انتخابات ثلاثة لاختيار أعضاء مجلس الأمة منذ العام 2006، عدا انتخابات المجلس البلدي العادية والتكميلية، إضافة إلى انتخابات الجمعيات التعاونية، والنقابات العمالية وانتخابات جمعيات النفع العام والنوادي الرياضية هنا وهناك، أصبح المواطن الكويتي مشبعاً بمصطلح الانتخابات، وما فيه من تجاذبات واستقطابات، وزعل فلان، وشرهة علان.
اليوم هو السبت 16 مايو 2009، وهو يوم اختيار أعضاء جدد لمجلس الأمة الذي سيكون منوطاً به مستقبل الكويت، أي مستقبل أبنائنا، وكل يدعي وصلاً بليلى! وليلى لا تقر لهم بذاك، والبعض منا قرر بينه وبين نفسه مقاطعة الانتخابات، لأن ما يحدث أصبح مضيعة للوقت والمال ومصلحة البلد، ونتجت عنه قطيعة للأرحام، وتنافر بين الناس!
إنني أقر بمفاسد النظام الديموقراطي أعلاه، ولكنها رغم ذلك كله أفضل الموجود، فهي، بالتأكيد، خير من الاستفراد بالسلطة وحكم الفرد، وخير من الديكتاتورية المطلقة... أقر بأن هناك هرجاً ومرجاً في الانتخابات، وأعتقد أنها بفعل فاعل حتى يسأم الناس من النظام برمته، وها قد ظهرت بوادره على الجيل الحالي!
الدستور الكويتي أعطاك كمواطن تنتمي لهذه الأرض حق التصويت واختيار من يمثلك في مجلس الأمة المقبل، وقد جاءت المادة الخامسة من الدستور لتؤكد أن «نظام الحكم في الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً»، فلا تضيع حقك وسيادتك من خلال «التصويت السلبي» واتخاذك قراراً بمقاطعة الانتخابات، فذلك ليس من حقك، كما تعتقد! فمن حق الكويت عليك أن تقوم الآن من مكانك وتذهب إلى مقر الانتخابات المسجل فيه وتختار من تعتقد أنه الأفضل، فإن لم يوجد الأفضل فليكن الأقل سوءاً.
الانتخابات عملية مستمرة سواء شاركنا فيها أو لم نشارك، إن لم تذهب أنت لتختار الأفضل ذهب غيرك واختار الأسوأ، إما عن قناعة بأنه الأفضل، وإما بسبب العصبيات من أي نوع، فلا تشارك في جريمة في حق وطنك من خلال «التصويت السلبي» للمرشحين الذين لا يستحقون الوصول إلى مجلس الأمة.
في الأفق:
بوركت يا وطني الكويت لنا
سكنا وعشت على المدى وطنا
يفديك حر في حماك بنى
صرح الحياة بأكرم الأيدي


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net