يومان فقط يفصلانا عن السادس عشر من مايو، ذلك اليوم الذي نتحرق له شوقاً، ورغبة في تغيير الوجوه التي اعتادت التأزيم، من دون أن تقدم شيئاً لبلدها سوى الصراخ فقط! وأنا هنا أخاطب المواطن الكويتي، تحديداً، بأن يجعل الكويت في عينيه اللتين يرى بهما، باختياره الرجل المناسب، الذي يحمل في قلبه هموم الأمة، رجل لا يعرف التكسب والضحك على الذقون، ولا يجيد فنون الكذب والافتراءات بحق مخالفيه!
مجلس أمة ذهب بغير رجعة، ومجلس أمة آخر سيعلن بزوغه فجر السابع عشر من هذا الشهر، ممهوراً بتوقيع الشعب الكويتي، وهو توقيع قد يكون بلا رصيد ويأتي بالمؤزمين، وقد يكون برصيد مليء بحب الكويت، ويأتي بمن يحمل آمال وتطلعات شعب عانى طويلاً من أصحاب البزنس، والمصالح الحزبية الضيقة من دون أن يكون لبلدهم نصيب من اهتمامهم، أو حتى لفتة بسيطة، ولو على الطاير!
* * *
مازلت عند رأيي في وزارة التربية، فهذه الوزارة تفتقر إلى الحد الأدنى من الاستراتيجيات الواضحة والشفافة، فهي من كبوة إلى أخرى، ومن تخبط إلى آخر، مما يدل وبشكل لا مجال فيه للشك أو حتى اللبس أن الوزارة تسير بمزاجية لا مثيل لها، بل وتنتهج سياسة عمك أصمخ الشهيرة، تجاه ما يُثار عن سياساتها التربوية الفاشلة! إن كان هذا الحال سيدوم بعد التشكيلة الحكومية القادمة، فنقولها وبكل صراحة، لا طبنا ولا غدا الشر!
* * *
«كتلة العمل الشعبي»، ورغم احترامي لمؤيديها، إلا أنني أرى أنها افتقدت بريقها، فلم يعد لديها ما تقدمه سوى الصراخ، وأما عدا ذلك فلا شيء يُذكر! فلو بحثنا في ملفات الإنجازات التي تحققت في المجلس السابق سنجد ورقة بيضاء خالية من العمل والإنجاز، لا أقول هذا تحاملاً على التكتل، ولكنها الحقيقة المرة، والتي يجب أن يسمعها التكتل من كاتب هذه السطور المتواضعة، والذي كفر كفراً بواحاً بـ «التكتل الشعبي»، بعد أن كان من أشد مؤيديه ومناصريه. ولكن أقول إن على التكتل أن يغيّر من طريقة تناوله للقضايا الحساسة والمهمة، وأن يضع تسلسلاً زمنياً واضحاً في تبنيه لأجندته التي يزعم أنها شعبية، بدلاً من الفوضوية في طريقة التعاطي مع القضايا، من دون الخروج بنتيجة مرضية، وهو ما اتسم به التكتل في المجلس السابق، فهل يعود كما كان في السابق متلألئاً، أم يستمر في تخبطه وسيفقد بذلك المزيد من مؤيديه الذين أصابهم الإحباط واليأس؟


مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
mubarak700@gmail.com