جميع الدلائل الملموسة والوقائع المتواترة تدل دلالة قاطعة على ان أمانة بغداد قد خطت خطوات كبرى في تنفيذ برامجها وخططها المعلنة، ولا سيما التصميم العام لمدينة بغداد والذي هو ثابت ومطلق ولا تستطيع سلطة ان تتجاوز على هندسته المؤشرة على خرائط تصاميم المخطط والذي في حالة استكماله ستكون بغداد أحدث وأجمل مدينة في العالم.وأعتقد ان الفضل يعود في ذلك إلى أمين بغداد رافع العيساوي الذي رفض المنصب الوزاري وتمسك بأمانة بغداد، لانه وجد في خدمتها بما لا يوفره له المنصب الوزاري وبالتعاون والتنسيق مع زملائه في الأمانة ومجلس العاصمة، والآن كل من يزور العاصمة يشاهد الحدائق والمتنزهات والمساحات الخضراء الواسعة وحملات النظافة المتواصلة وافتتاح شارع أبي نواس وازالة الكتل الكونكريتية من غالبية الشوارع واعمار الآثار المعمارية الفنية التراثية وكل ما تكتنزه العاصمة من معالم تاريخية قديمة ومعاصرة ومباشرة الأمانة بانشاء أحدث وأكبر مجمع لاعادة انتاج النفايات بعد فرزها باحدث المعدات الالكترونية وسد حاجة السوق المحلية منها، وتصدير الباقي الى خارج العراق، كما هو الحال مع ملايين الاطنان من الحديد السكراب، إذ بوشر ببناء مصنع متكامل لصهرها واستخدامها في أغراض البناء وأغراض أخرى متعددة، اضافة الى مشاريع مترو الانفاق ومعالجة المياه الثقيلة. ومن المقرر ان تنقل نجاحات الامانة الى جميع المحافظات، وهذا يتطلب المزيد من الكوادر المتمرسة والعقول الهندسية والمعمارية والأكاديمية العراقية وهي متوافرة، وسيؤدي ذلك الى امتصاص هائل للبطالة وانتاج كوادر فنية جديدة مع نظام للحوافز المالية والمعنوية ووضع صور المبدعين في لوحات شرف تعلق في الساحات العامة والدوائر الحكومية والشعبية.المطلوب الآن وبشكل عاجل من مجالس المحافظات كافة ان تدرس بعناية وتستوعب ما تقوم به أمانة العاصمة وتنقل الاساليب والأشكال والمضامين الناجحة والسعي الجاد لتطبيقها في المدن العراقية كافة، وان يقتدي مسؤولوها بشخصية ومناقب ومآثر أمين بغداد من حرص ومثابرة واخلاص ونزاهة وتضحية لا نظير لها، فالرجل ورغم محاولات اغتياله الفاشلة الا انه أصر على استكمال التصميم العام لبغداد الذي يصفه بالتصميم المقدس الذي لا يجوز التجاوز عليه من أي جهة وتحت أي ذريعة فهو ملك للعراقيين كافة وليس لأهالي العاصمة فقط.
حميد المالكي
كاتب عراقيhamedalmalky@yahoo.com