| القاهرة - من سمر سعد |

أثار الفيلم الجديد للمخرج المصري يوسف شاهين «هي فوضى؟»..  جدلا واسعا حيث اعترضت جهات مصرية على أحداثه، والتي تتناول تعذيب المواطنين داخل أقسام الشرطة.. حيث طالبت بحذف وتخفيف بعض المشاهد المتعلقة بقمع المواطنين وإهانتهم.أحداث الفيلم تبدأ داخل قسم شرطة شبرا «شمال القاهرة».. حيث يتم تعذيب مجموعة من الشباب الذين تم إلقاء القبض عليهم في المظاهرات.ويظهر أمين الشرطة «حاتم» أو «خالد صالح» بملامح غاضبة لا تعرف معنى الرحمة.. وهو شخص جاهل بمفهوم السلطة ويتلذذ بإرهاب وتعذيب  الآخرين.  ولأن الحياة مجموعة تناقضات نرى نموذجا مغايرا ومخالفا تماما لأمين الشرطة وهو وكيل النيابة «شريف حافظ» أو «يوسف شريف» الذي يتعاطف مع المتظاهرين ويصدر قرارا بالإفراج عنهم.  وهنا يحدث الصدام بين السلطتين «القضائية والتنفذية».. حيث يتجاهل القائمون على العمل بقسم الشرطة قرار الإفراج وكأنه لم يكن ويصرون على حبس المتظاهرين. ويشتد الصراع بين أمين الشرطة ووكيل النيابة ولكن في منطقة أخرى حول « نور» أو منة شلبي  فهي فتاة ذات جمال ودلال وتعمل مدرسة في مدرسة حكومية وتحب وكيل النيابة ابن مديرة المدرسة التي تجسد دورها هالة صدقي لكنه لا يشعر بها بسبب ارتباطه بفتاة «منحلة أخلاقيا».ومن سوء حظ «نور» الجميلة.. أن أمين الشرطة يسكن بجوارها ومن فرط حبه لها يطاردها في الشارع والحمام لكنها لا تشعر بوجوده.وفي تطور سريع يكتشف «شريف حافظ» أن «سلفي» التي كان ينوي الارتباط بها غير مناسبة ويحدث الانفصال وعن طريق الأم مديرة المدرسة تبوح «نور» بحقيقة مشاعرها لوكيل النيابة الذي ينجذب إليها ويتقدم لطلب يدها رسميا.  وما أن يعلم أمين الشرطة بذلك إلا ويقرر الانتقام ويدبر الأمر بمكر وخبث ويخطف نور، وفي مكان يعتدي عليها.وعندما تسترد «نور» وعيها وتكتشف الأمر تعود إلى أمها «هالة فاخر» وفي مشهد أكثر من رائع تتلاقى عيون الأم والابنة العائدة بملابس ملوثة بدماء الجريمة وتحدث مصارحة صامتة وتسقط الدموع معلنة حجم الكارثة.ويتولى وكيل النيابة القضية وتقود الأم ثورة شعبية ويستجب لها كل الشرفاء الذين تجرعوا مرارة الظلم والقهر.وتتجه الجماهير الغفيرة إلى قسم الشرطة ويحاول المأمور والضابط الفاسد التستر على «حاتم» ولكن تفشل جهودهما وعندما يحاول حاتم الهروب يمسك به الأهالي.. ورغم سقوطه يتمادى في عناده ويخرج مسدسه ويطلق النار على وكيل النيابة الذي يرفض الاستسلام وينهار حاتم أمام نفسه وينتحر وقبل أن تهجر روحه الجسد سأله المأمور لماذا تبكي فيرد بأنه لن يرى «نور» مرة ثانية.. وهذا المشهد يعد من أقوى المشاهد في الفيلم.