نبتة لها أريج طيب هكذا كانت الاعرابية تنشد لولدها فتقول:
يا حبذا ريح الولد
ريح الخزامى في البلد
أهكذا كل ولد
أم لم يلد مثلي أحد
هذا قلب الأم تجاه ولدها انه القلب الواسع الممتلئ بالحب والرحمة والشفقة، وكأني بأحدهم الذي فقد ولده الاوسط فعبر عن ذلك بقوله:
وأولادنا مثل الجوارح
ايما فقدناه كان الفاقد البين الفقدي
هل العين بعد السمع تغني مكانه
أم السمع بعد العين يهدي كما تهدي
هكذا الابوة وقلب الوالدين تجاه أولادهما قلوب ممتلئة بالخير وعامرة بالود ومفعمة بالأمل حقا إن الولد قطعة من القلب.
وصدق الأديب الذي فقد ولده فقال:
ولي كبد مشطورة بيد الردى
ففوق الثرى شطر وتحت الثرى شطر
فهل يفرط الانسان بقلبه ويتركه بعيدا او يمضي شاردا ومهرولا يسعى كأنه اللص؟
هذه حال المرأة التي تركت طفلها في سيارة الأجرة وهرولت بعيدا.
أين الأم وأين قلبها، وأين الرحمة التي وضعت في ذلك القلب، هل تلاشت او كسرت فأصبح كسرها لا يجبر؟
آه للقلوب القاسية والمتصحرة التي لا تنبت فيها ذرة من حنان، ولا بصيص من رحمة.
عزيزي القارئ هل نعتبر هذه المأساة من الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمعنا الطيب؟ ساعد الله هذه الطفلة البريئة ووقانا الله شر القلوب القاسية وتحية لقلوب امهات هذه الارض الطيبة الممتلئة بالحنان والعطف والمثابرة من اجل اسعاد ابنائهن وتهيئة البيئة الطيبة لهم.
وصدق الدكتور الوائلي رحمه الله:
أماه قد شاب رأسي
وانطوي العمر
ولم يزل ملء أذني
صوتك العطر
فما بقلبك من خير ومن كرم
يظل أكبر مما تحدس الفكر


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي