ماري كريسماس، نقولها للزملاء ولأشقائنا الكويتيين المسيحيين...لا تقل لي ما هو رأيك في استجواب وزيرة التربية. مؤيد أم معارض. فقط أرسل لي صورة بطاقتك المدنية بالفاكس وأنا الذي سيقول لك ما هو موقفك. القضية محسومة، ومصيرها محسوم كذلك. والذكي هو مَن يشتري هذه الأيام أسهما في شركات الدعاية والإعلان ومحلات الخطاطين. فالمؤشرات أمامنا واضحة، ولا نحتاج لـ «قارئة فنجان» كي تبشرنا بحل البرلمان. وأقول «تبشرنا» لأن غالبية النواب من الدرجة السياحية، وغالبية الوزراء كوارث طبيعية بكل ما تحمله الكلمة من زلازل وبراكين.كل شيء عندنا يدور في فلك البطاقة المدنية، بدءا بالانتخابات وليس انتهاء بالتعيينات. ولولا أن «المجالس أمانات» لكشفت الأحاديث التي سبقت تعيين وكيل وزارة التربية السيد علي البراك العجمي! الوزيرة تريد من تعيينه إرضاء قبيلة العجمان والتأكيد على عدم وجود أي مشكلة بينها وبينهم بعدما استقال الدكتور خالد الحيّان العجمي الذي كان مرشحا لمنصب الوكيل، ومن ثم تحييد النواب العجمان الثلاثة... ولن تنجح خطتها.وللعلم، «حركة» تعيين البراك وكيلا للوزارة لم تكن الحركة الأولى للسيدة الوزيرة التي يبدو أنها قرأت جيدا كتاب «أنساب القبائل»، فهي قبل ذلك حاولت أن ترضي قبيلة مطير بعد أن أزاحت المدير جلال الهاملي المطيري عقب نشر جريدة الراي «الصورة الكارثة» لطلبة يجلسون على الأرض في الفصل، إذ أرسلت الوزيرة وقتذاك وسطاءها برسالة واضحة: «شلت مطيري وراح أحط بداله مطيري، هذا وعد». كل هذا لفرط «استذباحها» على الكرسي! تقوم بذلك مساء ثم تتحدث للصحف صباحا عن الدستور والقانون... وفي المقابل، يقف النائبان سعد الشريع وجابر المحيلبي ليتحدثا عن الديموقراطية والإصلاح، وهما اللذان كادا يأكلان النائب خضير العنزي «بقشوره» عندما تحدث عن «ابن عمهم» الوزير عبد الله المحيلبي... فديت الديموقراطية والإصلاح.نحن أمام استجواب «نتن» بالملح والخل. لكن دخّان هذا الاستجواب لن يعمينا عن متابعة «السطو المسلح» الذي تقوم به، هذه الأيام، «حركة حدس» على «بنت الصبيح» الأخرى، السيدة هند الصبيح التي تسلمت قيادة «جهاز هيكلة القوى العاملة» خلفا لـ «سلطان زمانه» الدكتور وليد الوهيب، واستعانت بـ «الديتول» والمعقمات لتطهير جهاز الهيكلة من الجراثيم، لكنها اصطدمت بـ «حدس» ومصالحها المستشرية في خلايا الجهاز.«حدس» الآن تستغل الدخان لاغتيال «هند الصبيح» خنقا أو باستخدام مسدس سياسي كاتم الصوت، عبر نوابها، أو أنيابها، أعضاء البرلمان الذين بدأوا يغرقون الوزير بأسئلتهم للضغط عليه لإزاحتها! هل تذكرون حملة «هدّه خلّه يتحدى» التي كلّفت الدولة مبالغ خيالية؟ لا أحد يسمع عنها الآن، رغم أنها «حنفية مالية» لم يتوقف أو يضعف ضخها بعد، في مقابل لا شيء! هذه الحملة الفاشلة تديرها أكبر شركات «حدس» الإعلامية، واسمها شركة «سيركل»، وهي الشركة التي كانت، على عهد الوهيب، تستحوذ على كل الأنشطة الإعلامية لجهاز الهيكلة، ثم جاءت هند الصبيح (إحدى أكفأ قيادات البلد) وأعلنت رفضها لهذا النهج. فبدأت الحرب الصامتة ومحاولات الخنق خلف الغبار... الموضوع طويل وسأحاول كشف خباياه قريبا، لكن قبل ذلك... أتمنى ألا تُترك السيدة هند الصبيح لوحدها تقاوم طوفان حدس بكل آلاته وقواه البشرية... لا تتركوها.
محمد الوشيحي alwashi7i@yahoo.com