرار رش الماء عليه تحت الجلباب مثل ما حدث مع البلط.
وعند نزع الرصاص من الطبق سيكون هناك تكوين لشكل سوف يعرف منه الشيخ من الذي قام بعمل السحر، وقام بعمل ذلك هو وزوجته مثل ما حدث مع البلط وطلب بعد صهر الرصاص وإطفائه بالماء أن توضع واحدة تحت باب الشقة والثانية توضع تحت باب البيت، وقام الزوج بخلع بلاطة من أمام باب الشقة ووضع تحتها قطعة الرصاص ودفن الثانية تحت باب البيت ولم يحدث جديد أيضا.
ولكن الشعور بالتحسن أصبح أكثر من المرة السابقة، وفي المرة التالية جاء الشيخ ومعه شخص وادعى أنه كشاف، أي يستطيع أن يرى الجن في الشقة ويعرف مكانه، وتجول «الكشاف» داخل الشقة وفي غرفة النوم وقال: إن الجنية موجودة في غرفة النوم، وأنه عند حضور أي شيخ فهي تخرج وتعود مرة أخرى بعد خروجه، وقام بكتابة ورقة فلوسكاب كبيرة وكتب عليها حروفا متفرقة وقام بحرقها في غرفة النوم مع تمتمة بكلمات لم يسمعها.
وانتشر الدخان في أنحاء الغرفة وقام بنثر الرماد من الورقة المحروقة في أنحاء الغرفة وقال الشيخ للزوج: إنك سوف تكون طبيعيا الليلة وأن العمل قد تم فكه وسوف أحضر غدا ومعي تحويطتان لك ولزوجتك حتى لا يستطيع أحد ربطك مرة أخرى، وحضر المعالج في اليوم التالي ومعه التحويطتان وأعطاهما لهما،
وفعلا استطاع أن يمارس حياته الزوجية في هذه الليلة، وحضر الشيخ في اليوم التالي وأعطى الزوج التحويطتين واحدة كبيرة له والأخرى صغيرة لزوجته، وطلب وضعهما معا في أي مكان يذهبان إليه، والغريب أن المعالج قال له إذا تركت التحويطة أو نسيتها في أي مكان لمدة 3 أيام متتالية ولم تحتفظان بها معكما سوف تفتقداها، والغريب أيضا أن الزوج إذا تركها يشعر بنفس الأعراض السابقة، وطلب منه أن تظل معه مدة كبيرة حتى يتم العلاج نهائيا، ومنذ ذلك اليوم وهو يمارس حياته الزوجية بصورة طبيعية واختفت تدريجيا الأعراض التي كان يحس بها أثناء الربط.
أما عن الحالة الثانية فقد قصها الباحث لـ «الراي» وقال: أحد الأشخاص تظاهر بالربط وطلب من أحد المشايخ الحضور إلى منزله لفك هذا الربط وقد طلب الساحر منه بلطتين متوسطتي الحجم وربع متر من مواسير الرصاص2 ، الذي يستخدم في الصرف لأعمال السباكة وعدد 5 شمعات من شمع الكنائس وشاليه أو منقد صغير وبعض الفحم وطبقين من الصيني الأبيض أحدهما مستدير والثاني طويل وليس عليهم رسومات، وكيلو عسل نحل.
وقال الشيخ إنه سوف يحضر معه العطارة وشمع الكنائس ثم يأخذ ثمنها.
أما الشيخ المعالج «ع.ل» فقد كان قصير القامة عمره حوالى 50 عاما، نحيف الجسم، مدرس لغة عربية، له لحية خفيفة، ويرتدي جلبابا عاديا لونه رمادي وطاقية بيضاء.
وعن طريقة العلاج يقول المتظاهر «م.س»: قد حضر الشيخ ومعه العطارة والشمع وطلب ورق فلوسكاب وكراسة قديمة يكون بها عدد من الأوراق الخالية من الكتابة.
وسأل الشيخ عن اليوم بالهجري والساعة واسم والدتي واسم والدة زوجتي، وظل يكتب بعض الأرقام في الكراسة القديمة ثم قال إن هناك مرضا لك ولزوجتك وأن هناك عملا بالسحر السفلي معمول بنجاسة أثر عليكما كثيرا.
وأخرج من جيبه قلما فلومستر عريضا لونه أحمر، وطلب إحضار المنقد وإيقاد بعض الفحم به، ووضع بعض البخور على النار ثم بدأ في عمل الطقوس.
وبعد أن قام بعمل حسابات النجوم قال: إن هناك عملا بالسحر السفلي وأنه سيستغرق وقتا حتى تشفى منه، وكتب على ورقة فلوسكاب بعض الحروف وطلب كوب ماء من الزجاج ووضع به الورقة ثم وضع إصبعه السبابة اليمنى بها، وأخذ يتمتم ببعض الكلمات بصوت خافت وتركها نحو 5 دقائق، ثم طلب مني أنا وزوجتي أن يشرب كل منا نصف الكوب فشربناه، وطلب من زوجتي الوقوف ووضع يده على رأسها، وأخذ يتمتم ببعض الكلمات وفعل معي مثلما فعل مع زوجتي، وقام بكتابة حروف متفرقة في الطبقين ورسم بعض الخطوط والأسهم، وطلب وضع الطبق المستدير فوق السطح تحت الندى مع قليل من الملح وذلك بعد أن مسح الحروف بالماء والملح من بعد العشاء وحتى قبل شروق الشمس، وفي الصباح يوضع هذا الطبق في حلة كبيرة من الماء يتم شرب جزء منه أنا وزوجتي والباقي يتم الاستحمام به في مكان غير الحمام ويرش في أنحاء الشقة وعلى السلم أو بجوار شجرة أو في مدخل البيت، وقام بكتابة نفس الحروف على الطبق المستطيل وطلب وضعه تحت النجوم من بعد العشاء وحتى الفجر ويكون ذلك يوم الخميس بالليل «ليلة الجمعة» ويوضع الطبق في الصباح في حلة ماء، ويكرر نفس الذي حدث مع الطبق الأول.
خليط جديد
وأضاف: إنه قام بخلط جزء من العطارة التي أحضرها مع جزء من عسل النحل خلطا جيدا وطلب أن آكل منها كل يوم ملعقة صغيرة على الريق صباحا، وقال إن هذه الخلطة مفيدة جدا في تطهير الدم من آثار الجن أو العمل السفلي ثم طلب البلط الحديد وقام بكتابة حروف عليها بنفس الطريقة السابقة.
وطلب مني أن تكتب زوجتي على ظهري بالقلم الجاف «إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم، فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا»، ثم الكتابة على الفخذ الأيمن «ك هـ ي ع ص» وعلى الفخذ الأيسر «ح م ع س ق» بالنسبة لي، أما بالنسبة لزوجتي أكتب على صدرها الله أكبر 11 مرة وكتابة 5 آيات من أول سورة الجن ثم يتم تسخين البلطة إلى درجة الاحمرار ثم أضعها في طبق من الألومنيوم وألبس جلبابا واسعا وأضع الطبق وبه البلطة تحت الجلباب وأضع عليها الماء على أن ينتشر البخار بين الجلباب وجسدي وهو مكتوب عليه الآيات القرآنية.
وأوصى المعالج بأنه لو كنت أنت وزوجتك تحت غطاء كبير مثل ملاءة سرير يكون الأفضل أن يلبس كل واحد جلبابا مستقلا، وتكرر العملية مع البلطة الثانية بنفس الطريقة في اليوم بعد التالي، ويرش الماء الباقي في أركان الشقة، وعلى السلم وتستعمل البلط يوما بعد يوم.
وبالنسبة للرصاص قام بقطع ربع متر من مواسير الرصاص نصفين بحيث أصبحت كل قطعة نحو 12.5 سم وقام بكتابة ما كتبه على البلطة وطلب وضعها في طبق من الألومنيوم وصهرها على النار حتى تصبح سائلة، وتتم كتابة الآيات القرآنية التي كتبت مع البلط ويوضع الماء عليها تحت الغطاء أيضا بعد صهرها ويدخل البخار بين الغطاء والجسم.
وتكرر نفس العملية مع القطعة الثانية ويرش الماء الباقي من إطفاء الرصاص في أركان الشقة وعلى السلم، ويستخدم الرصاص يوما بعد يوم أيضا، وبالنسبة للشمع طلب قطعة كبيرة من القماش القطن وليس الذي يتخللها بلاستيك وقام بتقطيعها قطعا 8سم- 02سم وكتب عليها ما كتبه على البلط والرصاص وقام بلف كل شمعة بقطعة من القماش وطلب إيقاد الشمعة في طاجن صغير من الفخار ويوضع به زيت الزيتون.
على أن ينزل الشمع والعادم في الزيت وعند انتهاء الشمعة يتم دهن الجسم بالزيت وخصوصا الأماكن الحساسة ويلقى الباقي على السلم فقط، وتكرر هذه العملية يوميا حتى يتم انتهاء الشمع.
الخرافة والسحر... والدجل والشعوذة... ليس لها وطن... أو قارة أو دولة... وإنما هي معتقدات قد تختلف من مكان الى آخر، ولكن داخل أي مجتمع تجد هذه الأشياء أماكن بذاتها قد تكون أحياء أو قرى أو حتى مدنا... تشتهر فيها، وتجد من يروج لها، ومن يقبل عليها.
وفي مصر - مثلها في ذلك مثل كل الدول - أماكن للسحر والسحرة والدجل والدجالين والشعوذة والمشعوذين وقد يشتهر مكان بشيء، قد لا تكون في غيره، حتى إن هناك «قرى أو أحياء» تعمل في غالبيتها ـ وإن كان عددها قليلا - في السحر، ويفد إليها الناس من كل صوب وحدب، قد تكون شهيرة «خارجيا»، أكثر من كونها معروفة «داخليا».
وأيضا... تختلف الطقوس ما بين مجتمع وآخر، في مصر، فالوسائل قد تكون في بحري «الشمال»، مختلفة عن الصعيد «الجنوب»، والأكيد أن للقبائل وسكان الصحراء طقوسا غير سكان الحضر.
والخرافة في مصر. عُنيت بها دراسات وأبحاث كثيرة... حاولنا التعرف عليها والاقتراب منها، حتى إنها تمكنت من تحديد «274» خرافة موجودة بالفعل في القرى والمدن والتجمعات المصرية، ولعل أشهرها خرافة «الربط» - أي تجميد العلاقة الزوجية - وأيضاً أعمال الزواج والتطليق والحب والكراهية.
والدراسات والأبحاث... عن الخرافة في مصر... لم تهتم بها دراسات مصرية وفقط، ولكن اهتمت بها دراسات غربية أيضا، ووصل الأمر أن الباحثين عاشوا وعايشوا أماكن السحر واقتربوا من السحرة، وتعرفوا على خرافات العلاج بالسحر وأدوات وأدوية السحرة... وفي السطور التالية الكثير من الحكايات عن أرض السحر في قرى وأحياء ومدن مصر.
العديد من قرى مصر سواء في قرى الدلتا «الشمال» أو الصعيد «الجنوب» يؤمنون بأعمال السحر المرتبطة بالوقاية والعلاج من «الربط - الذي يطلق عليه البعض منع العلاقة الزوجية بين العروسين من الناحية الجنسية - لذلك يلجأ الكثير منهم إلى السحرة أو المتخصصين الذين يقومون بالربط وفكه وهي تدخل ضمن أعمال السحر.
الباحث المصري في شؤون السحر والدجل والشعوذة والعادات والتقاليد الشعبية مصطفى سالم حسن... قام بزيارة لعدد من القرى المصرية لتحديد طرق العلاج من الربط الذي تمارسه تلك القرى... ويحكي تفاصيلها لـ «الراي» في السطور التالية:
الباحث قال: إنه من خلال الزيارة للقرى يمكن أن تحدد طرق العلاج بالحالات البسيطة والحالات الصعبة، ففي الحالة الأولى من الحالات البسيطة نجد أنه بعد الزواج وإتمام ليلة الزفاف يفاجأ العريس أو الزوج يوم الدخلة بأنه لم يستطع ممارسة العلاقة الزوجية مع عروسه.
يوم الصباحية
في يوم الصباحية يسأله والده: ماذا فعل؟ فيضطر إلى قول الحقيقة، فيطلب منه والده عدم معرفة أحد بما حدث وألا يتأثر بذلك وهو سوف يتصرف، بعد ذلك يتم استقبال المعازيم من دون علم أحد غريب، ثم يذهب الوالد إلى شخص ممن يقومون بفك الربط ويطلب الشيخ من الوالد أو من يذهب إليه. اسم والدة الزوج ووالدة الزوجة، ويطلب أيضا أن نقوم بفض بكارة الزوجة حتى يمكن فك الربط، ويطلب أيضا سلق «4» بيضات قبل أن يحضر ويبلغهم بحضوره بعد صلاة المغرب.
ويأتي الشيخ بعد صلاة المغرب ويجلس في غرفة الاستقبال أو أي غرفة أخرى في المنزل، ويطلب الزوج والزوجة وإطفاء نور الحجرة ثم إحضار البيض المسلوق، ويطلب من الزوجين الجلوس أمامه ويضع يده على رأس الزوج ويتمتم بكلمات غير مفهومة، ثم يكرر ما سبق مع الزوجة.
وبعد ذلك يطلب البيض المسلوق، وذلك بعد أن يطلب إضاءة النور ويقوم بسحب شعرة من شعر الزوجة ويقوم بقطع البيض المسلوق بها بعد تقشيره، ثم يطلب من الزوج والزوجة أن يأكلا كل واحد منهما نصف البيض المقطع ويطلب من الزوج إبلاغه بالنتيجة بعد المحاولة ويتم إبلاغ هذا المعالج بالنتيجة بعد المحاولة سواء كانت ناجحة أم فاشلة.
الحالة الثانية
أما الحالة البسيطة الثانية للعلاج فيقول عنها مصطفى سالم: إنه علاج نوع من الربط الذي يمنع نزول المني «السائل المنوي» وهو لا يؤثر على الزوج من ناحية المعاشرة الجنسية، ويتم هذا الربط لمنع الإنجاب فقط، وعلاج هذه الحالة يتلخص في أن المعالج الذي يقوم بعلاج هذه الحالة في القرية يعمل مدرسا وقد خصص حجرة بمنزله لمقابلة مثل هذه الحالات، وطلب من الزوج صورة فوتوغرافية له وطلب منه الحضور في اليوم التالي.
وحضر إليه في الموعد وقال له:«أنت معمول لك عمل بعدم الإنجاب وذلك عن طريق منع نزول المني «عدم نزول السائل المنوي».
وسأله إن كان «خطب» قبل ذلك فتاة ولم يتزوج منها، وقال له نعم ولم يحدث نصيب، وطلب منه أن يقوم بسلق 10 بيضات بلدي وأن يحضرها له، وذهب الزوج وقام بسلق البيض المطلوب وإعطائه له في نفس اليوم، وطلب منه الحضور في اليوم التالي في نفس الميعاد، وحضر إليه في نفس الميعاد بعد المغرب وأعطاه البيض بعد كتابة حروف متفرقة لا يعرف محتواها ومكتوب على البيض بالقلم الأحمر لعدد 9 بيضات والبيضة العاشرة مكتوب عليها باللون الأزرق،
وطلب منه أن يأكل 8 بيضات من المكتوب عليها باللون الأحمر ونصف البيض المكتوب عليه باللون الأزرق، وبعد الانتهاء من أكل البيض يلقي القشر في ماء جارٍ «ترعة أو بحر» ولابد أن يكون ماء جاريا، والغريب أن هذا الربط يتم فكه ويتم نزول السائل المنوي.
حالات صعبة
ويذكر الباحث مصطفى سالم أن هناك حالات صعبة في طريقة علاجها - دونَّها وهو يزور القرى - والحالة الأولى بعد الزواج ويوم الدخلة فوجئ العريس بأنه ليس في حالته الطبيعية، فعندما اقترب من زوجته شعر بأنه لا يستطيع معاشرتها.
وفي يوم الصباحية تحضر أم العريس إفطار العرائس للعروسين، وعندما سألت زوجته أبلغتها بما حدث، فقالت لها إن زوجك مربوط، ولأن الموضوع معروف في البلد بصورة كبيرة طلب والده ووالدته وأخوه الأكبر إحضار الشيخ - «فلان» - لفك الربط فرفض بشدة.
وقال لهم: إنها حالة نفسية وستمر ولكن طالت المدة وهو على هذه الحال والأمور تزداد تعقيدا، فذهب إلى طبيب متخصص في الأمراض الجلدية والتناسلية وعقم وأمراض الذكورة ولكن دون فائدة من علاجه وعند إلحاح أهله عليه وخصوصا أخوه الأكبر ما اضطره أن يلجأ إلى ذلك الشيخ.
وذهب أخوه إلى الشيخ وطلب منه الحضور وسأل الشيخ أخاه عن اسم والدته ووالدة زوجته وقال: قبل أن أحضر لابد من فض البكارة للزوجة، وطلب سلق «5» بيضات بلدي وأن يكون الزوجان طاهرين، ويحضر الشيخ ويدخل إلى حجرة مظلمة ويجلس أمامه ويضع يده على رأس الزوج ويردد كلمات بصوت منخفض جدا لا يسمع ويكرر ما حدث مع الزوجة وبعد ذلك أضاء النور وقطع البيض المسلوق بشعرة من شعر الزوجة وطلب أن يأكلا كل منهما بيضتين والبيضة الخامسة كل واحد يأكل نصفها.
ويستكمل سرد الحكاية قائلا: ومع كل ذلك لم يتم العلاج وفشل المعالج في علاجه، وقال له: إنه محسود وأنه لن يستطيع علاجه، وبذلك ازدادت الحالة سوءا بالنسبة للزوجين، ما اضطرهما إلى الذهاب إلى معالج آخر ممن يقومون بفك الأعمال الصعبة.
وبالفعل دله أحد أصدقائه على هذا المعالج، حيث ينتشر بين أهل القرية أنه أستاذ في فك الربط المعمول بالسفلي أو النجاسة «حيض المرأة».
وجاء الشيخ وسأله عن الذي حدث، فحكى له بالتفصيل الذي حدث فقام بخطوات العلاج، وطلب ورقة وقلما من الأقلام الجافة «جاف أحمر» وسأل عن اسم والدته ووالدة زوجته كما سأل الشيخ السابق، وعن تاريخ الميلاد بالتقويم الهجري والساعة.
وسأل الزوج إن كان هناك أحد أقاربه كان يريد أن يزوجه ابنته ورفض، وقال له كانت تريد بنت عمتي أن تزوجني ابنتها وأنا رفضت مع أنها أرسلت له من يكلمه حتى يوافق على الزواج منها، ولكنه رفض لأنه لا يحبها، وطلب منه الشيخ أن يقف أمامه ووضع يده على رأسه وتمتم بكلمات لم يسمعها.
ثم قال بصوت مرتفع أو مسموع: إذا كان بهذه الجثة مس من الجن فميلي إلى اليمين، فمال فعلا جهة اليمين، وفعل ذلك مع الزوجة أيضا فمالت جهة اليمين هي الأخرى ثم طلب أنواعا من العطارة ماء ورد وبخور وقلم فلومستر أحمر عريض وورق فلوسكاب وكيلو عسل نحل ورطلين من الزبدة البلدي، وعندما سأله عن مكان هذه العطارة قال سوف أشتريها لك وأحاسبك عليها وسوف أحضر في اليوم التالي.
وحضر في اليوم التالي وطلب قلة من الفخار وملأها بالماء وأخذ يقرأ عليها كلاما لم يسمع، فمالت القلة وأخذت تجري إلى غرفة النوم ورشت قليلا من الماء على السرير في غرفة النوم وجرت يداه أيضا إلى السلم المؤدي إلى الشقة.
ورشت أيضا قليلا من الماء عليه، وقال أنت مرشوش لك على السرير وعلى سلم الشقة، وطلب الورق والقلم الفلومستر الأحمر وماء الورد والعطارة وقام بضرب العطارة في الخلاط، ثم أضاف إليها عسل النحل والزبدة بعد أن تم قدحها على النار وخلطها ببعضها.
وطلب منه أن يأخذ منها ملعقة كل يوم في الصباح على الريق ومساء قبل النوم، وقال له إن هذه الخلطة سوف تمنع نفخ العفريت في مكان الربط، وقام بكتابة حروف عربية متفرقة على الورق الفلوسكاب بعد بل القلم بماء الورد بحروف لم يفهمها وبعد أن تمت كتابتها وضعها في حلة صغيرة بها ماء وطلب منه أن يشرب هو وزوجته منها والباقي يرش على السرير والسلم، وأنه سوف يأتي في اليوم التالي وخرج وفعل ما قاله المعالج ولكن دون فائدة.
طقوس متنوعة
وفي اليوم التالي جاء وأخبره بما حدث فقام بكتابة ورقتين فلوسكاب، ووضعهما في حلة متوسطة الحجم وطلب وضعها فوق السطح وسأله لماذا فوق السطح فقال تحت النجوم - تنجيم - بعد صلاة العشاء وترتيلها قبل الفجر وأن يستحم بها هو وزوجته في الصباح في مكان غير دورة المياه وباقي الماء يرش في أنحاء الشقة وعلى السلم ولا يوضع ماء في الحمام، وفعل الزوج ذلك ولكن دون جدوى.
ويستكمل الباحث حكاية الحالة الأولى: في المرة التالية جاء وأخبره بما حدث فقام بكتابة ورقتين فلوسكاب بنفس الطريقة وضعهما في كمية من زيت الزيتون، ووضعها فوق السطح «تنجيم» بعد العشاء ونزولها بعد الفجر أيضا وأن يدهن بها الجسم خصوصا الأماكن الحساسة بالجسم له ولزوجته، وفعل الزوج والزوجة ما طلبه الشيخ دون جدوى وقبل أن ينصرف هذا المعالج طلب بلطتين من الحديد وربع متر من مواسير الرصاص «مقاس 2» المستخدم في أعمال السباكة.
وفي المرة التالية حضر وطلب البلطتين وكتب عليهما بعض الحروف المتفرقة أيضا وطلب تسخينهما إلى درجة الاحمرار، وتوضع في طبق من الألومنيوم ويصب عليها الماء البارد من الحنفية وهي في الطبق وهي ساخنة إلى درجة الاحمرار، ويلبس جلبابا على العري ويوضع الطبق تحت الجلباب وهو مرتديه ويوضع الماء فوق البلطة وهي ساخنة فيتصاعد البخار ويدخل بين الجلباب والجسد.
ويكرر هذا مع الزوجة أيضا ويرش الماء الباقي في أنحاء الشقة ومع ذلك لم يحدث أي تغيير ولكنه كان يشعر بتحسن بسيط، وسأل الشيخ عن سبب التأخير في العلاج وقال له الشيخ إن الموضوع صعب لأنه عمل سُفلي وسوف يأخذ جلسات عديدة للعلاج.
وفي المرة التالية حضر وطلب الرصاص وما فعله مع البلط فعله مع الرصاص، وكتب عليه أيضا نفس الكلام وطلب صهر الرصاص في طبق من الألومنيوم أيضا وتكرار رش الماء عليه تحت الجلباب مثل ما حدث مع البلط.
وعند نزع الرصاص من الطبق سيكون هناك تكوين لشكل سوف يعرف منه الشيخ من الذي قام بعمل السحر، وقام بعمل ذلك هو وزوجته مثل ما حدث مع البلط وطلب بعد صهر الرصاص وإطفائه بالماء أن توضع واحدة تحت باب الشقة والثانية توضع تحت باب البيت، وقام الزوج بخلع بلاطة من أمام باب الشقة ووضع تحتها قطعة الرصاص ودفن الثانية تحت باب البيت ولم يحدث جديد أيضا.
ولكن الشعور بالتحسن أصبح أكثر من المرة السابقة، وفي المرة التالية جاء الشيخ ومعه شخص وادعى أنه كشاف، أي يستطيع أن يرى الجن في الشقة ويعرف مكانه، وتجول «الكشاف» داخل الشقة وفي غرفة النوم وقال: إن الجنية موجودة في غرفة النوم، وأنه عند حضور أي شيخ فهي تخرج وتعود مرة أخرى بعد خروجه، وقام بكتابة ورقة فلوسكاب كبيرة وكتب عليها حروفا متفرقة وقام بحرقها في غرفة النوم مع تمتمة بكلمات لم يسمعها.
وانتشر الدخان في أنحاء الغرفة وقام بنثر الرماد من الورقة المحروقة في أنحاء الغرفة وقال الشيخ للزوج: إنك سوف تكون طبيعيا الليلة وأن العمل قد تم فكه وسوف أحضر غدا ومعي تحويطتان لك ولزوجتك حتى لا يستطيع أحد ربطك مرة أخرى، وحضر المعالج في اليوم التالي ومعه التحويطتان وأعطاهما لهما،
وفعلا استطاع أن يمارس حياته الزوجية في هذه الليلة، وحضر الشيخ في اليوم التالي وأعطى الزوج التحويطتين واحدة كبيرة له والأخرى صغيرة لزوجته، وطلب وضعهما معا في أي مكان يذهبان إليه، والغريب أن المعالج قال له إذا تركت التحويطة أو نسيتها في أي مكان لمدة 3 أيام متتالية ولم تحتفظان بها معكما سوف تفتقداها، والغريب أيضا أن الزوج إذا تركها يشعر بنفس الأعراض السابقة، وطلب منه أن تظل معه مدة كبيرة حتى يتم العلاج نهائيا، ومنذ ذلك اليوم وهو يمارس حياته الزوجية بصورة طبيعية واختفت تدريجيا الأعراض التي كان يحس بها أثناء الربط.
أما عن الحالة الثانية فقد قصها الباحث لـ «الراي» وقال: أحد الأشخاص تظاهر بالربط وطلب من أحد المشايخ الحضور إلى منزله لفك هذا الربط وقد طلب الساحر منه بلطتين متوسطتي الحجم وربع متر من مواسير الرصاص2 ، الذي يستخدم في الصرف لأعمال السباكة وعدد 5 شمعات من شمع الكنائس وشاليه أو منقد صغير وبعض الفحم وطبقين من الصيني الأبيض أحدهما مستدير والثاني طويل وليس عليهم رسومات، وكيلو عسل نحل.
وقال الشيخ إنه سوف يحضر معه العطارة وشمع الكنائس ثم يأخذ ثمنها.
أما الشيخ المعالج «ع.ل» فقد كان قصير القامة عمره حوالى 50 عاما، نحيف الجسم، مدرس لغة عربية، له لحية خفيفة، ويرتدي جلبابا عاديا لونه رمادي وطاقية بيضاء.
وعن طريقة العلاج يقول المتظاهر «م.س»: قد حضر الشيخ ومعه العطارة والشمع وطلب ورق فلوسكاب وكراسة قديمة يكون بها عدد من الأوراق الخالية من الكتابة.
وسأل الشيخ عن اليوم بالهجري والساعة واسم والدتي واسم والدة زوجتي، وظل يكتب بعض الأرقام في الكراسة القديمة ثم قال إن هناك مرضا لك ولزوجتك وأن هناك عملا بالسحر السفلي معمول بنجاسة أثر عليكما كثيرا.
وأخرج من جيبه قلما فلومستر عريضا لونه أحمر، وطلب إحضار المنقد وإيقاد بعض الفحم به، ووضع بعض البخور على النار ثم بدأ في عمل الطقوس.
وبعد أن قام بعمل حسابات النجوم قال: إن هناك عملا بالسحر السفلي وأنه سيستغرق وقتا حتى تشفى منه، وكتب على ورقة فلوسكاب بعض الحروف وطلب كوب ماء من الزجاج ووضع به الورقة ثم وضع إصبعه السبابة اليمنى بها، وأخذ يتمتم ببعض الكلمات بصوت خافت وتركها نحو 5 دقائق، ثم طلب مني أنا وزوجتي أن يشرب كل منا نصف الكوب فشربناه، وطلب من زوجتي الوقوف ووضع يده على رأسها، وأخذ يتمتم ببعض الكلمات وفعل معي مثلما فعل مع زوجتي، وقام بكتابة حروف متفرقة في الطبقين ورسم بعض الخطوط والأسهم، وطلب وضع الطبق المستدير فوق السطح تحت الندى مع قليل من الملح وذلك بعد أن مسح الحروف بالماء والملح من بعد العشاء وحتى قبل شروق الشمس، وفي الصباح يوضع هذا الطبق في حلة كبيرة من الماء يتم شرب جزء منه أنا وزوجتي والباقي يتم الاستحمام به في مكان غير الحمام ويرش في أنحاء الشقة وعلى السلم أو بجوار شجرة أو في مدخل البيت، وقام بكتابة نفس الحروف على الطبق المستطيل وطلب وضعه تحت النجوم من بعد العشاء وحتى الفجر ويكون ذلك يوم الخميس بالليل «ليلة الجمعة» ويوضع الطبق في الصباح في حلة ماء، ويكرر نفس الذي حدث مع الطبق الأول.
خليط جديد
وأضاف: إنه قام بخلط جزء من العطارة التي أحضرها مع جزء من عسل النحل خلطا جيدا وطلب أن آكل منها كل يوم ملعقة صغيرة على الريق صباحا، وقال إن هذه الخلطة مفيدة جدا في تطهير الدم من آثار الجن أو العمل السفلي ثم طلب البلط الحديد وقام بكتابة حروف عليها بنفس الطريقة السابقة.
وطلب مني أن تكتب زوجتي على ظهري بالقلم الجاف «إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم، فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا»، ثم الكتابة على الفخذ الأيمن «ك هـ ي ع ص» وعلى الفخذ الأيسر «ح م ع س ق» بالنسبة لي، أما بالنسبة لزوجتي أكتب على صدرها الله أكبر 11 مرة وكتابة 5 آيات من أول سورة الجن ثم يتم تسخين البلطة إلى درجة الاحمرار ثم أضعها في طبق من الألومنيوم وألبس جلبابا واسعا وأضع الطبق وبه البلطة تحت الجلباب وأضع عليها الماء على أن ينتشر البخار بين الجلباب وجسدي وهو مكتوب عليه الآيات القرآنية.
وأوصى المعالج بأنه لو كنت أنت وزوجتك تحت غطاء كبير مثل ملاءة سرير يكون الأفضل أن يلبس كل واحد جلبابا مستقلا، وتكرر العملية مع البلطة الثانية بنفس الطريقة في اليوم بعد التالي، ويرش الماء الباقي في أركان الشقة، وعلى السلم وتستعمل البلط يوما بعد يوم.
وبالنسبة للرصاص قام بقطع ربع متر من مواسير الرصاص نصفين بحيث أصبحت كل قطعة نحو 12.5 سم وقام بكتابة ما كتبه على البلطة وطلب وضعها في طبق من الألومنيوم وصهرها على النار حتى تصبح سائلة، وتتم كتابة الآيات القرآنية التي كتبت مع البلط ويوضع الماء عليها تحت الغطاء أيضا بعد صهرها ويدخل البخار بين الغطاء والجسم.
وتكرر نفس العملية مع القطعة الثانية ويرش الماء الباقي من إطفاء الرصاص في أركان الشقة وعلى السلم، ويستخدم الرصاص يوما بعد يوم أيضا، وبالنسبة للشمع طلب قطعة كبيرة من القماش القطن وليس الذي يتخللها بلاستيك وقام بتقطيعها قطعا 8سم- 02سم وكتب عليها ما كتبه على البلط والرصاص وقام بلف كل شمعة بقطعة من القماش وطلب إيقاد الشمعة في طاجن صغير من الفخار ويوضع به زيت الزيتون.
على أن ينزل الشمع والعادم في الزيت وعند انتهاء الشمعة يتم دهن الجسم بالزيت وخصوصا الأماكن الحساسة ويلقى الباقي على السلم فقط، وتكرر هذه العملية يوميا حتى يتم انتهاء الشمع.