يوم أمس (الأحد) مرّت الذكرى الخامسة والعشرون لوفاة الفنان جوهر سالم، صاحب الانجاز الفني الكبير الذي زاد الساحة الفنية الكويتية ثراءً على مدى سنوات من النصف الثاني من القرن الماضي. فرقة المسرح العربي والتي كان الفنان الراحل عضوا فاعلاً بين أعضائها، قالت كلمتها بهذه المناسبة، حيث تسلمت «الراي» نسخة من الكلمة التي كتبها مجلس ادارة الفرقة وفي ما يلي نصها:
في الثاني عشر من يوليو عام 1984 فقدت فرقة المسرح العربي والحركة المسرحية والفنية الكويتية بوجه خاص، والمجتمع الكويتي بوجه عام الفنان القدير جوهر سالم عبدالرحمن.
ولمن لا يعرف الفنان جوهر سالم من الجيل الجديد، فإننا نعتز بأنه كان من أبناء هذا المسرح، ونفخر بأن نسلط الضوء على تجربة هذا الصنف من الفنانين الرجال من أبناء الكويت. فقد نشأ الفنان المرحوم بمنطقة الشامية وتربى وترعرع فيها وسـط أسرة كريمة أهدت إلينا وللمجتمع الكويتي فنانا متميزاً.. عرف عنه النبل والخلق الطيب الأصيل.
استهواه الفن وحب التمثيل منذ المرحلة الابتدائية، واستمر معه هذا الحلم الجميل في المرحلة المتوسطة حيث كان طالبا بمدرسة الشامية المتوسطة عام 1961 م، في تلك الفترة من حياته تحقق له بعض من هذا الحلم وأصبح عضواً نشطاً بفريق التمثيل بالمدرسة والأندية الصيفية حيث شارك في العديد من الحفلات والمناسبات المدرسية التي كانت تقيمها وزارة التربية. ثم التحق بفرقة المسرح العربي مع بداية تأسيسها، حين كان يشرف عليها الفنان الكبير زكي طليمات، وكان لجهوده الطيبة المثمرة أكبر الأثر في إنجاح معظم الأعمال الفنية التي قدمتها الفرقة، وكان لخلقه وبساطته وعفويته في معاملة إخوانه الأعضاء أثر جميل في نفوسهم واستحوذ على حب الجميع وكان يستحق هذا الحب.
اشترك الفنان جوهر سالم مع إخوانه في معظم أعمال المسرح العربي المسرحية والتلفزيونية والإذاعية. كما شارك وساهم في إنجاح احتفالات يوم المسرح العربي لتكريـم الفنان المسرحي في 21 فبراير 1977م ، وحصل على جائزة أحسن ممثل دور ثان في مسرحية نورة، إخراج فؤاد الشطي عام 1980، وشارك في أعمال مسرحية خالدة في ذاكرة الجماهير الكويتية والعربية، كما جال مع الفرقة في العديد من العواصم العربية حيث قدمت بعض عروضها في تلك العواصم، وشارك في مهرجانات خارج الكويت بأعمال فنية كبيرة مثل مهرجان دمشـق المسرحي الأول والخامس، وأعمال فنية أخرى عرضت في دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين والمغرب وتونس كان لها صدى كبيرافي الأوساط الفنية في تلك الدول. ومن منا لا يذكر مشاركته في المسرحية الكويتية الرائعة «عشت وشفت» تأليف الفنان القدير سعد الفرج وإخراج الفنان الكبير حسين الصالح الدوسري موسم 1966/1967 م. وكانت له مشاهد في تلك المسرحية يرددها الجمهور الكريم بصفة دائمة، كما شارك في أعمال مسرحية كثيرة منها : اغنم زمانك - الكويت سنة 2000 - حط الطير طار الطير - عالم نساء ورجـل - 30 يوم حب - من سبق لبق - القاضي راضي - عائلة بوصعرورة - عالم غريب.. غريب - سلطان للبيع - امبراطور يبحث عن وظيفة - عشاق حبيبة - نورة - دار - خروف نيام... نيام - طبيب في الحب - السيف - قاضي الفريج - انسوا ياناس هذا إلى جانب مشاركته المتميزة مع مجموعة طيبة من ممثلي الفرق المسرحية الأهلية الأربع بقيادة المخرج الكبير الراحل صقر الرشود في مسرحيته الرائعة «على جناح التبريزي». هذا إلى جانب أعماله الخالدة والمتميزة في إذاعة وتلفزيون الكويت منذ بدايات التلفزيون.
وحصل الفنان جوهر سالم على العديد من الجوائز والدروع والميداليات نذكر منها درع نجم المسرح من فرقة المسرح العربي ضمن احتفالات يوم المسرح العربي لتكريم الفنان المسرحي 1977م. جائزة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى عام 1980 كأفضل ممثل مسرحي ثان عن دوره في مسرحية نورة تأليف جاسم الزايد إخراج فؤاد الشطي. جائزة البوم الفضي ضمن احتفالات يوم المسرح العربي لتكريم الفنان المسرحي. الوسام الذهبي بمناسبة احتفالات اليوبيل الفضي لفرقة المسرح العربي.
وتقلد مناصب إدارية في فرقة المسرح العربي حيث انتخب عضوا في مجلس إدارة الفرقة وعمل مشرفا للعلاقات العامة، فأمينا للصندوق، ومديرا داخليا ومشرفا فنيا لفترات متتالية في حياته الفنية. إلى أن وافته المنية وانتقل إلى جوار ربه في 13 شوال 1404هـ الموافق 12/7/1984م.
واليوم ونحن نستحضر ذكرى وفاة الفنان جوهر سالم نأمل أن نكون نبراسا للفنانين الشباب لاستذكاره واستذكار مسيرة هذا الفنان المتميز. رحم الله الإنسان الفنان الذي رحل عنا جسداً وبقي فنه خالداً في سجل المسرح العربي والحركة المسرحية والفنية في الكويت.