| مازن النجار |

وَكَأنَّهَا:فاحَتْ من الدمعِ الذي بَلعَتْهُ عَيْني عندمَا شهَقَ الضِّيَاءُ لكي يُنقِّرَ في صَفيحِ القلبِ يَثقُبُ نَومَهلتَسِيلَ أحْلامٌوتُعشِبَ صَحْوةًشَهِدَتْ بأن لا صُبْحَ إلا صُبحُهَا...وكأنَّهَا:فَاحَتْ منَ الخَدَّينِ حينَ سَرَقْت ُمن جَيْبِ الطفولةِ ضِحْكةً مَدمُوعةً بالأمسِحينَ ضَحِكتُها...وكأنَّها:نزَلَتْ من اللا شيءِ حينَ نقَعْتُ مِنشَفَتِي بشَمْسِ غيابِهاومسَحْتُ من سَقفِ السَّمَا أشياءَهاوكأنَّني:أَشَرقْت ُمنها غَيْرَ أنِّي ما أَنَرْتخُلِقْتُ فيهَا غَيرَ أنّي ما وُلِدْتُمَلأْتُ مِنهَا الكونحتَّى لمَ أجِدْها...كانَتْ تخيطُ الأمس َ بالنسيانِلا تحبُو علَى وَرْدٍلئِلا تَذْبلَ الحَسَرَاتُأو تَتَبخَّرَ الدَّمَعَاتُأو تَتَعَطَّر اللمساتُحينَ عَرِقْتُ في أَثوابِها...ماذا تبقَّى من مَسَاءاتي ومِنْها؟- تَلَّةٌ من ذِكْرِياتٍ كوَّمَتْها الأغْنِياتُ وبعثَرَتها ريحُ وعدٍأرجحَ العُمر َ المعلَّقَ في حمَائمِ صيفِها-  أو حَفْنةٌ من أَسْطُرٍ ركَّبتُها لِتَسَلُّق الآهاتِنحو كِوَى السَّمَاءِ الضَّيقة - قَعْرٌ لأَعقَابِ الحكايا المُطْفَأَة- جُوعٌ يُعَشّشُ فوقَ أطباقِي  مَضَغْتُ الرِّيحَ منه لعلّها  تأتي ببعْضِ صَدَىًتردَّدَ بينَ حِيطانِ الحنينِ المُطبِقَة....آتي إليهَا آتي مُصَادَفةً كما هيَ عَادَتيوأَجُرُّ أَوزاري أنوءُفألتقي ظِلِّي هُناكهوَ سَائِرٌ ما بَين ذاكرتينِيَنسُجُ أُحْجِيَاتٍ  من ضياعْ-مَنْ أَنْتَ؟- كَيفَ وصَلْتَ؟- ما أبقَيْتَ منِّي؟فأجَابَ منهُوكاً ومتَّكِئاً علَيْ-( قِفْ تحتَ شَمْسِ غِيَابِهالتَرَى لجِسْمِكَ ظلَِّّـَها)أنا من نُفيتُ ولم أَجدْوطَناً لموتي غيرَهالكنَّها بَعُدتْ...ووحدي ها أناهل أكمَلتْ دُوني الحِكَايةَ؟أم غَفَتْ من دونِ أن يُحْكَى لهَا حتى تَنَامْهل شاهَدَتني في أزقَّةِ لَوْعتيمتعرِّيَاً منّيشلَحْتُ دمِي هُنَاكأنَا مَن تعَرَّى منِّي حتى صِرْتُحتى صِرْتُ أُنثَى..صدَّقِيني-أيُّنَا مِنَّا؟وأنَّى سوفَ نَعْرِفُ أنَّنا لسْنَا سِوى مَا لم نَكُنْه...ولن نكونَ سوى نهَايات ٍ لما فِينَا تَبَدَّى أو خساراتٍ لما نبضَتْ للُقْيَاهُ الدِّماءْأَخرجْتِ رأسَكِ عندهاأخرجتِ رأسَكِ كي تُطلِِّي من جِرَاحَاتي عَلَيوَأَجبْتِ: لَسْتُ سِوَاكَلكنِّي انتهَيْتُفلا تُفَتِّشْ عن بقَايا للبقَايا أُنْثَاك نامَتْ في سريرٍ من غَمَامْكانتْ سَتَرْجِعُ لو رجَعْتَ إِليْكَلو لمْ تدلُقِ الوعدَالمخبَّأ َفي قواريرِ النداءْأنثاكَ قالت:- لا تركني للريحِ -كم صاحَتْ بهَا الأيَّامُلكنْ حينَمَاوصَلَتْ إلى جُرْفِ الحكايةِ أطلَقَتْ للرِّيحِ جنحيهاوغَابَتْ في تَلافيفِ السَّماءْ...