مبارك سعدون المطوع

في اطار سلسلة من مقالاتنا نستهلها بهذا المقال عن الدستور الكويتي لنبين حقائق عدة تتعلق بالتعديل والتعطيل الدستوريين لما لذلك من فائدة على المواطنين.تقوم وتظهر بين الفينة والأخرى دعوات أو صيحات لتعديل الدستور الكويتي أو المحافظة عليه خشية التعديل أو التبديل.وربما تكون همسا او بين الخاصة، لكن لأنها تأتي من الكبار وبمحاولات متكررة أو بشكل متردد... فانها تكون عالية مدوية وربما مؤدية، فيتصدى لها بعض الغيورين على الدستور، أو المدافعين عنه الداعين إلى عدم المساس به واستقراره الى الأبد أو أبد الأبد... وهكذا ظهروا لنا، فما تلبث ان تخبو هذه الندوات او تنطمس هذه التسريبات بعد ان تكون قد جست نبض الناس والشارع وحسبت للأمام وفي المستقبل ماذا تفعل، وهي على القناعة والعزم ذاتهما، ولا تراجع أو تغيير سوى في اسلوب طرح التكتيك للمرات المقبلة.وهذا ما حدث منذ مدة وقبل أشهر تقريبا منذ بدأت بهذا البحث جمعت خلاله، واستجمعت ما توافر لدي من أفكار وملاحظات وتأملات، حتى اذا كثرت وتشعبت رأيت ان أفرغها في بحث واحد في محاولة لربطها ببعض تحت اسم او عنوان يدل عليها، وعلى حقيقة الامر وواقع الحال، ذلك ان المنادين بتعديل الدستور او المعارضين، ربما أدرك بعضهم واستيقن وغاب عن آخرين ان الدستور معدل ومتجاوز، بل ومعطل في أمور شتى، وهو أخطر انواع التعديل، وفي الأمر الواقع بعلم البعض وجهل وجهالة الآخرين.فمن كان يعلم ويدرك انه معدل ويعمل به أي وبالواقع المعدل، وربما لانه مستفيد منه، فهو بلا تحفظ خائن لوطنه ونظام بلاده، ومن كان لا يدري، وهم قلة فمصيبتهم أعظم.لذلك كان لا بد من استعراض الحال أو التطواف على أوضاعنا الدستورية وعلى مواد الدستور لمقارنتها مع الواقع، فما عسانا ان نجد؟ هل سنجد التزاما بالدستور ونصوصه؟، هل سنجد تطبيقا لأوامره وأحكامه؟، هل سنجد احتراما للتعليم والمبادئ التي وضعها وأرساها؟، فإذا وجدتم العكس، ووجدتم مخالفا وتحديا واختراقا، ورأيتم تعديلا على أرض الواقع لكثير من مواده وأحكامه فما عساكم أن تفعلوا وما عسى ان تقولوا؟

مبارك سعدون المطوع

* محام كويتيوأمين اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان