أستغرب من نمط الإدارة لدينا، فأقل ما يطلق عليه أنه نمط ردة الفعل أكثر منه صناعة الفعل، ويا ليت ردة الفعل تكون سريعة وفي المكان الصحيح، بل إن الكثير من ردود الأفعال تلك تكون لتحسين الصورة لدى المسؤولين الكبار، وإبعاد شبح اتهامات التقصير بغرض البقاء في المناصب الرفيعة أطول فترة ممكنة.
القضية يا سادة أبعد من توسيع أو بناء مستشفى، وأبعد من رصف طريق هنا وهناك، إنها منهجية في العمل السياسي تبدأ بمبادرات حكومية أو مطالبات شعبية نيابية بعيدة عن ردود الأفعال الغاضبة، ولكن هيهات لحكوماتنا ذلك، المبادرة الأوضح للحكومات المتعاقبة بل الطامة الكبرى، من وجهة نظري، أنهم جعلوا مفاتيح مغارة الكنز الحكومي في يد مجموعة من عسكر الحكومة من النواب، الذين تفتح لهم مغاليق الأبواب، وتمهد لهم الطرقات، وتيسر لهم الدروب، ليطوقوا الناس بالجميل من خلال الواسطة النتنة التي أفسدت علينا عيشتنا وعطلت حياتنا، ولو طُبِّق القانون على الجميع لما احتجنا لأمثالهم.
مثال بسيط أسوقه هنا للدلالة... فأسأل قاطني الجهراء، ومنهم نوابهم إن كان هناك نواب من أهلها، كيف تعيشون ومعسكرات الجيش تحيط بكم من كل اتجاه؟
لمن لا يعلم فهناك معسكران للجيش (معسكر لواء السور الآلي، ومعسكر الدعم اللوجستي) بين مدينة سعد العبدالله ومنطقة القصر والنعيم، وثمَّ معسكر ثالث بالقرب من منطقة الواحة من جهة الغرب، أضف إلى ذلك معسكر المغاوير في الشمال، فالجهراء لم تعد تلك القرية الصغيرة، وما كان خارج المدينة أصبح داخلها، والبعيد أضحى قريباً، فأين نوابنا العشرة، بل أين رئيس الأركان وابن الجهراء الفريق الركن فهد الأمير؟ فهو يعلم حقيقة ما أقول، ألا من مبادرة أم ننتظر مصيبة أخرى حتى نتحرك؟
وضعنا الإقليمي ينذر بكوارث، ويهدد أمننا القومي، ولا يبشر بخير، وها هي الفتنة أطلّت برأسها، فيجب علينا أن نستقرئ المستقبل ونستشرفه بدقة، وألا نعتمد على ردود الأفعال. وإنني أتقدم باسم أبناء الجهراء، بعد أن غسلت يديَّ من نوابها، إلى وزير الدفاع بطلب نقل تلك المعسكرات إلى أرض الله الواسعة رحمة بنا... حوالينا لا علينا، جزاك الله خير.
في الأفق
قال الفيلسوف أفلاطون: إذا أقبلت الدولة خدمت الشهواتُ العقولَ، وإذا أدبرت خدمت العقولُ الشهواتِ... أما أنا فأقول: الله يستر بستره.
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com
القضية يا سادة أبعد من توسيع أو بناء مستشفى، وأبعد من رصف طريق هنا وهناك، إنها منهجية في العمل السياسي تبدأ بمبادرات حكومية أو مطالبات شعبية نيابية بعيدة عن ردود الأفعال الغاضبة، ولكن هيهات لحكوماتنا ذلك، المبادرة الأوضح للحكومات المتعاقبة بل الطامة الكبرى، من وجهة نظري، أنهم جعلوا مفاتيح مغارة الكنز الحكومي في يد مجموعة من عسكر الحكومة من النواب، الذين تفتح لهم مغاليق الأبواب، وتمهد لهم الطرقات، وتيسر لهم الدروب، ليطوقوا الناس بالجميل من خلال الواسطة النتنة التي أفسدت علينا عيشتنا وعطلت حياتنا، ولو طُبِّق القانون على الجميع لما احتجنا لأمثالهم.
مثال بسيط أسوقه هنا للدلالة... فأسأل قاطني الجهراء، ومنهم نوابهم إن كان هناك نواب من أهلها، كيف تعيشون ومعسكرات الجيش تحيط بكم من كل اتجاه؟
لمن لا يعلم فهناك معسكران للجيش (معسكر لواء السور الآلي، ومعسكر الدعم اللوجستي) بين مدينة سعد العبدالله ومنطقة القصر والنعيم، وثمَّ معسكر ثالث بالقرب من منطقة الواحة من جهة الغرب، أضف إلى ذلك معسكر المغاوير في الشمال، فالجهراء لم تعد تلك القرية الصغيرة، وما كان خارج المدينة أصبح داخلها، والبعيد أضحى قريباً، فأين نوابنا العشرة، بل أين رئيس الأركان وابن الجهراء الفريق الركن فهد الأمير؟ فهو يعلم حقيقة ما أقول، ألا من مبادرة أم ننتظر مصيبة أخرى حتى نتحرك؟
وضعنا الإقليمي ينذر بكوارث، ويهدد أمننا القومي، ولا يبشر بخير، وها هي الفتنة أطلّت برأسها، فيجب علينا أن نستقرئ المستقبل ونستشرفه بدقة، وألا نعتمد على ردود الأفعال. وإنني أتقدم باسم أبناء الجهراء، بعد أن غسلت يديَّ من نوابها، إلى وزير الدفاع بطلب نقل تلك المعسكرات إلى أرض الله الواسعة رحمة بنا... حوالينا لا علينا، جزاك الله خير.
في الأفق
قال الفيلسوف أفلاطون: إذا أقبلت الدولة خدمت الشهواتُ العقولَ، وإذا أدبرت خدمت العقولُ الشهواتِ... أما أنا فأقول: الله يستر بستره.
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com