ذكريات جميلة هي ذكريات تراث هذه الديرة الحبيبة، ومن تلك الذكريات «الناصفوه» يحتفل بها في ليلة النصف من شهر شعبان حيث يجوب الأطفال من البنين والبنات الفرجان والسكيك والحواري في ملابسهم الجميلة وهم يضعون الأكياس التي تحتوي على المكسرات التي تعطى لهم من البيوت التي يذهبون إليها، ومن أهازيج البنات في تلك الليلة:
ناصفوه ناصفوه
يا الله سلم ولدهم
ناصفوه ناصفوه
يا الله خله لأمه
ناصفوه ناصفوه
عسى البقعة ما تطمه
ناصفوه ناصفوه
ولا توازي على أمه
كلمات لطيفة اختفت عن ربوع هذه الديرة وكاد الأطفال لا يعرفون عنها شيئاً، ولا تفعل الأوساط الثقافية والمراكز الإشعاعية مضامينها، ولا الأسر تعطي لأبنائها شيئاً عن ماهيتها، وكنا في الماضي نحيي ليلة النصف من شهر شعبان على أهازيج «الناصفوه»، ودوي الرحى و«المناحيز» التي تدق الهريس، والكل يستبشر بحلول شهر البركة. فعسى أن تفعل الأوساط التراثية ذكرى «الناصفوه» وتقوم الأسر بتعليم أطفالها هذه الذكرى، وتجعلهم يمرون في الفرجان عبر البيوت حتى ولو معهم مربياتهم كما يفعلون في القرقيعان في النصف من شهر رمضان المبارك حتى نحيي ليلة النصف من شهر شعبان على أهازيج الأطفال التي تبعث على الأمل، وتؤكد تراث هذه الديرة الحبيبة.


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي