وزيرة التربية السيدة نورية الصبيح كارثة سياسية بقوة سبعة ريختر، ومقدم استجوابها الدكتور سعد الشريع أكرث منها بمراحل، ولا فخر، أما منظّر الاستجواب النائب حسين مزيد فهو أكرث الأكرثين حفظه الله ورعاه في الثامن عشر من كانون الأول... السيد أكرث الأكرثين حسين مزيد يبدو أنه اشترى «التاكسي الملعون» مستعملاً من النائب سعدون حماد، لكنه مع الأسف لا يجيد قيادته، فـ «قزّرها هرنات» وإزعاج لسكان المناطق المجاورة. ولا شكوى لغير الله.قبل حادثة الاعتداء على الأطفال التي تعاملت معها السيدة الوزيرة بكل الأدوات باستثناء أداة الحصافة السياسية، أرى بأن معالي الوزيرة نسيت بأن المنصب الوزاري قوامه الفكر التنموي والسياسة والمواءمة وقراءة المحيط، فالتبست الأمور عليها ولم تعد تفرق بين منصب الوزير ومنصب رئيس ديوان الخدمة المدنية، ولهذا انصب جهدها كله على «شيلوا فلان حطوا فلان»، واعتبرت بعض المسؤولين التربويين دجاجا مصابا بأنفلونزا الطيور يجب إعدامه بالكامل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته! أين الاستعانة بالمكاتب العالمية لتطوير التعليم يا معالي الوزيرة؟ يفتح الله... أين تطوير الجامعة والمعاهد؟ المهم النية... طيب، أين الخطة والبرنامج يا أختنا الفاضلة؟ فال الله ولا فالك... أين وأين وأين؟ وعلى رأي شاعر المنفى احمد مطر: أين الرغيف واللبن؟ وأين تأمين السكن؟ وأين توفير المهن؟ كلّه في الطراوة.أما مستجوبها الخطيب المفوّه الدكتور سعد الشريع فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إنا لا نسألك رد القضاء بل اللطف فيه... الرجل لديه ملَكة الخطابة والكاريزما التي تدفعك دفعا لمخالفة رأيه والانتقال إلى معسكر الفريق الخصم. ولا أظنه سيقوم بالتوقيع على طرح الثقة، لأن الأوامر التي تلقاها واضحة لكنها ناقصة لسوء الحظ: «استجوب الوزيرة». كان يجب ألا يُترك معلقا هكذا في الهواء الطلق. يجب أن تُرسم له خارطة طريق تفصيلية: استجوب الوزيرة، يعني يجب أن تصعد المنصة التي على يمين رئيس البرلمان، لأنك إذا ما صعدت المنصة التي على يسار الرئيس وصعدت الوزيرة المنصة التي على يمينه، فهذا يعني أن الجلسة مخصصة للمناقشة فقط وليس للاستجواب، فاحذر. واضح؟ طيب، تعال للنقطة التي تليها، فالتي تليها، وهكذا... حرام، لا تتركوه لوحده فيقلب اللائحة الداخلية رأسا على عقب.? ? ?أسوأ النواب موقفا هذه الأيام هو النائب الدكتور وليد الطبطبائي، كان الله في عونه، إن هو أيد الاستجواب تضرر انتخابيا، لأن عائلة الصبيح من أهل كيفان، وإن عارض الاستجواب اهتزت صورته «الدينية» عند قواعده، لذلك نراه الآن يتخبط ويلقي التهم على كل من يصادفه في الطريق، ويتمنى لو استقالت الوزيرة قبل الوصول إلى طرح الثقة، وأظنه يتمنى حل المجلس تفاديا لهذا الموقف المحرج.لكن، بعيدا عن الاستجواب، ما سر اختفاء النائب الفاضل طلال العيار طوال الفصل التشريعي الحالي؟ عسى المانع خيرا... افتقدناك يا بو مبارك.
محمد الوشيحيalwashi7i@yahoo.com