هناك من يصف «حماس» بالمنظمة الإرهابية، وبأنها السبب في دمار غزة. وقد يكون هذا صحيحاً إذا كان الخصم، وهي إسرائيل، دولة متحضرة لم تقم على أنقاض وتدمير وتشريد شعب فلسطين،أو أنها دولة تحترم القانون الدولي والاتفاقيات الدولية وتراعي مبادئ حقوق الإنسان. أما وأن إسرائيل ليست كذلك، فإن من الواجب الوقوف مع «حماس» والتعاطف معها، نظراً إلى أن هناك أسباباً ثلاثة رئيسية تحتم على العرب والمسلمين كلهم، مهما كانت نظرتنا واختلافنا مع «حماس»، كي نؤيدها وندافع عنها في وجه إسرائيل وعنصريتها وأيديولوجيتها. وهذه الأسباب هي كالتالي:
1) السبب الإسلامي: الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة وعلى حركة «حماس»، هي جزء من سلسلة حروب تشنها مجموعة من الإرهابيين الصهاينة، وهم أشد كرهاً ومقتاً لكل ما هو غير يهودي، خصوصاً ضد كل ما هو مسلم وإسلامي. أي أن الحرب هي بين دين يهودي يتمثل في دولة تقاتل من أجل الحصول على اعتراف بأن «إسرائيل دولة يهودية بما فيها مدينة القدس» وبين دين إسلامي يتمثل في أرض المسجد الأقصى الذي باركه الله وما حوله من أرض. وعندما تقف إسرائيل بمشاربها وطوائفها ومسؤوليها وشعبها وحاخاماتها وجيشها كافة ضد غزة، لتستبيح قتل الأطفال والنساء والشيوخ مستخدمة أحدث الأسلحة الفتاكة، من أجل تنفيذ أحد مبادئهم، وهو قتل المسلمين تحقيقاً لتوراتهم وتلمودهم، فإن العقيدة الإسلامية تحتم علينا الوقوف مع «حماس»، بغض النظر عن اختلافنا معها، لأنها خصم لهؤلاء الارهابيين الصهاينة. ولا يعقل أبداً أن نترك العقيدة الإسلامية ولا نقف مع إخواننا في غزة، بحجة اختلافنا مع «حماس». فالمسلم يطبق تعاليم الله طاعة له ويقف وليس طاعة لحزب أو حركة.
2) السبب القومي: كنا نحن العرب آمنين ومسالمين، ثم فجأة وفي غفلة منا، احتلت مجموعة من العصابات أراضينا العربية في فلسطين وقتلت أبناءنا ونساءنا وشيوخنا ودمرت بيوتنا. ثم فجأة أعلنت هذه العصابات عن قيام دولة اسمها إسرائيل. ومنذ أكثر من ستين عاماً، وإسرائيل تقتل وتشرد وتدمر كل ما هو عربي ومن دون سبب. إذاً المعركة التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد «حماس» وغزة، هي سلسلة من العمليات الإرهابية التي بدأتها هذه العصابات من أكثر من ستين عاماً، ولن ينهيها هذا الجيش إلا بقتل آخر فرد عربي من فلسطين. وعليه فإن جيش الدفاع لن يتركنا وشأننا، لأن عقيدته تصنفنا والعالم أجمع بأننا طبقة خُلقت من أجل خدمة اليهود. أي أننا نحن العرب أقل مستوى من البشر. ولهذا السبب فإن احتلال إسرائيل لأرض عربية، واستمرارها في العمل على إبادة كل ما هو عربي، يجعلنا ويحتم علينا أن نقف مع غزة ومع «حماس». أما القول بأن «حماس» هي المخطئة بإطلاقها الصواريخ على إسرائيل، فإن الجواب وبكل بساطة: وهل أطلقت «حماس» الصواريخ على إسرائيل قبل العام 1948 حتى تقوم إسرائيل باغتصاب فلسطين وقتل أبنائها وإعلان دولتها على أرض فلسطين؟
3) السبب الإنساني: إن ما قامت به إسرائيل من استخدام لترسانتها العسكرية في الفتك بشعب أعزل في مجزرة وإبادة جماعية نقلتها على الهواء الفضائيات العالمية، مقارنة بما قامت به «حماس» من إطلاق للصواريخ، يعتبر وصمة عار في جبين الإنسانية والقانون الدولي والأمم المتحدة، وانتهاكاً صارخاً وواضحاً لأبسط مبادئ حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، واستهزاء كاملاً بحقوق الطفل والمرأة، وقتلهم بدم بارد ومن دون رحمة وإنسانية. ولم تقم دولة في العالم بقتل شعب والتنكيل به وتدمير بنيته التحتية وحرمان الأطفال والنساء حتى من العيش بالملاجئ والمدارس الآمنة وبدعم وبفتوى من حاخاماتها، مثلما قامت به إسرائيل تجاه غزة وشعبها. هذه الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها إسرائيل بحق شعب له الحق بالعيش بسلام وأمان كحال الشعوب الأخرى، هي منافية تماما لمبادئ الإنسانية والبشرية والقيم الدينية كلها وحقوق الإنسان والأسرى والطفل والمرأة والمدنيين التي وقعت عليها دول العالم. ولهذا فإن الوقوف والتعاطف مع غزة ومع «حماس» أقل ما يمكن أن يقدمه الإنسان السوي المؤمن بالمبادئ الإنسانية، وهو يعتبر تعبيراً عن الرفض والاستنكار لما قامت به إسرائيل من انتهاك لمبادئ الإنسانية والبشرية.
وعليه، فإذا كانت «حماس» مخطئة بإطلاقها صواريخ على إسرائيل، دفاعاً عن نفسها ومحاولة لفك الحصار على غزة، فإن إسرائيل نفسها ومنذ ستين عاماً تغتصب أرضاً عربية، وتطلق الصواريخ على أطفال ونساء وشيوخ وشعب أعزل ومن دون رحمة، مرتكبة جرائم إبادة بحق الإنسانية قبل أن تولد «حماس». وإذا كان هناك من يصف «حماس» بالحركة الإرهابية لاستمرارها بإطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل، فإن الحماس للعدالة الإنسانية وللقومية العربية وللعقيدة الإسلامية يحتم عليه أن يصف جيش الدفاع الإسرائيلي بأنه أكبر حركة إرهابية منذ فجر التاريخ.
طارق خليفة آل شيخان
رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر)
admin@cogir.org
1) السبب الإسلامي: الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة وعلى حركة «حماس»، هي جزء من سلسلة حروب تشنها مجموعة من الإرهابيين الصهاينة، وهم أشد كرهاً ومقتاً لكل ما هو غير يهودي، خصوصاً ضد كل ما هو مسلم وإسلامي. أي أن الحرب هي بين دين يهودي يتمثل في دولة تقاتل من أجل الحصول على اعتراف بأن «إسرائيل دولة يهودية بما فيها مدينة القدس» وبين دين إسلامي يتمثل في أرض المسجد الأقصى الذي باركه الله وما حوله من أرض. وعندما تقف إسرائيل بمشاربها وطوائفها ومسؤوليها وشعبها وحاخاماتها وجيشها كافة ضد غزة، لتستبيح قتل الأطفال والنساء والشيوخ مستخدمة أحدث الأسلحة الفتاكة، من أجل تنفيذ أحد مبادئهم، وهو قتل المسلمين تحقيقاً لتوراتهم وتلمودهم، فإن العقيدة الإسلامية تحتم علينا الوقوف مع «حماس»، بغض النظر عن اختلافنا معها، لأنها خصم لهؤلاء الارهابيين الصهاينة. ولا يعقل أبداً أن نترك العقيدة الإسلامية ولا نقف مع إخواننا في غزة، بحجة اختلافنا مع «حماس». فالمسلم يطبق تعاليم الله طاعة له ويقف وليس طاعة لحزب أو حركة.
2) السبب القومي: كنا نحن العرب آمنين ومسالمين، ثم فجأة وفي غفلة منا، احتلت مجموعة من العصابات أراضينا العربية في فلسطين وقتلت أبناءنا ونساءنا وشيوخنا ودمرت بيوتنا. ثم فجأة أعلنت هذه العصابات عن قيام دولة اسمها إسرائيل. ومنذ أكثر من ستين عاماً، وإسرائيل تقتل وتشرد وتدمر كل ما هو عربي ومن دون سبب. إذاً المعركة التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد «حماس» وغزة، هي سلسلة من العمليات الإرهابية التي بدأتها هذه العصابات من أكثر من ستين عاماً، ولن ينهيها هذا الجيش إلا بقتل آخر فرد عربي من فلسطين. وعليه فإن جيش الدفاع لن يتركنا وشأننا، لأن عقيدته تصنفنا والعالم أجمع بأننا طبقة خُلقت من أجل خدمة اليهود. أي أننا نحن العرب أقل مستوى من البشر. ولهذا السبب فإن احتلال إسرائيل لأرض عربية، واستمرارها في العمل على إبادة كل ما هو عربي، يجعلنا ويحتم علينا أن نقف مع غزة ومع «حماس». أما القول بأن «حماس» هي المخطئة بإطلاقها الصواريخ على إسرائيل، فإن الجواب وبكل بساطة: وهل أطلقت «حماس» الصواريخ على إسرائيل قبل العام 1948 حتى تقوم إسرائيل باغتصاب فلسطين وقتل أبنائها وإعلان دولتها على أرض فلسطين؟
3) السبب الإنساني: إن ما قامت به إسرائيل من استخدام لترسانتها العسكرية في الفتك بشعب أعزل في مجزرة وإبادة جماعية نقلتها على الهواء الفضائيات العالمية، مقارنة بما قامت به «حماس» من إطلاق للصواريخ، يعتبر وصمة عار في جبين الإنسانية والقانون الدولي والأمم المتحدة، وانتهاكاً صارخاً وواضحاً لأبسط مبادئ حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، واستهزاء كاملاً بحقوق الطفل والمرأة، وقتلهم بدم بارد ومن دون رحمة وإنسانية. ولم تقم دولة في العالم بقتل شعب والتنكيل به وتدمير بنيته التحتية وحرمان الأطفال والنساء حتى من العيش بالملاجئ والمدارس الآمنة وبدعم وبفتوى من حاخاماتها، مثلما قامت به إسرائيل تجاه غزة وشعبها. هذه الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها إسرائيل بحق شعب له الحق بالعيش بسلام وأمان كحال الشعوب الأخرى، هي منافية تماما لمبادئ الإنسانية والبشرية والقيم الدينية كلها وحقوق الإنسان والأسرى والطفل والمرأة والمدنيين التي وقعت عليها دول العالم. ولهذا فإن الوقوف والتعاطف مع غزة ومع «حماس» أقل ما يمكن أن يقدمه الإنسان السوي المؤمن بالمبادئ الإنسانية، وهو يعتبر تعبيراً عن الرفض والاستنكار لما قامت به إسرائيل من انتهاك لمبادئ الإنسانية والبشرية.
وعليه، فإذا كانت «حماس» مخطئة بإطلاقها صواريخ على إسرائيل، دفاعاً عن نفسها ومحاولة لفك الحصار على غزة، فإن إسرائيل نفسها ومنذ ستين عاماً تغتصب أرضاً عربية، وتطلق الصواريخ على أطفال ونساء وشيوخ وشعب أعزل ومن دون رحمة، مرتكبة جرائم إبادة بحق الإنسانية قبل أن تولد «حماس». وإذا كان هناك من يصف «حماس» بالحركة الإرهابية لاستمرارها بإطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل، فإن الحماس للعدالة الإنسانية وللقومية العربية وللعقيدة الإسلامية يحتم عليه أن يصف جيش الدفاع الإسرائيلي بأنه أكبر حركة إرهابية منذ فجر التاريخ.
طارق خليفة آل شيخان
رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر)
admin@cogir.org