شيخ المعلقين خالد الحربان عودنا أن يبدأ بالجملة المشهورة التي أصبحت ماركة مسجلة باسمه عند كل مباراة... سيداتي... آنساتي... سادتي، ولا أعلم لم تذكرتها، وأنا أتخيل رئيس مجلس الأمة القادم، وهو يفتتح جلسات الفصل التشريعي المقبل، فقد أصبحت السيدات والآنسات إلى جنب السادة ممثلات للشعب، كما نطقت بذلك الصناديق الشفافة.
البعض من الكتاب متفائل من دور المرأة في مجلس الأمة، وأنها سوف تكون لها بصمات أكثر فاعلية في مجريات جلسات ولجان المجلس، ولا أعلم مبعث هذا التفاؤل، ولم هذا الفرح والاندفاع كله وراء هذا الحدث.
هل تتوقعون «سيداتي آنساتي سادتي» أن ما كان يحدث داخل أروقة المجلس بسبب سيطرة الرجل وأن المرأة ستكون شيئاً مختلفاً؟ أشك في هذا الزعم، رغم تمنياتي لها بالتوفيق في أداء رسالتها المقبلة.
صحيح أن وصول المرأة إلى البرلمان دون الحاجة إلى نظام «الكوتا» أعطى للكويت وجهاً مشرقاً أمام الآخرين، ونفخ الروح لدى الكثير من الليبراليين (ومن اصطلح عليهم حالياً بالتيار المدني الذي لا أعرف له أصلاً)، ولكنها لن تغيّر من أداء مجلس الأمة شيئاً، فقد دخلته من خلال مجلس الوزراء من قبل ولم يتغير شيء، ولذا فتعليق الآمال على سيدات أربع في مجلس الأمة طرح في غاية التسطيح والسذاجة، ويخلو من المنطق والعقلانية، وبعيد عن أرض الواقع الذي يعرفه الجميع، وما استطاع عليه «طوال الشوارب»، فماذا عساها أن تفعل المرأة؟
المشكلة «سياداتي آنساتي سادتي» تتلخص بأزمة التعاون بين السلطتين، وتتمحور حول رغبة «البعض» بتكفير الشعب بالديموقراطية، لينقضوا على الدستور ويسرحوا ويمرحوا بعدها من دون حسيب ولا رقيب، ومن يقل غير هذا فهو واهم.
إنه صراع القوى المتخفية خلف ممثليهم في البرلمان
ولا شيء سوى ذلك، وأعتقد أن المرأة النائب سوف
تتفرج على هذا الصراع «وراح تضيع بالطوشة! وقولوا ما قلتكم!».
في الأفق:
جرب عشر تجارب فاشلة... ولكن لا تجرب التجربة الفاشلة نفسها مرتين.


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net