الكويت بحلم أم بعلم! مفاجآت لم تخطر على البال، ولا يحلم بها أحد، في الوقت نفسه. هي كالصاعقة وقعت على الرؤوس، وكالزلزال زلزل العقول، أولها نجاح أربع نساء دفعة واحدة، ثانيها فوز تسعة مرشحين من الشيعة، ثالثها زيادة الأعضاء المستقلين والليبراليين، رابعها انخفاض عدد أعضاء التيارات الإسلامية، خامسها سقوط أسماء نيابية لامعة.
قد يعتقد البعض أن مظاهر الديموقراطية من الجانب «الشكلي» قد زادت وتعمقت بدخول المرأة إلى البرلمان عبر المشاركة في عمليات التشريع والرقابة، وتساوت بذلك مع الرجل في الوصول إلى مجلس الأمة بحرية كاملة وبالطرق الطبيعية المتاحة للرجل والمرأة من دون أفضلية لطرف على حساب الطرف الآخر، ومن غير اللجوء إلى نظام «الكوتا» غير الديموقراطي وغير المنطقي.
ولكن الأهم من ذلك كله هو الجانب الحقيقي والعملي لمفهوم وأهداف الديموقراطية، فما يعنينا هنا هو آثار الديموقراطية المترتبة على حياتنا العملية ومساهمتها بإصلاح الوضع المتردي لكثير من الخدمات الضرورية والقطاعات الحيوية، وإيجاد الحلول اللازمة لهموم المواطنين العديدة ومعاناة الشعب العميقة التي باتت تؤرقهم ليلاً ونهاراً. لا أبالغ إذا قلت إن كل مفاجأة من تلك الخمس تمثل رسالة مستقلة بحد ذاتها تحتاج إلى كثير من الدراسة والتحليل ومعرفة إسقاطاتها على الفكر السياسي والتاريخي والاجتماعي الكويتي.
إن إفرازات هذه الانتخابات عنيفة ومؤثرة بشكل واضح وكبير، ولاستيعاب هذه المتغيرات والتحولات الملموسة، فإن الأمر بحاجة إلى رؤية مختلفة وفكر جريء وأسلوب حكيم ومنهجية متطورة تصب بالنهاية نحو تحقيق الأهداف ذات الطابع العام والمصالح الكلية، ولن يتم ذلك إلا بعد بناء الثقة والتعاون بين السلطتين ومن ثم الاتفاق على الأولويات المشتركة لصالح الوطن والمواطنين. ولا ننسى أن هناك مجموعة من الأعضاء القلة لا تعجبهم هذه التركيبة البرلمانية، وسيجاهدون بما لديهم كله من أجل إفشال هذا المجلس، وإخراجه بأسوأ صورة ممكنة، إلا أن الدور المهم والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق غالبية الأعضاء والحكومة كذلك، وعليهم أن ينتبهوا للممارسات السلبية المتوقعة والسلوكيات الخاطئة التي قد نراها مستقبلاً من تلك الزمرة بحيث تفوت الفرصة على هؤلاء المخربين التأزيميين الذين لا يريدون الخير والنعمة والرخاء والتلاحم للكويت والكويتيين.
شاكر عبدالكريم الصالح
كاتب كويتي
sh-al-saleh@windowslive.com
قد يعتقد البعض أن مظاهر الديموقراطية من الجانب «الشكلي» قد زادت وتعمقت بدخول المرأة إلى البرلمان عبر المشاركة في عمليات التشريع والرقابة، وتساوت بذلك مع الرجل في الوصول إلى مجلس الأمة بحرية كاملة وبالطرق الطبيعية المتاحة للرجل والمرأة من دون أفضلية لطرف على حساب الطرف الآخر، ومن غير اللجوء إلى نظام «الكوتا» غير الديموقراطي وغير المنطقي.
ولكن الأهم من ذلك كله هو الجانب الحقيقي والعملي لمفهوم وأهداف الديموقراطية، فما يعنينا هنا هو آثار الديموقراطية المترتبة على حياتنا العملية ومساهمتها بإصلاح الوضع المتردي لكثير من الخدمات الضرورية والقطاعات الحيوية، وإيجاد الحلول اللازمة لهموم المواطنين العديدة ومعاناة الشعب العميقة التي باتت تؤرقهم ليلاً ونهاراً. لا أبالغ إذا قلت إن كل مفاجأة من تلك الخمس تمثل رسالة مستقلة بحد ذاتها تحتاج إلى كثير من الدراسة والتحليل ومعرفة إسقاطاتها على الفكر السياسي والتاريخي والاجتماعي الكويتي.
إن إفرازات هذه الانتخابات عنيفة ومؤثرة بشكل واضح وكبير، ولاستيعاب هذه المتغيرات والتحولات الملموسة، فإن الأمر بحاجة إلى رؤية مختلفة وفكر جريء وأسلوب حكيم ومنهجية متطورة تصب بالنهاية نحو تحقيق الأهداف ذات الطابع العام والمصالح الكلية، ولن يتم ذلك إلا بعد بناء الثقة والتعاون بين السلطتين ومن ثم الاتفاق على الأولويات المشتركة لصالح الوطن والمواطنين. ولا ننسى أن هناك مجموعة من الأعضاء القلة لا تعجبهم هذه التركيبة البرلمانية، وسيجاهدون بما لديهم كله من أجل إفشال هذا المجلس، وإخراجه بأسوأ صورة ممكنة، إلا أن الدور المهم والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق غالبية الأعضاء والحكومة كذلك، وعليهم أن ينتبهوا للممارسات السلبية المتوقعة والسلوكيات الخاطئة التي قد نراها مستقبلاً من تلك الزمرة بحيث تفوت الفرصة على هؤلاء المخربين التأزيميين الذين لا يريدون الخير والنعمة والرخاء والتلاحم للكويت والكويتيين.
شاكر عبدالكريم الصالح
كاتب كويتي
sh-al-saleh@windowslive.com