النفوس هي من تختار القيم التي تحيط بالفرد منذ نعومة أظافره، بدءاً من محيط العائلة إلى محيط المجتمع مروراً بالمراحل الأخرى كالمدرسة والعمل، والنفوس تلعب المعتقدات دوراً مهماً في طريقة تفكيرها، والقيم والمعتقدات التي تحركها تشكلان ثقافة الفرد.
هنا، أعتقد أن أخطر ما تمر فيه الكويت حالياً يندرج تحت ضغط إفرازات النفوس. وحينما يزيد الضغط مع تضارب المصالح وفقدان آلية تحكم طريقة العمل في أي بيئة عمل فإن الأمر والسلوك يصبحان خارج نطاق الاستقرار، وهذا ما نلمسه على الساحة.
ولو أخذنا استجواب وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، كمثال، فإننا نجد الغالبية قد اتفقت على وصفه كأداة دستورية يمكن للنائب استخدامها مع تحفظ البعض على التوقيت... ولكن من هو المراد استجوابه يا سادة؟
ولكن، في المقابل، نرى الأنفس مشحونة من الضغط الإعلامي والدفع الاجتماعي لتخرج مجموعة محاولة الضغط من خلال الأسئلة البرلمانية، وتحديداً تلك الموجهة من قبل النائب الدكتور فيصل المسلم؟
إننا نسمع كثيراً عبارة «الضغط يولد الانفجار»، وهو غالباً ما يُعرف في اللعبة السياسية الكويتية بـ «التأزيم»، وكنا قد توقعناه قبل بدء عمل السلطتين... فأي انفجار ستجنيه الديموقراطية الكويتية؟
إذا جاء الانفجار مدعوماً من تحرك العقلاء والحكماء لبسط السيطرة على الوضع فإن البلد سيجد حالة من الرخاء، لأن الحكماء حينئذ يضعون الضوابط وميكانيكية العمل كميثاق الشرف الذي قد قيل عنه الكثير، ولم يُطبق حتى هذه الساعة.
عموماً، نجد القاعدة الإدارية المعروفة التي تنص على أن أي شيء لا تستطيع قياسه، فانك لن تستطيع إدارته «If you cant measure it, you cant manage it» مؤشراً واضحاً على خروج الوضع المحلي عن دائرة القياس، وبالتالي صعب على الجميع إدارته من قبل الجميع من دون استثناء، والذي أوجد هذه الحالة الحكماء والعقلاء أنفسهم، لأنهم لم يستدركوا العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن ترك الأمور خارج إطار السيطرة... ولقد تضاربت المصالح ولعبت الأنفس دوراً رئيسياً في توجيه عجلة التعاون بين السلطتين، ما دفع إلى السطح حالة الاحتقان المستمرة!
لذلك، أصبحنا بشكل أو آخر عاجزين عن فهم ما يدور، فلا هذا قابل بحل ذاك، ولا ذاك بمستعد للمناقشة، وكلا الفريقين له الحق في اتباع ما يراه، حسب المنظور الفردي الذي ظلت الأنفس فيه هي اللاعب الرئيسي... وليتهم فهموا المحور الأول من استجواب وزير الداخلية وطبقوه على بقية الوزارات «وفتشوا عن الوكلاء»... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com
هنا، أعتقد أن أخطر ما تمر فيه الكويت حالياً يندرج تحت ضغط إفرازات النفوس. وحينما يزيد الضغط مع تضارب المصالح وفقدان آلية تحكم طريقة العمل في أي بيئة عمل فإن الأمر والسلوك يصبحان خارج نطاق الاستقرار، وهذا ما نلمسه على الساحة.
ولو أخذنا استجواب وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، كمثال، فإننا نجد الغالبية قد اتفقت على وصفه كأداة دستورية يمكن للنائب استخدامها مع تحفظ البعض على التوقيت... ولكن من هو المراد استجوابه يا سادة؟
ولكن، في المقابل، نرى الأنفس مشحونة من الضغط الإعلامي والدفع الاجتماعي لتخرج مجموعة محاولة الضغط من خلال الأسئلة البرلمانية، وتحديداً تلك الموجهة من قبل النائب الدكتور فيصل المسلم؟
إننا نسمع كثيراً عبارة «الضغط يولد الانفجار»، وهو غالباً ما يُعرف في اللعبة السياسية الكويتية بـ «التأزيم»، وكنا قد توقعناه قبل بدء عمل السلطتين... فأي انفجار ستجنيه الديموقراطية الكويتية؟
إذا جاء الانفجار مدعوماً من تحرك العقلاء والحكماء لبسط السيطرة على الوضع فإن البلد سيجد حالة من الرخاء، لأن الحكماء حينئذ يضعون الضوابط وميكانيكية العمل كميثاق الشرف الذي قد قيل عنه الكثير، ولم يُطبق حتى هذه الساعة.
عموماً، نجد القاعدة الإدارية المعروفة التي تنص على أن أي شيء لا تستطيع قياسه، فانك لن تستطيع إدارته «If you cant measure it, you cant manage it» مؤشراً واضحاً على خروج الوضع المحلي عن دائرة القياس، وبالتالي صعب على الجميع إدارته من قبل الجميع من دون استثناء، والذي أوجد هذه الحالة الحكماء والعقلاء أنفسهم، لأنهم لم يستدركوا العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن ترك الأمور خارج إطار السيطرة... ولقد تضاربت المصالح ولعبت الأنفس دوراً رئيسياً في توجيه عجلة التعاون بين السلطتين، ما دفع إلى السطح حالة الاحتقان المستمرة!
لذلك، أصبحنا بشكل أو آخر عاجزين عن فهم ما يدور، فلا هذا قابل بحل ذاك، ولا ذاك بمستعد للمناقشة، وكلا الفريقين له الحق في اتباع ما يراه، حسب المنظور الفردي الذي ظلت الأنفس فيه هي اللاعب الرئيسي... وليتهم فهموا المحور الأول من استجواب وزير الداخلية وطبقوه على بقية الوزارات «وفتشوا عن الوكلاء»... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com