خيال المآتة لمن لا يعرفه هو ذلك المجسم الذي يصنعه الفلاحون من خشب أو غيره على هيئة مقاربة للإنسان، بغرض تخويف الطيور من الاقتراب للثمار والمزروعات حماية لها، ولأن الطيور أصبحت أكثر ذكاء، فقد علمت أن خيال المآتة لا يهش ولا ينش، وليس بيده من الأمر شيء، فوجوده والعدم سواء! ولذا تجدها تحط عليه دون خوف أو وجل.
أسألكم بالله... ألا يوجد هناك تشابه كبير بين وظيفة المختار وخيال المآتة؟ خصوصاً أن موضوع التسجيل بالقيود الانتخابية تلاشى بعد أن دخلت المرأة على الخط، وتم تسجيلها عن طريق البطاقة المدنية، وكفى الله المؤمنين تعقيدات المختارية، التي كانت برداً وسلاماً على ربعهم أيام زمان، والله زمان!
أما مسألة تعيين المختارين فهذه قصة أخرى أغرب من سبب الوجود أصلاً، فالمفترض أن المختار هو أكثر الناس حرصاً على مصلحة أهل المنطقة، وأكثرهم حباً للعمل التطوعي، ولذا تجده يعمل على كل المستويات وينسق الجهود، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، ويستثمر كل علاقاته في سبيل تذليل العقبات التي تواجه الأهالي.
لدينا في الجهراء، ولا أعلم حال بقية المناطق، الأمر مختلف تماماً، فتعيين المختار لا ينبني على مؤهلات أكاديمية، ولا قدرات ومهارات شخصية، ولا خبرات عملية في القطاع العام أو الخاص أو التطوعي، لا تحسنوا الظن هذه المرة أبداً أبداً أبداً، كل ما في الأمر علاقة مع نائب مجلس أمة سابق أو حالي والسلام ختام.
ثلاثة من مختاري الجهراء لهم علاقة مباشرة مع أعضاء مجلس أمة سابقين أو حاليين، والبقية ترضيات سياسية ومفاتيح انتخابية من العيار الثقيل، وإن صدق ظني بأن المسألة تابعة للأهواء الشخصية، فوزير الداخلية مطالب بالتدخل في الموضوع، لأنه من غير المناسب أن يستمر المختار في منصبه حتى يأتيه اليقين من ربه! (ليش ماكو بهالبلد إلا هالولد ؟!)، وأخشى ما أخشاه أن يتم توريث تلك المناصب، فكل الأشياء محتملة.
أحد أسباب ما نعانيه في الجهراء من تردي الخدمات، لاحظ أنني قلت أحد الأسباب، هو سوء الاختيار الحكومي للمختارين، لأن للمختار دورا أكبر لو أُحسِنَ اختيارُه، إضافة إلى سوء اختيارنا نحن كناخبين لنواب يهتمون فقط بتمرير المصالح الخاصة لفلان وعلان، ليضمنوا أصواتهم ومن خلفهم، مهملين الخدمات العامة التي تعود بالنفع على الجميع.
في الأفق
قال أبقراط: كل مرض معروف السبب موجود الشفاء.
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com
أسألكم بالله... ألا يوجد هناك تشابه كبير بين وظيفة المختار وخيال المآتة؟ خصوصاً أن موضوع التسجيل بالقيود الانتخابية تلاشى بعد أن دخلت المرأة على الخط، وتم تسجيلها عن طريق البطاقة المدنية، وكفى الله المؤمنين تعقيدات المختارية، التي كانت برداً وسلاماً على ربعهم أيام زمان، والله زمان!
أما مسألة تعيين المختارين فهذه قصة أخرى أغرب من سبب الوجود أصلاً، فالمفترض أن المختار هو أكثر الناس حرصاً على مصلحة أهل المنطقة، وأكثرهم حباً للعمل التطوعي، ولذا تجده يعمل على كل المستويات وينسق الجهود، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، ويستثمر كل علاقاته في سبيل تذليل العقبات التي تواجه الأهالي.
لدينا في الجهراء، ولا أعلم حال بقية المناطق، الأمر مختلف تماماً، فتعيين المختار لا ينبني على مؤهلات أكاديمية، ولا قدرات ومهارات شخصية، ولا خبرات عملية في القطاع العام أو الخاص أو التطوعي، لا تحسنوا الظن هذه المرة أبداً أبداً أبداً، كل ما في الأمر علاقة مع نائب مجلس أمة سابق أو حالي والسلام ختام.
ثلاثة من مختاري الجهراء لهم علاقة مباشرة مع أعضاء مجلس أمة سابقين أو حاليين، والبقية ترضيات سياسية ومفاتيح انتخابية من العيار الثقيل، وإن صدق ظني بأن المسألة تابعة للأهواء الشخصية، فوزير الداخلية مطالب بالتدخل في الموضوع، لأنه من غير المناسب أن يستمر المختار في منصبه حتى يأتيه اليقين من ربه! (ليش ماكو بهالبلد إلا هالولد ؟!)، وأخشى ما أخشاه أن يتم توريث تلك المناصب، فكل الأشياء محتملة.
أحد أسباب ما نعانيه في الجهراء من تردي الخدمات، لاحظ أنني قلت أحد الأسباب، هو سوء الاختيار الحكومي للمختارين، لأن للمختار دورا أكبر لو أُحسِنَ اختيارُه، إضافة إلى سوء اختيارنا نحن كناخبين لنواب يهتمون فقط بتمرير المصالح الخاصة لفلان وعلان، ليضمنوا أصواتهم ومن خلفهم، مهملين الخدمات العامة التي تعود بالنفع على الجميع.
في الأفق
قال أبقراط: كل مرض معروف السبب موجود الشفاء.
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com