| تكتبها : ليلى أحمد |
من حقكم عليّ طرح الاسئلة التي قد يرغب احد في معرفة أمر ما مني، ليس فقط مناقشتي فيما اطرح كعادتكم معي على الايميل الخاص بي، بل في أي امر مقبول النشر به، فإن كنتم عائلتي فمن حق الأهل - عالورق- معرفة قريبتهم، الطالة عليهم كل اسبوع وفك شفرات الغموض «وعالمنا يموووت ويعرف المزيد عن كتابه ومن يميل عقله أو قلبه لهم».. لماذا كل هذه الثرثرة.. هنا أسئلتكم وأجوبتي..
• كتاباتك فيها الكثير من الحسية هل تصنفين على انك كاتبة جنسية ؟
- ها. جنسية!!.. تستطيع اعتباري كاتبة جنسية وجوازات و«بدون» إقامة على الارض..!
• هل أنت كويتية ؟
- نعم وأفتخر بانتمائي لأرضي، ولا أنتمي للقرارات والقوانين الظالمة تجاه الآخرين في بلدي، للدقة أكثر وحسب أوراقي الثبوتية الرسمية أنا كويتية أولى بالتأسيس.
• هل أنت متزوجة ؟
- أريد ان أكون عزباء حتى آخر العمر... يكفيني أن لدي أغلى ثلاثة أشجار سامقة في حياتي هم أولادي.
• ما أصلك ؟
- قبل مئة عام.. أتى جدي للكويت في عمر الحادية عشرة عبر البحر من قرية صحراوية صغيرة تقع في أطراف محافظة شيراز من بلاد فارس / ايران.
• ما ميولك ؟
- لم أفهم السؤال.. هل تقصد انتمائي السياسي، ياللا لأفهم سؤالك كما طرأ على بالي، أميل لوطن بلا طائفة أو قبيلة أو فئة... وطن لدى نسائه ورجاله أحزاب معلنة لها برامج واضحة للاصلاح والتنمية والتطور. وطن حر يفكر بالتخطيط لمستقبله، وبالطريج وطن «يشيل» الرقابة عن كتاباتي وآراء غيري ويشعر بالثقة والفخر ان لديه كل الالوان في التعبير عن الرأي.
• كتبت مرة تدافعين عن الجنس الثالث وحقهم في أن يكونوا كما يريدون هل أنت سحاقية أو «بوية»؟
- من الناحية الانسانية طبعا ارفض التنكيل بأي مخلوق على الارض، أرفض تعذيبهم وقتلهم ونبذهم بالمجتمع وأن يكونوا مثليين فهذا اختيارهم الشخصي وهي أعضاؤهم الجسدية هم أحرار بها، ومن حقهم أن يكونوا متسقين معها، ولست أرفض هؤلاء البشر ابدا.. هذا اختيارهم وأنا «مالي».. اما سؤالك الطايح الحظ عن اني سحاقية أو بوية، فأبشرك ان ميولي طبيعية وكاملة الدسم.
• هل أنت جميلة مثل صورتك؟
- ولا فكرت يوما بهذا السؤال وأنا أقابل مرآتي صباح ومساء كل يوم، ففي بيت عائلتي لم يركز أهلي بمدح حلاوتي أثناء طفولتي وصباي، «وصوري تقول لي الآن إني كنت ما أحلاني» كانوا يركزون على قيم أخلاقية ونفسية مثل «جدعنتي» في مساعدة الآخرين وحناني... يشيدون لكوني خالية من صفات مثل النميمة والكذب.. لذا لا يهمني أن اسمع الإطراء في هذا الأمر.. إلا من شخص واحد يعنيني مديحه لأني أحبه فهذا يسعدني.
• هل لديك كتب في الاسواق ؟
- من تسعين سنة أكتب، ولا كتاب لي حتى الآن.. أعتقد اني غارقة هذه الأيام في كتابة روايتي الاولى.
• ما موقف أهلك من كتاباتك الخارجة عن العادات والتقاليد؟
- قد لا يعجبهم ما أكتب، لكن لا أحد منهم يوصل لي انزعاجه من كتاباتي.
• هل تعيشين كل الحالات التي تكتبينها في مزااااااااج؟
- لو كنت أعيشها لما كتبتها، لانها ستستنفذ طاقتها.. هي أحلام وخيالات فيها سطر واحد من الواقع والباقي خيالي الهمام في السلطنة.. التمام !
• أحيانا جادة و..أحيانا دمك خفيف، هل دمك خفيف في الحياة وسط الناس ؟
- لا أعتقد اني أصدر أفكاري للاستهلاك اليومي، ولعرضها في فاترينة براقة لأثير أو أغضب،.. أو أتسول محبة وإعجاب أحد، أصحابي المقربون يعرفون ان كتاباتي هي أحاديثي اليومية معهم، وبحسب طقس مزاجي،.. مرة جادة..وغالبا مشاغبة، لذا لا تعتقد انه يليق بي أن أغشكم.. ولا أستلف دم أحد الظرفاء لأكتب لكم.. كتابتي هي شخصيتي الطبيعية بالحياة.
• لماذ لا تقدمين برامج إذاعية وتلفزيونية كما كنت تفعلين سابقا فيما نرى من هن أقل منك بالامكانيات يظهرن على الشاشة ليقلن اي شيء ؟
- كنت اقدم برامجي حين كنت حرة في مادتي التي اقدمها وكثيرا ما كانت برامجي تتوقف بسبب جرأتي في طرح القضايا التي تسبب إشكالية للقائمين على المحطة، وربما كان آخرهم برنامج لي على فضائية الكويت اسميته « اكسجين» لم أعد أؤمن بالظهور لمجرد الظهور، ومع الزمن أصبحت على غير ودّ بالاضواء، وعام بعد عام أشعر أن التلفزيون كذبة كبيرة غير مقبولة وسط جوّ سقف الحريات المتدني في كل الفضاء العربي، هو جهاز ترفيهي «وماسخ» لا يمتعنا حتى في الترفيه كما انه «صناعة جيدة للاكاذيب» والاتفاقات المسبقة المدفوعة الثمن لبؤساء يعرضون حالاتهم الخاصة بتمثيلية متقنة الصنع بالنسبة للسذج من المشاهدين،لا يريد القوامون على هذه المحطات الا ان تكون محطاتهم ترفيهية خليعة ومصطنعة بإسفاف، لذا لا احب المشاركة في هذه الزفة التلفزيونية المزيفة.
• لماذا تتوقفين أحيانا عن الكتابة من دون اشعارنا الا يدل هذا على عدم احترامك لمن ينتظر «قلمك الاحمر» ؟
- أغيب لانه أحيانا لا أجيد الكلام وأفقد اللغة،وأكون منعزلة في عالمي وأتأمل العالم من فوق سفح جبل صغير هو بيتـي، لماذ عليّ أن أكتب أي شيء لا أشعر به.. الكتابة بالنسبة لي مزااااج خاص أحب لها أن تكون ذات نكهة.. هل تقبل إطلالة لي دون معنى ؟.. لا أظنك تقبل.. لذا أغيب لأغوص في عالم آخر من الصمت، وهذا قمة الاحترام لوعيكم و.. فهمكم.
• ما دور والدتك في حياتك ؟
- ضعف أمي واستسلامها ودموعها الدائمة أمام كل المواقف التي عاشتها في حياتها جعلتني.. أقوى!
• هل تؤمنين بالصداقة بين الجنسين ؟
- نعم في إطار عائلي في بدايات العمر، لتجعل الحياة مستساغة، منذ صغري لا فرق عندي بين اصدقائي الاولاد والبنات، وحين يكبر هذا في وعينا نصادق الشباب بكل انسانية دون خوف،الصبي ليس ذئبا كما تحاول التربية الموروثة حقنه في دمنا.
• هل لك نشر صور أولادك الثلاثة ؟
- لا طبعا.. لانهم شخصيات مستقلة لا يحق لي التصرف فيما لا يرغبون به.. أنا معهم أم فقط تعمل صحافية وليس من حقي اشراكهم في علانية عملي.
• لماذا تخصين مصر بالكثير من كتاباتك ؟
- لان مصر والمصريين يسيرون في وريد دمي..وتأسست صحافيا في وضع يدي على المضامين الحياتية الاقوى على يد ابدع مبدعيها، وكيف تنظر للامور بشكل مختلف عن السائد وفتحوا لي سكة التعبير الخاص ووجهوني وطوروا ملكاتي، هم أخرجوها من تحت كومة من التراب، مصر والمصريون طراوة روحي، وأجمل نغم في حياتي.
• الى أي حد متأثرة لغتك بالشاعر نزار قباني ؟
- الى حد لا تتصوره، هو ايقونة الابداع الذي كسر قوائم اللغة المقعرة التي كنت أنفر منها أيام المدرسة، أدين لمؤسسي اللغوي نزار قباني بالكثير من الفضل ما حييت، لانه ايضا يدفعك لأن تكون أنت،ولا يرد للمتأثرين به ان يكونوا نسخة كربون عنه.. لأن المبدع الكبير نزار قباني باق ونحن مريديه عصافير خرجت من معطفه.وانطلقنا، لكنك تشم رائحته من سطورنا.
• هل لك علاقة بالوسط الثقافي في البلد ؟
- لا.. ما عدا الصديقة الاديبة الحبيبة الودودة ليلى العثمان التي ارتبط بها وبعائلتها وجدانيا، ولأني بطبيعتي لا أحب التنظير «عن أحوال المجتمع» لذا فلا علاقة لي على الاطلاق مع غالبية المثقفين، أنهل الواقع من بسطاء الناس واصادقهم وهم «عظم» أي كتابة ابداعية ان كان في التعبير عن حالاتهم في المقالة الاسبوعية في «قلم أحمر» أو في كتاباتي القصصية والمسرحية.
• مرة كتبت أنك قمت بتأليف مسرحية «المجلس» ولم نقرأها في كتاب مطبوع وأنا متشوقة لمشاهدة العرض.. اريد ان أراك مسرحيا ؟
- اشترى النص الفنان نايف الراشد قبل عامين وكل مرة يعدني انها ستكون جاهزة للعرض ولا يفعل، لأن المنتجين هم من يتحكمون في توقيت العرض المسرحي، وقبل نهاية العام قد يكون النص مطبوعا في كتاب هدية بين يديك.
• بما انك مسؤولة قسم الفن بجريدة «الراي» هل لك علاقات شخصية وطيدة مع الفنانين ؟
- أبدا.. علاقتي معهم عمل فقط، والحياة الشخصية بيني وبينهم خط أحمر لا أسمح بتجاوزه لكي أملك حرية نقدهم إيجابا وسلبا حين أرى أعمالهم.
• هل أنت منتبهة لجرأتك غير المناسبة لمجتمعنا المحافظ ؟
- عندما أكتب.. أدخل في شرنقة التوحد مع ذاتي وأسطر «عالكي بورد» أفكاري، الجميع خارج حدودي لا أفكر بمن سيفرح ومن سيغضب لا أفكر بمن سيلغيني ويغتال حريتي في الكتابة.. لذا.. والنعمة أحيانا أصعق عندما أرى أفكاري منشورة في صحيفة يومية واسعة الانتشار، لكني لا أتأسف على ما نشرت هي بالأول والآخر إنسانيتي.
• عندما شاهدتك في السوبر ماركت أردت الاقتراب منك.. لكن تكبرك حال دون ذلك ؟
- حين اتسوق تكون عيناي وذهني مشغولين تماما بين ورقة طلبات البيت وماهو موجود بالسوبر ماركت، مثلي مثل اية امرأة في العالم، أكون مشغولة جدا في وقتي القليل لتلبية احتياجات عائلتي، لذا لا «أخز» الناس.. هل تعتقدين انه يجوز أن أوزع ابتسامات وسلامات وتحيات لكل الناس التي تتعرف عليّ والتي لا تعرفني لتقولي فيما بعد عني: يالله... كم كنت متواضعة.
• كيف ربيت أطفالك ؟
- ربيتهم كما أحلم من حكاية قبل النوم واللعب معهم ومرافقتي في كل مكان وحديثي الذي لا يتوقف معهم على ان يكونوا - بدون مباشرة - بشرا عادلين ومحبين للجميع من دون استثناء، وعلى ان يجتهدوا ويتعبوا على حالهم، وأن يكونوا بشخصيات وافكار مختلفة عني وأحسن مني، كل التربية التقليدية التي عشتها وحقنت دمي بالتمرد لم أطبقها معهم، لذا هم ثلاثة شموس في حياتي كل واحد فيهم لديه شخصيته وقناعاته وتفرده، وإن تأخرت بإصدار الكتب لأن كل واحد فيهم كتاب خاص نشأته بدم قلبي، اتمتع بقراءة صفحات حياتهم اليومية.
مزااااج
يحدني الوقت، ويمزقني لأشلاء، كيف يمكن التوفيق مابين قلبي ومزاجي الكتابي، إضافة الى المهمات العملية اليومية في صفحة «فنون ومنوعات» في «الراي»، هذه الايام تبدأ بيارق امتحانات الصف الرابع الثانوي ترفرف في سماواتنا، ولدي ولد شاب « عليّ» يحتاج عناية بالغة وخاصة لايفائه الاهتمام الذي يستحقه ليدرس بتركيز وأتابع معه استعداداته.. ومراجعة الأسئلة بعد خروج المدرس الخصوصي من بيتنا.
ليس الامر هينا.. بل ضاغطا، لأنه يجب أن ينجح، ليقرر فيما بعد تحقيق حلمه في دراسة الأدب الانكليزي في احدى الجامعات كما يريد هو لنفسه، وبعده.. سنقرر بدء اجازتنا الصيفية لنستثمر وقتا مفيدا ونافعا لكلينا.
هذا هو اليوم الاخير لإطلالتي عبر القلم الاحمر، اذ انني سأظل على رأس عملي اليومي بالصحيفة فيما يهنأ قلمي الاحمر في رقدته الصيفية ككل عام.. على أن ألتقيكم بعد شهر رمضان الفضيل إن شاء الله...
صيفكم ممتع ومنجز
و... سعيد يارب
تكتبها : ليلى أحمد
laila@alraialaam.com
من حقكم عليّ طرح الاسئلة التي قد يرغب احد في معرفة أمر ما مني، ليس فقط مناقشتي فيما اطرح كعادتكم معي على الايميل الخاص بي، بل في أي امر مقبول النشر به، فإن كنتم عائلتي فمن حق الأهل - عالورق- معرفة قريبتهم، الطالة عليهم كل اسبوع وفك شفرات الغموض «وعالمنا يموووت ويعرف المزيد عن كتابه ومن يميل عقله أو قلبه لهم».. لماذا كل هذه الثرثرة.. هنا أسئلتكم وأجوبتي..
• كتاباتك فيها الكثير من الحسية هل تصنفين على انك كاتبة جنسية ؟
- ها. جنسية!!.. تستطيع اعتباري كاتبة جنسية وجوازات و«بدون» إقامة على الارض..!
• هل أنت كويتية ؟
- نعم وأفتخر بانتمائي لأرضي، ولا أنتمي للقرارات والقوانين الظالمة تجاه الآخرين في بلدي، للدقة أكثر وحسب أوراقي الثبوتية الرسمية أنا كويتية أولى بالتأسيس.
• هل أنت متزوجة ؟
- أريد ان أكون عزباء حتى آخر العمر... يكفيني أن لدي أغلى ثلاثة أشجار سامقة في حياتي هم أولادي.
• ما أصلك ؟
- قبل مئة عام.. أتى جدي للكويت في عمر الحادية عشرة عبر البحر من قرية صحراوية صغيرة تقع في أطراف محافظة شيراز من بلاد فارس / ايران.
• ما ميولك ؟
- لم أفهم السؤال.. هل تقصد انتمائي السياسي، ياللا لأفهم سؤالك كما طرأ على بالي، أميل لوطن بلا طائفة أو قبيلة أو فئة... وطن لدى نسائه ورجاله أحزاب معلنة لها برامج واضحة للاصلاح والتنمية والتطور. وطن حر يفكر بالتخطيط لمستقبله، وبالطريج وطن «يشيل» الرقابة عن كتاباتي وآراء غيري ويشعر بالثقة والفخر ان لديه كل الالوان في التعبير عن الرأي.
• كتبت مرة تدافعين عن الجنس الثالث وحقهم في أن يكونوا كما يريدون هل أنت سحاقية أو «بوية»؟
- من الناحية الانسانية طبعا ارفض التنكيل بأي مخلوق على الارض، أرفض تعذيبهم وقتلهم ونبذهم بالمجتمع وأن يكونوا مثليين فهذا اختيارهم الشخصي وهي أعضاؤهم الجسدية هم أحرار بها، ومن حقهم أن يكونوا متسقين معها، ولست أرفض هؤلاء البشر ابدا.. هذا اختيارهم وأنا «مالي».. اما سؤالك الطايح الحظ عن اني سحاقية أو بوية، فأبشرك ان ميولي طبيعية وكاملة الدسم.
• هل أنت جميلة مثل صورتك؟
- ولا فكرت يوما بهذا السؤال وأنا أقابل مرآتي صباح ومساء كل يوم، ففي بيت عائلتي لم يركز أهلي بمدح حلاوتي أثناء طفولتي وصباي، «وصوري تقول لي الآن إني كنت ما أحلاني» كانوا يركزون على قيم أخلاقية ونفسية مثل «جدعنتي» في مساعدة الآخرين وحناني... يشيدون لكوني خالية من صفات مثل النميمة والكذب.. لذا لا يهمني أن اسمع الإطراء في هذا الأمر.. إلا من شخص واحد يعنيني مديحه لأني أحبه فهذا يسعدني.
• هل لديك كتب في الاسواق ؟
- من تسعين سنة أكتب، ولا كتاب لي حتى الآن.. أعتقد اني غارقة هذه الأيام في كتابة روايتي الاولى.
• ما موقف أهلك من كتاباتك الخارجة عن العادات والتقاليد؟
- قد لا يعجبهم ما أكتب، لكن لا أحد منهم يوصل لي انزعاجه من كتاباتي.
• هل تعيشين كل الحالات التي تكتبينها في مزااااااااج؟
- لو كنت أعيشها لما كتبتها، لانها ستستنفذ طاقتها.. هي أحلام وخيالات فيها سطر واحد من الواقع والباقي خيالي الهمام في السلطنة.. التمام !
• أحيانا جادة و..أحيانا دمك خفيف، هل دمك خفيف في الحياة وسط الناس ؟
- لا أعتقد اني أصدر أفكاري للاستهلاك اليومي، ولعرضها في فاترينة براقة لأثير أو أغضب،.. أو أتسول محبة وإعجاب أحد، أصحابي المقربون يعرفون ان كتاباتي هي أحاديثي اليومية معهم، وبحسب طقس مزاجي،.. مرة جادة..وغالبا مشاغبة، لذا لا تعتقد انه يليق بي أن أغشكم.. ولا أستلف دم أحد الظرفاء لأكتب لكم.. كتابتي هي شخصيتي الطبيعية بالحياة.
• لماذ لا تقدمين برامج إذاعية وتلفزيونية كما كنت تفعلين سابقا فيما نرى من هن أقل منك بالامكانيات يظهرن على الشاشة ليقلن اي شيء ؟
- كنت اقدم برامجي حين كنت حرة في مادتي التي اقدمها وكثيرا ما كانت برامجي تتوقف بسبب جرأتي في طرح القضايا التي تسبب إشكالية للقائمين على المحطة، وربما كان آخرهم برنامج لي على فضائية الكويت اسميته « اكسجين» لم أعد أؤمن بالظهور لمجرد الظهور، ومع الزمن أصبحت على غير ودّ بالاضواء، وعام بعد عام أشعر أن التلفزيون كذبة كبيرة غير مقبولة وسط جوّ سقف الحريات المتدني في كل الفضاء العربي، هو جهاز ترفيهي «وماسخ» لا يمتعنا حتى في الترفيه كما انه «صناعة جيدة للاكاذيب» والاتفاقات المسبقة المدفوعة الثمن لبؤساء يعرضون حالاتهم الخاصة بتمثيلية متقنة الصنع بالنسبة للسذج من المشاهدين،لا يريد القوامون على هذه المحطات الا ان تكون محطاتهم ترفيهية خليعة ومصطنعة بإسفاف، لذا لا احب المشاركة في هذه الزفة التلفزيونية المزيفة.
• لماذا تتوقفين أحيانا عن الكتابة من دون اشعارنا الا يدل هذا على عدم احترامك لمن ينتظر «قلمك الاحمر» ؟
- أغيب لانه أحيانا لا أجيد الكلام وأفقد اللغة،وأكون منعزلة في عالمي وأتأمل العالم من فوق سفح جبل صغير هو بيتـي، لماذ عليّ أن أكتب أي شيء لا أشعر به.. الكتابة بالنسبة لي مزااااج خاص أحب لها أن تكون ذات نكهة.. هل تقبل إطلالة لي دون معنى ؟.. لا أظنك تقبل.. لذا أغيب لأغوص في عالم آخر من الصمت، وهذا قمة الاحترام لوعيكم و.. فهمكم.
• ما دور والدتك في حياتك ؟
- ضعف أمي واستسلامها ودموعها الدائمة أمام كل المواقف التي عاشتها في حياتها جعلتني.. أقوى!
• هل تؤمنين بالصداقة بين الجنسين ؟
- نعم في إطار عائلي في بدايات العمر، لتجعل الحياة مستساغة، منذ صغري لا فرق عندي بين اصدقائي الاولاد والبنات، وحين يكبر هذا في وعينا نصادق الشباب بكل انسانية دون خوف،الصبي ليس ذئبا كما تحاول التربية الموروثة حقنه في دمنا.
• هل لك نشر صور أولادك الثلاثة ؟
- لا طبعا.. لانهم شخصيات مستقلة لا يحق لي التصرف فيما لا يرغبون به.. أنا معهم أم فقط تعمل صحافية وليس من حقي اشراكهم في علانية عملي.
• لماذا تخصين مصر بالكثير من كتاباتك ؟
- لان مصر والمصريين يسيرون في وريد دمي..وتأسست صحافيا في وضع يدي على المضامين الحياتية الاقوى على يد ابدع مبدعيها، وكيف تنظر للامور بشكل مختلف عن السائد وفتحوا لي سكة التعبير الخاص ووجهوني وطوروا ملكاتي، هم أخرجوها من تحت كومة من التراب، مصر والمصريون طراوة روحي، وأجمل نغم في حياتي.
• الى أي حد متأثرة لغتك بالشاعر نزار قباني ؟
- الى حد لا تتصوره، هو ايقونة الابداع الذي كسر قوائم اللغة المقعرة التي كنت أنفر منها أيام المدرسة، أدين لمؤسسي اللغوي نزار قباني بالكثير من الفضل ما حييت، لانه ايضا يدفعك لأن تكون أنت،ولا يرد للمتأثرين به ان يكونوا نسخة كربون عنه.. لأن المبدع الكبير نزار قباني باق ونحن مريديه عصافير خرجت من معطفه.وانطلقنا، لكنك تشم رائحته من سطورنا.
• هل لك علاقة بالوسط الثقافي في البلد ؟
- لا.. ما عدا الصديقة الاديبة الحبيبة الودودة ليلى العثمان التي ارتبط بها وبعائلتها وجدانيا، ولأني بطبيعتي لا أحب التنظير «عن أحوال المجتمع» لذا فلا علاقة لي على الاطلاق مع غالبية المثقفين، أنهل الواقع من بسطاء الناس واصادقهم وهم «عظم» أي كتابة ابداعية ان كان في التعبير عن حالاتهم في المقالة الاسبوعية في «قلم أحمر» أو في كتاباتي القصصية والمسرحية.
• مرة كتبت أنك قمت بتأليف مسرحية «المجلس» ولم نقرأها في كتاب مطبوع وأنا متشوقة لمشاهدة العرض.. اريد ان أراك مسرحيا ؟
- اشترى النص الفنان نايف الراشد قبل عامين وكل مرة يعدني انها ستكون جاهزة للعرض ولا يفعل، لأن المنتجين هم من يتحكمون في توقيت العرض المسرحي، وقبل نهاية العام قد يكون النص مطبوعا في كتاب هدية بين يديك.
• بما انك مسؤولة قسم الفن بجريدة «الراي» هل لك علاقات شخصية وطيدة مع الفنانين ؟
- أبدا.. علاقتي معهم عمل فقط، والحياة الشخصية بيني وبينهم خط أحمر لا أسمح بتجاوزه لكي أملك حرية نقدهم إيجابا وسلبا حين أرى أعمالهم.
• هل أنت منتبهة لجرأتك غير المناسبة لمجتمعنا المحافظ ؟
- عندما أكتب.. أدخل في شرنقة التوحد مع ذاتي وأسطر «عالكي بورد» أفكاري، الجميع خارج حدودي لا أفكر بمن سيفرح ومن سيغضب لا أفكر بمن سيلغيني ويغتال حريتي في الكتابة.. لذا.. والنعمة أحيانا أصعق عندما أرى أفكاري منشورة في صحيفة يومية واسعة الانتشار، لكني لا أتأسف على ما نشرت هي بالأول والآخر إنسانيتي.
• عندما شاهدتك في السوبر ماركت أردت الاقتراب منك.. لكن تكبرك حال دون ذلك ؟
- حين اتسوق تكون عيناي وذهني مشغولين تماما بين ورقة طلبات البيت وماهو موجود بالسوبر ماركت، مثلي مثل اية امرأة في العالم، أكون مشغولة جدا في وقتي القليل لتلبية احتياجات عائلتي، لذا لا «أخز» الناس.. هل تعتقدين انه يجوز أن أوزع ابتسامات وسلامات وتحيات لكل الناس التي تتعرف عليّ والتي لا تعرفني لتقولي فيما بعد عني: يالله... كم كنت متواضعة.
• كيف ربيت أطفالك ؟
- ربيتهم كما أحلم من حكاية قبل النوم واللعب معهم ومرافقتي في كل مكان وحديثي الذي لا يتوقف معهم على ان يكونوا - بدون مباشرة - بشرا عادلين ومحبين للجميع من دون استثناء، وعلى ان يجتهدوا ويتعبوا على حالهم، وأن يكونوا بشخصيات وافكار مختلفة عني وأحسن مني، كل التربية التقليدية التي عشتها وحقنت دمي بالتمرد لم أطبقها معهم، لذا هم ثلاثة شموس في حياتي كل واحد فيهم لديه شخصيته وقناعاته وتفرده، وإن تأخرت بإصدار الكتب لأن كل واحد فيهم كتاب خاص نشأته بدم قلبي، اتمتع بقراءة صفحات حياتهم اليومية.
مزااااج
يحدني الوقت، ويمزقني لأشلاء، كيف يمكن التوفيق مابين قلبي ومزاجي الكتابي، إضافة الى المهمات العملية اليومية في صفحة «فنون ومنوعات» في «الراي»، هذه الايام تبدأ بيارق امتحانات الصف الرابع الثانوي ترفرف في سماواتنا، ولدي ولد شاب « عليّ» يحتاج عناية بالغة وخاصة لايفائه الاهتمام الذي يستحقه ليدرس بتركيز وأتابع معه استعداداته.. ومراجعة الأسئلة بعد خروج المدرس الخصوصي من بيتنا.
ليس الامر هينا.. بل ضاغطا، لأنه يجب أن ينجح، ليقرر فيما بعد تحقيق حلمه في دراسة الأدب الانكليزي في احدى الجامعات كما يريد هو لنفسه، وبعده.. سنقرر بدء اجازتنا الصيفية لنستثمر وقتا مفيدا ونافعا لكلينا.
هذا هو اليوم الاخير لإطلالتي عبر القلم الاحمر، اذ انني سأظل على رأس عملي اليومي بالصحيفة فيما يهنأ قلمي الاحمر في رقدته الصيفية ككل عام.. على أن ألتقيكم بعد شهر رمضان الفضيل إن شاء الله...
صيفكم ممتع ومنجز
و... سعيد يارب
تكتبها : ليلى أحمد
laila@alraialaam.com