غريب أمر ما نرى ونسمع، فما إن وضعت الحرب الكلامية التي سادت الأجواء الانتخابية الأخيرة أوزارها وفاز من فاز وأخفق من لم يحالفه الحظ واستقر النواب في قاعة عبدالله السالم حتى فاجأنا أحد الأعضاء ممن عُرف عنهم علو الصوت، صاحب الحنجرة الذهبية التي تتفوق على حنجرة عبد الحليم وأم كلثوم مروراً بمحمد عبده والرويشد وشعيل... ها هو يبدأ وصلته الجديدة في الصياح، والحرص على الظهور أمام كاميرات الإعلام بإصراره على استجواب وزير الداخلية بخصوص محاور ثلاثة يراها النائب من وجهة نظرة أنها تدين الوزير.
وإن كان الاستجواب حقاً دستورياً إلا أن اختيار زمانه لم يكن موفقاً، لأن التشكيل الوزاري لم تمضِ عليه إلا أيام معدودة، ولدى الوزارة تصورات وخطط هدفها خدمة المواطن الذي ساءه كثيراً سلوك بعض النواب الذين كانوا السبب في تعطيل عملية التنمية في الوطن، فكانوا بحق معوقين للإنجاز الذي يتطلع إليه المواطنون كلهم.
لنعد إلى صاحبنا العضو المحترم، الذي أراد أن يحوز السبق الإعلامي بتقديم استجواب الوزير الذي لديه أهداف ويعمل جاهداً لإنجازها والاستجواب يعيق هذه الإنجازات، فهل لدى النائب المحترم إرادة في أن يدع الأمور تسير وفق القانون ويتيح المجال ليعمل كل مسؤول في جو ديموقراطي بعيداً عن الضوضاء الإعلامية التي لا طائل من ورائها إلا إعاقة الإنجازات والانشغال في مناقشات بيزنطية لا تُسمن ولا تغني من جوع؟
وهنا نسأل لماذا أصر النائب الفارس المخضرم على تقديم الاستجواب لوزير الداخلية، ولماذا لم يقدم استجواباً لوزير آخر ولدينا وزراء كثيرون عادوا إلى مناصبهم في الوزارة، فلماذا لم يستجوب الشمالي مثلاً أو يستجوب المبارك أو يستجوب حتى رئيس الوزراء، فلماذا الخالد بالتحديد دون غيره، هل هي مسألة شخصية بحتة وثأر قديم ووعد انتخابي؟
لذا أتمنى من العضو المحترم أن يتريث، وأن يكون التروي دافعاً له لإعمال العقل وعدم استغلال الحق الدستوري في غير موضعه أملاً في ملاقاة أضواء الكاميرات الإعلامية وحباً في ترديد اسمه في الديوانيات والتجمعات المختلفة.
وأذكر النائب المحترم بتوصيات صاحب السمو أمير البلاد في خطابه الأخير عندما دعا نواب الأمة القادمين أن يتحلوا بالموضوعية في الطرح، وأن يضعوا أمام أعينهم التحديات التي تواجه البلد والبعد عن المهاترات والغوغائية التي لا تنفع. ليسمح لي العضو المحترم أن أذكره بالقول المأثور «ذروا المراء لقلة خيره، ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري، ذروا المراء فإن المماري فقد تمت خسارته».
ليت العضو المحترم يضع نصب عينيه أولاً، وقبل كل شيء، مصلحة الوطن التي يجب أن نعمل من أجل تحقيقها جميعاً، وألا يكون عامل هدم وسبباً في إعاقة مسيرة التنمية التي هي الشغل الشاغل للمسؤولين من باب الحرص على المصلحة العامة التي يتطلع إليها المواطن.
يكفينا ضياع أعوام من دون أن نجني فيها ثماراً تطيب بها النفوس، وعارٌ علينا أن نرى بلاداً تسير نحو التنمية والتقدم بخطى ثابتة ويلمس مواطنوها روعة الإنجاز، في حين أننا نرجع القهقرى ولن يغفر لنا التاريخ هذا التشرذم والنزاع الذي لا يجلب إلا التأزيم والتخلف وسخرية الآخرين.
آمل أن نكون جميعاً على مستوى المسؤولية وفاء لهذا الوطن العزيز على نفوسنا جميعاً، ولنتذكر قول الله تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». علينا أن ندرك الواقع الخارجي والداخلي من حولنا بعقول واعية حتى نتعامل مع المستجدات كلها بروح الجماعة التي تقوى على مواجهة أي أخطار تلوح في الأفق.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية
وإن كان الاستجواب حقاً دستورياً إلا أن اختيار زمانه لم يكن موفقاً، لأن التشكيل الوزاري لم تمضِ عليه إلا أيام معدودة، ولدى الوزارة تصورات وخطط هدفها خدمة المواطن الذي ساءه كثيراً سلوك بعض النواب الذين كانوا السبب في تعطيل عملية التنمية في الوطن، فكانوا بحق معوقين للإنجاز الذي يتطلع إليه المواطنون كلهم.
لنعد إلى صاحبنا العضو المحترم، الذي أراد أن يحوز السبق الإعلامي بتقديم استجواب الوزير الذي لديه أهداف ويعمل جاهداً لإنجازها والاستجواب يعيق هذه الإنجازات، فهل لدى النائب المحترم إرادة في أن يدع الأمور تسير وفق القانون ويتيح المجال ليعمل كل مسؤول في جو ديموقراطي بعيداً عن الضوضاء الإعلامية التي لا طائل من ورائها إلا إعاقة الإنجازات والانشغال في مناقشات بيزنطية لا تُسمن ولا تغني من جوع؟
وهنا نسأل لماذا أصر النائب الفارس المخضرم على تقديم الاستجواب لوزير الداخلية، ولماذا لم يقدم استجواباً لوزير آخر ولدينا وزراء كثيرون عادوا إلى مناصبهم في الوزارة، فلماذا لم يستجوب الشمالي مثلاً أو يستجوب المبارك أو يستجوب حتى رئيس الوزراء، فلماذا الخالد بالتحديد دون غيره، هل هي مسألة شخصية بحتة وثأر قديم ووعد انتخابي؟
لذا أتمنى من العضو المحترم أن يتريث، وأن يكون التروي دافعاً له لإعمال العقل وعدم استغلال الحق الدستوري في غير موضعه أملاً في ملاقاة أضواء الكاميرات الإعلامية وحباً في ترديد اسمه في الديوانيات والتجمعات المختلفة.
وأذكر النائب المحترم بتوصيات صاحب السمو أمير البلاد في خطابه الأخير عندما دعا نواب الأمة القادمين أن يتحلوا بالموضوعية في الطرح، وأن يضعوا أمام أعينهم التحديات التي تواجه البلد والبعد عن المهاترات والغوغائية التي لا تنفع. ليسمح لي العضو المحترم أن أذكره بالقول المأثور «ذروا المراء لقلة خيره، ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري، ذروا المراء فإن المماري فقد تمت خسارته».
ليت العضو المحترم يضع نصب عينيه أولاً، وقبل كل شيء، مصلحة الوطن التي يجب أن نعمل من أجل تحقيقها جميعاً، وألا يكون عامل هدم وسبباً في إعاقة مسيرة التنمية التي هي الشغل الشاغل للمسؤولين من باب الحرص على المصلحة العامة التي يتطلع إليها المواطن.
يكفينا ضياع أعوام من دون أن نجني فيها ثماراً تطيب بها النفوس، وعارٌ علينا أن نرى بلاداً تسير نحو التنمية والتقدم بخطى ثابتة ويلمس مواطنوها روعة الإنجاز، في حين أننا نرجع القهقرى ولن يغفر لنا التاريخ هذا التشرذم والنزاع الذي لا يجلب إلا التأزيم والتخلف وسخرية الآخرين.
آمل أن نكون جميعاً على مستوى المسؤولية وفاء لهذا الوطن العزيز على نفوسنا جميعاً، ولنتذكر قول الله تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». علينا أن ندرك الواقع الخارجي والداخلي من حولنا بعقول واعية حتى نتعامل مع المستجدات كلها بروح الجماعة التي تقوى على مواجهة أي أخطار تلوح في الأفق.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية