التعليم هو الذي يصقل الانسان ويرفعه من هوة الجهل إلى اوج الكرامة، وقيل «اطلب العلم من المهد إلى اللحد» وهذا دليل على اهمية العلم، وشمول مراحل المتعلم. وتقاس حصيلة المتعلم بعقد الامتحان، وللامتحانات شروطها، وللقياس سماته، وللتقويم مميزاته. والامتحان امانة، والقائم على هذه الامانة هو المعلم ذلك الشعلة التي تبث معرفة، وتربية، وخلالاً طيبة، لذلك قيل:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
والامانة تكون في سرية الامتحان، وطريقة اجرائه، وتصويب اجابات الممتحنين، ولم نعرف في اي حقبة من حقبات التعليم في هذه الديرة الحبيبة ان سربت اسئلة الامتحانات لاي مرحلة من مراحل التعليم، او لاي صف من صفوفه.
وقد طلت علينا في الاسبوع الماضي قضية كبرى هي تسريب بعض الامتحانات للصف الرابع الثانوي الموحد، وشكلت وزارة التربية لجنة للتحقيق في هذه القضية. مشكلة تدعو إلى التمحيص وامتحان اخر من امتحانات هذا المجتمع الذي طالما يمحص، وكثيرا ما يمتحن، ولا تمر مناسبة الا وقد بادر ضعاف النفوس لتعكير المجال.
وها نحن في موسم الامتحانات تطالعنا هذه القضية التي تقتحم المجال التربوي الذي هو مصدر الامانة ومركز التربية.
نسأل الله ان يقينا شر الظواهر السلبية التي تعصف بمجتمعنا الطيب، وعسى ان ينال الذين تسببوا في اشعال تلك المأساة التربوية الانسانية نصيبهم من الجزاء.
والتمنيات بالنجاح والازدهار لابناء وطني العزيز.


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي