من القضايا المهمة في مجال التربية قضية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، والدمج يختلف في اهدافه وغاياته وأنواعه، منه الدمج الاجتماعي، والدمج التعليمي، مرت هذه القضية بمراحل عديدة كمراحل تطور تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة منذ عقد الخمسينات. واذا كانت عجلة التطور في مضمار تربية ذوي الاحتياجات الخاصة تسير بخطى واثقة وحثيثة نحو الازدهار، الا ان دمج ذوي الاحتياجات الخاصة يمكننا ان نقول عنه إنه واقف، ولم يتحرك، لماذا؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال لابد من التأكيد على أن هناك كثيرا من المسارات استخدمت في دفع هذه العجلة ولكنها لم تجن ثمراتها.
«الكويت بيئة صالحة لذوي الاحتياجات الخاصة»، اطلقها المجلس البلدي بالتعاون مع الجهات العاملة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة فهل اتت أكلها؟ بالطبع لا... لماذا؟
نرى الأمانة العامة للتربية الخاصة، والفصول التابعة لها في المدارس الابتدائية، والمتوسطة في مدارس التعليم العام هل حققت اهداف الدمج؟ يمكننا القول لا للأسف الشديد... لماذا؟
وكذلك عارضة متلازمة «داون» اعداد من الاطفال يدرسون في بعض رياض الاطفال، هل استطاعت هذه التجربة ان تحقق اهدافها، بعد ان كانت الامانة العامة للتربية الخاصة مظلة لمجموعة من الفصول في المناطق التعليمية التي تهتم بعملية الدمج فان وزارة التربية قامت بحل هذه الامانة، وبعثرت مهامها على المناطق التعليمية الست، واصبح التنسيق يكاد أن يكون أقل تثبيتا من السابق، اما الطلبة الذين لديهم بقايا سمع، ويدمجون في بعض مدارس التعليم العام... فهل لديهم مستلزمات كافية لهذه العملية؟
وعلى مدى اعوام الدمج الماضية هل حققت هذه العملية مخرجات واضحة واستفادت من عملية الدمج، وهل الورش التعليمية في مدارس التربية الخاصة تمتلك ايديولوجية واضحة في عملية دمج الطلبة اثناء التدريب العملي في تخصصات مهنية تتفق مع حاجات سوق العمل المحلية؟
المتتبع لهذه القضية يستنتج ان قضية الدمج تتفاقم ولكن مواطن العزل تزداد في عزل الافكار بعضها عن بعض، وغياب اجندة واضحة لهذه القضية.
نرى في الوقت نفسه اراء تنادي بفتح مدارس للتربية الخاصة في مناطق تعليمية اخرى وذلك من اجل التأكيد على عملية العزل، حتى قانون ذوي الاحتياجات الخاصة لم تتح الفرصة لمناقشته على مدى مجلسي الامة السابقين لعدم اكتمال النصاب في احدهما، ولعدم التفرغ لهذه القضية الانسانية في ثانيهما.
وعسى ان تتاح الفرصة في المجلس المقبل لمناقشة هذا القانون، وعسى ان يكون في طياته مجال واسع لعملية الدمج، وعسى ان يفكر المسؤولون في وزارات الدولة ومؤسساتها المختلفة في هذه القضية المهمة التي سبقتنا بها كثير من
الدول، التي صدرنا اليها طرقا ووسائل متعددة في مجالات ذوي الاحتياجات الخاصة، وسبقونا ونحن الواقفون.


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي