|كتب عزيز العنزي|
سارة لم تعد سارة بعد أن بتر الإهمال إصبعها.
سارة ذات العامين شفطت ماكينة هواء تركت وسط الأطفال في أحد المراكز الترفيهية سبابتها اليسرى على مرأى من ذويها.
والد الطفلة سارة حمل فلذة كبده بعد أن أجريت لها عملية بتر (بترت) ابتسامتها وأتى بها إلى «الراي» يحكي مأساة (سارته)، حتى يحمي غيرها من الذهاب لأماكن لهو بها أسلحة موت تقتل البراءة حيث قال «أردت أن أضفي جوا من المرح على أسرتي، فاصطحبتهم إلى أحد مراكز الترفيه في منطقة شرق، حيث راحوا يلعبون ويمرحون أمام أعيننا، ومضى الوقت سريعا، قبل أن يتثاقل وتمر دقائقه كالساعات، حيث كانت ابنتي سارة ذات العامين تنطلق فرحة، واقتربت من شيء حسبته لعبة فمدت يدها اليسرى تلهو فيه، فإذا بسبابتها اليسرى تطير في لحظة»، مضيفاً «كنت على مقربة نصف متر من سارة ولم تغفل عيناي عنها أنا وأمها التي كانت تمسك بيدها اليمنى حين مدت اليسرى ناحية من ظنتها لعبة، فبدت ماكينة هواء».
وأردف الأب «كل ما كنت أفكر فيه بعد أن استجمعت بعضاً من رباطة جأشي أن أنقذ صغيرتي سارة فحملتها في سيارتي إلى المستشفى الأميري، وهناك قاموا بتحويلها إلى مستشفى الرازي، وبعد أن فشلت جهودهم جميعها في إعادة إصبع ابنتي مكانه قرروا إزالة ما تبقى منه، ليكتب عليها أن تعيش ما تبقى من عمرها مبتورة السبابة، من دون ذنب اقترفته أو جريرة ارتكبتها سوى أن وقعت فريسة للإهمال الذي بتر براءتها».
وتساءل الأب الباكي «هل يُعقل أن توضع ماكينة موت كهذه بالقرب من أيدي الأطفال في مركز ألعاب لا يرتاده غير الأطفال؟ وهل بلغ الإهمال مبلغه لدرجة أن تُترك ماكينة كهذه بلا قفص حديدي توضع داخله؟ وهل أصبح أطفالنا بلا ثمن حتى تقطع أوصالهم من دون محاسبة ممن تسبب في تقطيعها؟
لجأت إلى «الراي» ليصل صوتي إلى المسؤولين علهم يجدون أجوبة لأسئلتي تريح صدري، وتمنع أن تبتر أياد أخرى.