| حاوره غازي العنزي |
كشف مرشح التحالف الإسلامي الوطني في الدائرة الثانية الدكتور المهندس محمد الصفار انه تم اختياره من قبل التحالف ليكون وجها جديدا في الساحة السياسية ويعمل جنبا الى جنب مع زملائه المخضرمين،مشيرا الى ان ذلك لن يمنعه من إضافة مقترحات جديدة في مجال عمله وتخصصه.
وقال الصفار في حوار خاص مع «الراي» ان استخدام الأدوات الدستورية أمر مشروع وفق مواد الدستور لكن ينبغي استخدامها بحكمة وبعد استنفاد كافة خطوات الإصلاح، مستدركا ان ما رأيناه أخيرا من استجوابات يوحي بأن هناك شخصانية واستهدافا لسمو رئيس مجلس الوزراء بدليل فحوى المواد المقدمة للاستجواب، فمثل هذه الاستجوابات قطعت الطريق أمام أي استجواب جدي ومستحق وجاءت في الوقت الخطأ وشلت المجلس ولم تحقق أي اصلاح مزعوم.
واضاف الصفار املك أفكارا لبعض القوانين سأقدمها للمجلس المقبل في حالة وصولي إليه مثل: حزمة الاستقرار المعيشي وإعطاء المرأة عدة خيارات للتقاعد وخصخصة الرياضة مع تطبيق الاحتراف الكامل ورصد ميزانية مناسبة للبطولات، وإحياء القطاع الصناعي لخلق فرص عمل للكويتيين تدريجيا بعيدا عن القطاع الحكومي وغيرها من القوانين. لكن لا يمكن تحويل هذه الأفكار إلى واقع إلا إذا وضعت ضمن أولويات المجلس.. والى تفاصيل الحوار:
• حدثنا عن برنامجك الانتخابي وما الجديد الذي تنوي تقديمه في حالة وصولك إلى قبة البرلمان؟
- في الحقيقة لا أعتقد أن هناك أحدا يستطيع أن يطلق برنامجا انتخابيا لأننا ببساطة غير محكومين بالنظام البرلماني الحزبي، بحيث يحكم الحزب الفائز بالانتخابات ليطبق برنامجه. ففي بلدنا قد يكون هناك تعارض ما بين مخرجات الانتخابات وتشكيل الحكومة، ولذلك من الصعب تطبيق أي برنامج انتخابي. نعم لدينا رؤية وأفكار، ولكن قبل الحديث عنها يجب أن تكون هناك بيئة صالحة للعمل حتى يتسنى لنا الحديث عن رؤية وعن برامج وأهداف وخطط مستقبلية.
• ماذا تقصد ببيئة صالحة؟
- اقصد جو التأزيم واصطناع بطولات على حساب الوطن وهناك مبالغات وتصعيد غير مبرر في الاداء البرلماني. هذا الاداء البرلماني في حال استمراره، سوف يقود البلد الى الهاوية! وخير دليل على ذلك موضوع «الشيكات» الذي أثير أخيرا، والذي أدخل البلد في حالة من الهرج والمرج فكتبت الصحافة ما كتبت وقال الشارع الكويتي ما قال! وفي النهاية يرجع من أثار الموضوع ذاته في كلامه مستهينا بعقول المواطنين، ضاربا مثلا واضحا للشارع الكويتي عن اللامسؤولية في قراراته وتصريحاته.
أما بالنسبة للرؤية، فلدينا أفكار لبعض القوانين مثل: حزمة الاستقرار المعيشي وإعطاء المرأة عدة خيارات للتقاعد وخصخصة الرياضة مع تطبيق الاحتراف الكامل ورصد ميزانية مناسبة للبطولات، وإحياء القطاع الصناعي لخلق فرص عمل للكويتيين تدريجيا بعيدا عن القطاع الحكومي وغيرها من القوانين. لكن لا يمكن تحويل هذه الأفكار إلى واقع إلا إذا وضعت ضمن أولويات المجلس، وهذا ما سيتبين من نتائج الانتخابات، ولذلك نشدد على أهمية حسن الاختيار في جميع الدوائر حتى ينعكس ذلك على آلية الإنجاز والعمل في المجلس.
• سبب اختيارك الدائرة الثانية؟
الانتخابات لها جوانب وزوايا عدة، فإذا أخذناها من زاوية حسبة الارقام في الساحة، نجد أن فرصة الفوز سانحة في هذه الدائرة والنجاح ليس ببعيد أبدا. وبما انني أخوض هذه الانتخابات ممثلا للتحالف الإسلامي الوطني، فالفرصة ستكون أكبر! فلنا في هذه الدائرة محبون كثيرون وقاعدة شعبية لا يستهان بها، وأنا أصلا من أبناء الدائرة وترعرعت فيها.
• التأزيم بين السلطتين كان سمة المجلس السابق فما تقييمك له؟
- هناك ثلاثة استجوابات قدمت لرئيس مجلس الوزراء خلال شهر واحد فقط، هذا ناهيك عن الاستجواب الذي قدم في نوفمبر الماضي ليكون مجموعهم أربعة. أنا أتساءل: لماذا تكون بداية المساءلة السياسة من أعلى السلم الحكومي؟ لم نر مبررا لاقحام أمن الدولة في هذه القضايا لفرض جو من الترهيب خلال فترة الانتخابات؟ لماذا لا يتم التدرج في استخدامها؟ من ناحية أخرى، وفي ظل الأزمات المحلية والاقليمية والعالمية الخطيرة والمتتالية، ألا يستحق الوضع نوعا من التريث والحكمة، وموازنة الأمور بطريقة سلسة حكيمة يراعى فيها الوضع الداخلي والاقليمي! فلو قارنا حجم انجازات المجلس خلال الفصل التشريعي السابق بما سبقه من فصول تشريعية لوجدناها متواضعة جدا.
وقد شاهد الشعب الكويتي بعينه أخيرا أسوأ صورة لحالة الرداءة في التعاطي والتخاطب بين النائب والنائب وبين النائب والحكومة، سواء داخل قبة البرلمان أو حتى في اللقاءات الإعلامية المصورة والمكتوبة.
الشعب الكويتي لا يستحق ممن أعطاهم الثقة ان يمثلوه بهذه الطريقة المفتقرة للسياسة والحكمة والأدب في التعامل واحترام الرأي الآخر. وهذا بدوره لا يعفي الحكومة من المساءلة عن سبب خضوعها للابتزاز ومحاولتها ارضاء الجميع!
• هل افرط النواب في استخدام ادواتهم الدستورية في المجلس السابق؟
- نحن مع استخدام الأدوات الدستورية بكل أنواعها لكن بحكمة وبعد استنفاد كافة خطوات الإصلاح، لكن ما رأيناه أخيرا من استجوابات يوحي بأن هناك شخصانية واستهداف للشيخ ناصر المحمد، بدليل فحوى المواد المقدمة للاستجواب. فمثل هذه الاستجوابات قطعت الطريق أمام أي استجواب جدي ومستحق لأي من الوزراء. وكما قلت سابقا، هذه الاستجوابات جاءت في الوقت الخطأ وشلت المجلس ولم تحقق أي اصلاح مزعوم.
• هل الوضع السياسي المتأزم في البلد يعطي النائب فرصة للأداء المناسب؟
- هذا ما نراهن عليه، وأتمنى أن يكون المواطنون قد استوعبوا الدرس، وأن التأزيم ودغدغة العواطف على حساب الإنجاز ووضع حلول لمشاكل البلد الكثيرة لن يؤدي إلى أي اصلاح. كما أتمنى أن يكافأ الأعضاء الذين تحلوا بالمسؤولية ولم ينجرفوا وراء المؤزمين الذين كادوا أن يدخلوا البلد في أزمة لا تحمد عقباها لولا حكمة سمو الأمير.
• هل هناك حالة من الانقسام في المجتمع ؟
- جزء من الحراك السياسي الموجود في البلد هو إلى حد ما أمر طبيعي اذا نظرنا له كجزء من حركة نمو المجتمع الكويتي خصوصا في ظل تضاعف عدد الصحف والقنوات الفضائية المحلية وهذا بطبيعة الحال أمر جيد ولكن له ضريبة.
فالمشكلة تكمن في طريقة دخول وسائل الاعلام على خط مجريات هذه الاحداث. فقد تضخم بعض الامور من قبل بعض الوسائل الاعلامية أو يتعمد اخراجها بأسلوب موجه يقصد فيه افتعال أزمة، وفي المقابل هناك وسائل اعلام تتعامل بشكل مهني مسؤول، وكلا النمطين موجود في ساحتنا المحلية. هذا كمدخل للجواب على سؤالك لكن مع ذلك أنا أرى أنه منذ سنوات عديدة، هناك خطان يسيران في البلد: خط سيادة القانون وخط الاستحواذ والحرمنة. وأنا اعتقد أن الخط الثاني يلعب بدهاء على وتر الخلافات داخل المجتمع الكويتي لخلق جو عام من المشاحنات يلهي به الشعب الكويتي حتى لا يكتشف ما تورط به ذلك الخط من سرقات لمقدرات الشعب. الخلاصة أن مثل هذه الانقسامات غريبة عن المجتمع الكويتي الأصيل وهي بفعل فاعل. وأتمنى أن يكون النسيج الكويتي الاجتماعي لا يزال محافظا على قوته وصلابته وألا يكون بتلك الهشاشة التي تمكن ضعاف النفوس من ترويج أفكارهم وتمكين خططهم الدنيئة.
• غلب على خطاب سمو الأمير انزعاجه مما آلت إليه الأمور في البلد، كيف قرأت ذلك؟
- خطاب سمو الأمير عبر عما يجول في قلوب غالبية الشعب ردا على ما جرى من تصعيد وتأزيم لأمور البلد، التي - بالنهاية- أوصلتنا إلى نفق مسدود. فلا المجلس أنجز شيئا ولا مقدمو الاستجوابات حققوا ما يدعون من إصلاح، ما أدخل البلاد في حال شلل تام! لهذا ندعو المواطنين إلى الاستجابة الجدية لنداء سمو الأمير بحسن الاختيار واستخدام العقل والنظرة الواعية في عملية الاختيار، لأن هناك تحديات كبيرة بانتظارنا.
• كونك مرشح التحالف الاسلامي الوطني، في حال فوزك هل ستكون تابعا لنوابكم؟
- العمل البرلماني اولا واخيرا عمل جماعي فتبادل الآراء والأفكار مع الغير شيء محمود ولا يمكن لأي نائب ان يعمل وحده أو أن يقدم مقترحا منفردا برأيه دون الرجوع والمشاورة مع من سبقوه في تياره وتجمعه أو أبناء دائرته على الأقل. مع ذلك لن يمنعني هذا من إضافة مقترحات جديدة لا سيما في مجال عملي وتخصصي، وهذا ما يميز أداء أعضاء التحالف. فكل عضو يعمل من زاوية تخصصه الذي يمكنه أن يبدع في أدائه البرلماني من خلاله عمليا وليس صوريا.
• لماذا تم اختيارك دون الشخصيات البارزة في تياركم؟
- هناك توجه في التحالف الإسلامي الوطني لطرح وجه جديد في الساحة السياسية حتى يكمل اخوانه المخضرمين ويزاملهم ليكتسب منهم الخبرة، خاصة وأن تيارنا مليء بالكفاءات القادرة على التصدي للعمل السياسي. أضف إلى ذلك أن العديد من التيارات السياسية طرحت وجوها جديدة في الساحة السياسية خلال الانتخابات الماضية، إذا هذا توجه عام ينم عن رغبة الشعب في التجديد والتغيير في آن واحد وليس التحالف الاسلامي الوطني فحسب.
• ما رأيك في إجراءات وزارة الداخلية التي رافقت بداية الترشيح للانتخابات؟
- موقفنا واضح، وهو أننا مع تطبيق القانون والاحتكام للقضاء للفصل في القضايا التي اتهم بها بعض المرشحين والنواب السابقين، لكن لم نر مبررا لاقحام أمن الدولة في هذه القضايا لفرض جو من الترهيب خلال فترة الانتخابات، خاصة وأن أغلب هذه الاجراءات كانت لها نتائج عكسية.
• كلمة أخيرة؟
اشكر جريدة «الراي» لاتاحة هذه الفرصة لنسلط الضوء على بعض القضايا المهمة كما ادعو الناخبين باتخاذ حكمة صاحب السمو في خطابه السامي بحسن الاختيار لمن يتسمون فيه الخوف على الوطن ويحافظ على حقوقهم ومكتسباتهم اختيار من يمثلهم لا من يمثل عليهم وهذه امانة يجب أداؤها بكل شفافية ووضوح.
كشف مرشح التحالف الإسلامي الوطني في الدائرة الثانية الدكتور المهندس محمد الصفار انه تم اختياره من قبل التحالف ليكون وجها جديدا في الساحة السياسية ويعمل جنبا الى جنب مع زملائه المخضرمين،مشيرا الى ان ذلك لن يمنعه من إضافة مقترحات جديدة في مجال عمله وتخصصه.
وقال الصفار في حوار خاص مع «الراي» ان استخدام الأدوات الدستورية أمر مشروع وفق مواد الدستور لكن ينبغي استخدامها بحكمة وبعد استنفاد كافة خطوات الإصلاح، مستدركا ان ما رأيناه أخيرا من استجوابات يوحي بأن هناك شخصانية واستهدافا لسمو رئيس مجلس الوزراء بدليل فحوى المواد المقدمة للاستجواب، فمثل هذه الاستجوابات قطعت الطريق أمام أي استجواب جدي ومستحق وجاءت في الوقت الخطأ وشلت المجلس ولم تحقق أي اصلاح مزعوم.
واضاف الصفار املك أفكارا لبعض القوانين سأقدمها للمجلس المقبل في حالة وصولي إليه مثل: حزمة الاستقرار المعيشي وإعطاء المرأة عدة خيارات للتقاعد وخصخصة الرياضة مع تطبيق الاحتراف الكامل ورصد ميزانية مناسبة للبطولات، وإحياء القطاع الصناعي لخلق فرص عمل للكويتيين تدريجيا بعيدا عن القطاع الحكومي وغيرها من القوانين. لكن لا يمكن تحويل هذه الأفكار إلى واقع إلا إذا وضعت ضمن أولويات المجلس.. والى تفاصيل الحوار:
• حدثنا عن برنامجك الانتخابي وما الجديد الذي تنوي تقديمه في حالة وصولك إلى قبة البرلمان؟
- في الحقيقة لا أعتقد أن هناك أحدا يستطيع أن يطلق برنامجا انتخابيا لأننا ببساطة غير محكومين بالنظام البرلماني الحزبي، بحيث يحكم الحزب الفائز بالانتخابات ليطبق برنامجه. ففي بلدنا قد يكون هناك تعارض ما بين مخرجات الانتخابات وتشكيل الحكومة، ولذلك من الصعب تطبيق أي برنامج انتخابي. نعم لدينا رؤية وأفكار، ولكن قبل الحديث عنها يجب أن تكون هناك بيئة صالحة للعمل حتى يتسنى لنا الحديث عن رؤية وعن برامج وأهداف وخطط مستقبلية.
• ماذا تقصد ببيئة صالحة؟
- اقصد جو التأزيم واصطناع بطولات على حساب الوطن وهناك مبالغات وتصعيد غير مبرر في الاداء البرلماني. هذا الاداء البرلماني في حال استمراره، سوف يقود البلد الى الهاوية! وخير دليل على ذلك موضوع «الشيكات» الذي أثير أخيرا، والذي أدخل البلد في حالة من الهرج والمرج فكتبت الصحافة ما كتبت وقال الشارع الكويتي ما قال! وفي النهاية يرجع من أثار الموضوع ذاته في كلامه مستهينا بعقول المواطنين، ضاربا مثلا واضحا للشارع الكويتي عن اللامسؤولية في قراراته وتصريحاته.
أما بالنسبة للرؤية، فلدينا أفكار لبعض القوانين مثل: حزمة الاستقرار المعيشي وإعطاء المرأة عدة خيارات للتقاعد وخصخصة الرياضة مع تطبيق الاحتراف الكامل ورصد ميزانية مناسبة للبطولات، وإحياء القطاع الصناعي لخلق فرص عمل للكويتيين تدريجيا بعيدا عن القطاع الحكومي وغيرها من القوانين. لكن لا يمكن تحويل هذه الأفكار إلى واقع إلا إذا وضعت ضمن أولويات المجلس، وهذا ما سيتبين من نتائج الانتخابات، ولذلك نشدد على أهمية حسن الاختيار في جميع الدوائر حتى ينعكس ذلك على آلية الإنجاز والعمل في المجلس.
• سبب اختيارك الدائرة الثانية؟
الانتخابات لها جوانب وزوايا عدة، فإذا أخذناها من زاوية حسبة الارقام في الساحة، نجد أن فرصة الفوز سانحة في هذه الدائرة والنجاح ليس ببعيد أبدا. وبما انني أخوض هذه الانتخابات ممثلا للتحالف الإسلامي الوطني، فالفرصة ستكون أكبر! فلنا في هذه الدائرة محبون كثيرون وقاعدة شعبية لا يستهان بها، وأنا أصلا من أبناء الدائرة وترعرعت فيها.
• التأزيم بين السلطتين كان سمة المجلس السابق فما تقييمك له؟
- هناك ثلاثة استجوابات قدمت لرئيس مجلس الوزراء خلال شهر واحد فقط، هذا ناهيك عن الاستجواب الذي قدم في نوفمبر الماضي ليكون مجموعهم أربعة. أنا أتساءل: لماذا تكون بداية المساءلة السياسة من أعلى السلم الحكومي؟ لم نر مبررا لاقحام أمن الدولة في هذه القضايا لفرض جو من الترهيب خلال فترة الانتخابات؟ لماذا لا يتم التدرج في استخدامها؟ من ناحية أخرى، وفي ظل الأزمات المحلية والاقليمية والعالمية الخطيرة والمتتالية، ألا يستحق الوضع نوعا من التريث والحكمة، وموازنة الأمور بطريقة سلسة حكيمة يراعى فيها الوضع الداخلي والاقليمي! فلو قارنا حجم انجازات المجلس خلال الفصل التشريعي السابق بما سبقه من فصول تشريعية لوجدناها متواضعة جدا.
وقد شاهد الشعب الكويتي بعينه أخيرا أسوأ صورة لحالة الرداءة في التعاطي والتخاطب بين النائب والنائب وبين النائب والحكومة، سواء داخل قبة البرلمان أو حتى في اللقاءات الإعلامية المصورة والمكتوبة.
الشعب الكويتي لا يستحق ممن أعطاهم الثقة ان يمثلوه بهذه الطريقة المفتقرة للسياسة والحكمة والأدب في التعامل واحترام الرأي الآخر. وهذا بدوره لا يعفي الحكومة من المساءلة عن سبب خضوعها للابتزاز ومحاولتها ارضاء الجميع!
• هل افرط النواب في استخدام ادواتهم الدستورية في المجلس السابق؟
- نحن مع استخدام الأدوات الدستورية بكل أنواعها لكن بحكمة وبعد استنفاد كافة خطوات الإصلاح، لكن ما رأيناه أخيرا من استجوابات يوحي بأن هناك شخصانية واستهداف للشيخ ناصر المحمد، بدليل فحوى المواد المقدمة للاستجواب. فمثل هذه الاستجوابات قطعت الطريق أمام أي استجواب جدي ومستحق لأي من الوزراء. وكما قلت سابقا، هذه الاستجوابات جاءت في الوقت الخطأ وشلت المجلس ولم تحقق أي اصلاح مزعوم.
• هل الوضع السياسي المتأزم في البلد يعطي النائب فرصة للأداء المناسب؟
- هذا ما نراهن عليه، وأتمنى أن يكون المواطنون قد استوعبوا الدرس، وأن التأزيم ودغدغة العواطف على حساب الإنجاز ووضع حلول لمشاكل البلد الكثيرة لن يؤدي إلى أي اصلاح. كما أتمنى أن يكافأ الأعضاء الذين تحلوا بالمسؤولية ولم ينجرفوا وراء المؤزمين الذين كادوا أن يدخلوا البلد في أزمة لا تحمد عقباها لولا حكمة سمو الأمير.
• هل هناك حالة من الانقسام في المجتمع ؟
- جزء من الحراك السياسي الموجود في البلد هو إلى حد ما أمر طبيعي اذا نظرنا له كجزء من حركة نمو المجتمع الكويتي خصوصا في ظل تضاعف عدد الصحف والقنوات الفضائية المحلية وهذا بطبيعة الحال أمر جيد ولكن له ضريبة.
فالمشكلة تكمن في طريقة دخول وسائل الاعلام على خط مجريات هذه الاحداث. فقد تضخم بعض الامور من قبل بعض الوسائل الاعلامية أو يتعمد اخراجها بأسلوب موجه يقصد فيه افتعال أزمة، وفي المقابل هناك وسائل اعلام تتعامل بشكل مهني مسؤول، وكلا النمطين موجود في ساحتنا المحلية. هذا كمدخل للجواب على سؤالك لكن مع ذلك أنا أرى أنه منذ سنوات عديدة، هناك خطان يسيران في البلد: خط سيادة القانون وخط الاستحواذ والحرمنة. وأنا اعتقد أن الخط الثاني يلعب بدهاء على وتر الخلافات داخل المجتمع الكويتي لخلق جو عام من المشاحنات يلهي به الشعب الكويتي حتى لا يكتشف ما تورط به ذلك الخط من سرقات لمقدرات الشعب. الخلاصة أن مثل هذه الانقسامات غريبة عن المجتمع الكويتي الأصيل وهي بفعل فاعل. وأتمنى أن يكون النسيج الكويتي الاجتماعي لا يزال محافظا على قوته وصلابته وألا يكون بتلك الهشاشة التي تمكن ضعاف النفوس من ترويج أفكارهم وتمكين خططهم الدنيئة.
• غلب على خطاب سمو الأمير انزعاجه مما آلت إليه الأمور في البلد، كيف قرأت ذلك؟
- خطاب سمو الأمير عبر عما يجول في قلوب غالبية الشعب ردا على ما جرى من تصعيد وتأزيم لأمور البلد، التي - بالنهاية- أوصلتنا إلى نفق مسدود. فلا المجلس أنجز شيئا ولا مقدمو الاستجوابات حققوا ما يدعون من إصلاح، ما أدخل البلاد في حال شلل تام! لهذا ندعو المواطنين إلى الاستجابة الجدية لنداء سمو الأمير بحسن الاختيار واستخدام العقل والنظرة الواعية في عملية الاختيار، لأن هناك تحديات كبيرة بانتظارنا.
• كونك مرشح التحالف الاسلامي الوطني، في حال فوزك هل ستكون تابعا لنوابكم؟
- العمل البرلماني اولا واخيرا عمل جماعي فتبادل الآراء والأفكار مع الغير شيء محمود ولا يمكن لأي نائب ان يعمل وحده أو أن يقدم مقترحا منفردا برأيه دون الرجوع والمشاورة مع من سبقوه في تياره وتجمعه أو أبناء دائرته على الأقل. مع ذلك لن يمنعني هذا من إضافة مقترحات جديدة لا سيما في مجال عملي وتخصصي، وهذا ما يميز أداء أعضاء التحالف. فكل عضو يعمل من زاوية تخصصه الذي يمكنه أن يبدع في أدائه البرلماني من خلاله عمليا وليس صوريا.
• لماذا تم اختيارك دون الشخصيات البارزة في تياركم؟
- هناك توجه في التحالف الإسلامي الوطني لطرح وجه جديد في الساحة السياسية حتى يكمل اخوانه المخضرمين ويزاملهم ليكتسب منهم الخبرة، خاصة وأن تيارنا مليء بالكفاءات القادرة على التصدي للعمل السياسي. أضف إلى ذلك أن العديد من التيارات السياسية طرحت وجوها جديدة في الساحة السياسية خلال الانتخابات الماضية، إذا هذا توجه عام ينم عن رغبة الشعب في التجديد والتغيير في آن واحد وليس التحالف الاسلامي الوطني فحسب.
• ما رأيك في إجراءات وزارة الداخلية التي رافقت بداية الترشيح للانتخابات؟
- موقفنا واضح، وهو أننا مع تطبيق القانون والاحتكام للقضاء للفصل في القضايا التي اتهم بها بعض المرشحين والنواب السابقين، لكن لم نر مبررا لاقحام أمن الدولة في هذه القضايا لفرض جو من الترهيب خلال فترة الانتخابات، خاصة وأن أغلب هذه الاجراءات كانت لها نتائج عكسية.
• كلمة أخيرة؟
اشكر جريدة «الراي» لاتاحة هذه الفرصة لنسلط الضوء على بعض القضايا المهمة كما ادعو الناخبين باتخاذ حكمة صاحب السمو في خطابه السامي بحسن الاختيار لمن يتسمون فيه الخوف على الوطن ويحافظ على حقوقهم ومكتسباتهم اختيار من يمثلهم لا من يمثل عليهم وهذه امانة يجب أداؤها بكل شفافية ووضوح.