لقد قال 60 في المئة من الشعب كلمته، بعد أن ردد الكثيرون من الكتاب مصطلح نواب التأزيم، وخاض من خاض في أعراضهم دونما دليل، وها هو الشعب يعلن رضاه عنهم، فيرجع محمد هايف وفيصل المسلم ووليد الطبطبائي وجمعان الحربش، ويسحب البساط من تحت أحمد المليفي لتراجعه عن التأزيم، حسب مصطلحهم بالطبع!
ولكنني أرى التأزيم من زاوية أخرى، إذ وجهت منظاري باتجاه مجلس الوزراء لأرى مجموعة من وزراء التأزيم، لا هم لهم سوى التصريحات التأزيمية المتناقضة البعيدة كل البعد عن العملية السياسية، كمن صرح بأن قانون الاستقرار الاقتصادي سوف يقر بعد حل مجلس الأمة، والآخر الذي تناسى أنه وزير في الحكومة، وراح يدور في دواوين الصليبخات وغرناطة يوصي الناس بمرشحي تجمعه!
الغريب أن أحدهم صرح مرتين خلال الأسبوع الماضي، والذي قبله حسبما أذكر، وقال فيما معناه إننا سنقدم إلى مجلس الأمة المقبل، وسنطرح كذا وكذا! وكأنه عائد إلى الوزارة بكل تأكيد! أو يفترض عودته لها (شنو غصب يعني!).
شخصياً أتمنى إعادة تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد لرئاسة مجلس الوزراء، وأحلم أن تضم تشكلية مجلس الوزراء دماء جديدة من شباب الأسرة الحاكمة، مثل اللواء الشيخ أحمد النواف، والشيخ ثامر الجابر، وأعتقد أن عودة الشيخ أحمد الفهد كلاعب أساسي في السياسة الكويتية - بشكل رسمي - سيعيد إلى مجلس الوزراء توازنه الذي افتقده أمام الضربات الموجعة من أعضاء مجلس الأمة.
لقد استجاب الناس إلى دعوة حضرة صاحب السمو فاختاروا الأفضل، ونتمنى، في المقابل، من رئيس مجلس الوزراء القادم إبعاد مجموعة التأزيم عن مجلسه الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الخاصة والمحافظة على كراسيهم الوثيرة!
في الأفق:
قال الخليفة سليمان بن عبدالملك عندما احتار فيمن يختار وريثه في الخلافة: «والله لأعقدن عقداً ليس للشيطان فيه نصيب»، وهذا ما حدث واختار عمر بن عبدالعزيز.


د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net