لا توجد كلمة، عبارة، أو جملة أو حتى مقال نستطيع من خلاله التعبير عن كارثة حريق العيون - الجهراء، إنها فاجعة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
توفي من توفي، وظلت النفس حائرة في كيفية تقديم العزاء لذوي الشهداء في ذلك الحريق الذي آلم القلوب، وندعو المولى عز وجل أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
إن ما حصل أمر مكتوب ولا راد لقضاء الله وقدره والحمد لله على كل حال، نهج يجب على الجميع أن يتبعه، فالجميع يبتلى، والإنسان المؤمن انعم الله عليه بنعمة النسيان، والدعاء سلاح المؤمن في المحن والمصائب.
في يومي الاثنين والثلاثاء شيعت الجنائز وجموع المشيعين وقفوا صفوفاً لأداء صلاة الجنازة على الضحايا من أطفال وفتيات ونساء من أبناء هذا المجتمع المتراص بين أفراده وبجميع طوائفه في أحلك الظروف، وقد فارقنا أحبتنا وكتب الله لهم الشهادة، وتقبلنا الكارثة بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بعد كارثة حريق الجهراء (العيون)، يتضح لنا جلياً القصور في مفهوم إدارة الكوارث والأزمات لدينا، والمطلوب فوراً تجهيز دراسة شاملة لأوجه القصور المستنتجة من وحي الكارثة على الأصعدة كافة، وهذه الدراسة في حاجة إلى معالجة بتنفيذ فوري، فالأرواح لا تقدر بثمن يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي.
لقد فارقونا أحبتنا وها هم تحت التراب وقد افتقدنا غيرهم والحمد لله على كل حال، ولا نعلم عن ساعة فراقنا لهذه الحياة التي تتحرك فيها الأنفس سلباً وإيجاباً دون ضبط عقلاني لها، وعليك أن تتخيل وتعيد شريط الذكريات فقط، فنحن ندخل المقابر ونحمل الجنائز على الأكتاف، ونقف تارة نتقبل التعازي، وتارة أخرى نقدم العزاء وهذه سنة الحياة.
إن ما حصل فاجعة، مأساة، كارثة أدمت العيون وكسرت القلوب وظل الجميع ساكناً لا تتحرك سوى مقلتيه وشفتيه من هول ما رأى... وفي الختام، نتقدم بخالص العزاء وعظيم المواساة إلى والد الأسرة الكويتية حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وذوي الشهداء، وندعو المولى عز شأنه أن يكتب الشفاء العاجل للمصابين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com