| كتب محمد صباح |
شخص مرشح الدائرة الاولى النائب السابق عبدالله الرومي «التراجع الكبير الذي تعاني منه الدولة في كل الخدمات وعلى مختلف الأصعدة في غياب القرار الحكومي وعدم اتخاذ القرار في الوقت المناسب في ظل امتلاك الدولة لكافة مقومات النجاح التي تحتاجها اي دولة في عملية التنمية»، مشددا على «ضرورة تركيز السلطتين التشريعية والتنفيذية خلال المرحلة المقبلة على ايجاد الحلول الناجعة لهذه المشاكل والابتعاد عن القضايا الخلافية التي تستهلك وقت وجهد السلطتين دون تحقيق الاهداف والاولويات التي يجب تحقيقها»، لافتا الى «أهمية ترسيخ وغرس قيم الاخلاق والضمير والاخلاص في العمل للوصول الى تحقيق العدل والمساواة والقضاء على كل اوجه الفساد التي تفشت في الفترة السابقة».
وأكد الرومي في خلال لقاء جمعه مع ناخبي وناخبات الدائرة مساء أول من أمس في ندوة تحت شعار «نحو أداء نيابي راق» على «ضرورة التركيز على الأمور التي تحظى بالأولوية لدى المواطنين ومعالجة النقص والتراجع الذي اصاب مختلف قطاعات الخدمات في الدولة نتيجة بعض الممارسات التي بدأت تنخر في جسم الدولة كالواسطة والمحسوبية وتجاوز القوانين».
وقارن الرومي بين ما كان سائدا في الماضي وما ينطبق عليه واقع الحال، معتبرا ان «مرافق الدولة كانت متميزة ولم يكن فيها العبث والظلم وعدم المساواة على عكس ما نشهده اليوم من تفش لتلك المظاهر بشكل كبير جدا»، مشددا على «أهمية معالجة هذا الوضع من خلال فزعة اهل الكويت».
واشار الرومي الى «الوضع السيئ الذي اصاب الجسم الصحي للدولة بالرغم من توافر الامكانات المالية التي يمكن من خلالها تحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع»، معتبرا «انخراط السلطتين في الصراعات والخلافات ادى الى عدم التركيز على اهمية القضايا التي تلامس الاحتياجات للمواطنين والحاجة الماسة لتطويرها لتكون قادرة على مواكبة الحاجة اليها خلال الفترة المقبلة».
وشدد على «ضرورة بناء مستشفيات جديدة تواكب الحاجة في ظل الزيادة السكانية وليس التركيز على ترقيع الاوضاع من خلال اعمال توسعية في المستشفيات الحالية»، مشيرا الى ان «قضايا الصحة والتعليم والاسكان يجب أن تكون محل تعاون بين السلطتين بدلا من ان تكون محل صراع بين المجلس والحكومة، اضافة الى عدم التفريط في استخدام الادوات الدستورية لايجاد حلول ناجعة لها بشكل كامل».
كما تحدث الرومي عن مشاكل التعليم، لافتا الى ان «الالتهاء بكماليات الحياة ابعدت الناس عن طلب العلم حتى وصل بالبعض الى شراء الشهادات الجامعية»، مبينا ان «هناك الكثير من الصراعات على المناصب القيادية في بعض ادارات الدولة»، مدللا على ذلك بالصراع القائم داخل اسوار جامعة الكويت «الامر الذي يبين مدى الخلل الكبير الذي اصاب الحياة العامة لاسيما وان من يتصارع يفترض بهم ان يكونوا قدوة للمجتمع».
واشار الى اهمية «تخصيص القطاعات الحكومية لما يمثله ذلك من انعكاسات ايجابية على خدمات ومرافق الدولة بالاضافة الى التركيز على برامج التدريب التي يمكن من خلالها ايجاد مواطنين قادرين على العمل في القطاع الخاص والمساهمة في التنمية».
وقال انه «آن الاوان ان يلتفت المجلس للوطن ويتم تحقيق التعاون والتحاور من اجل هدف عام واحد هو بناء الكويت»، مؤكدا على «ضرورة ان يكون هناك اتفاق في اول جلسة للمجلس بمعالجة هذه القضايا خلال سنتين ووضع خريطة طريق الحل ومتابعتها»، موضحا ان «معالجة هذه الامور خلال الفترة المحددة سيكون له انعكاسات ايجابية وتكون الحكومة قد قدمت من خلالها خدمة كبيرة للبلد والمواطن».
وشاركت في الندوة الدكتورة كافية رمضان التي أكدت ان «معاناة المواطن من مجلس الأمة الصراعات والخلافات جعلته يتطلع الى اداء راق متميز»، مبينة «أهمية المشاركة في الانتخابات وعدم العزوف عن الممارسة الديموقراطية».
واسفت رمضان «لوجود حالة الصراع في المجلس الماضي في الوقت الذي ضم العديد من العقلاء الذين يمثلهم المرشح عبدلله الرومي بحيث يمكنهم الوصول الى تحقيق الاهداف والتطلعات من خلال تحركهم ومساعيهم»، معتبرة ان «استمرار الحياة الديمقراطية مرتبطة بالاختيار السليم للناخبين».
ورد الرومي على سؤال عن خفض سن التقاعد للرجل والمرأة، مبينا ان هناك اقتراحات في هذا الاطار، الا انه رأى ان «لهذا الموضوع تبعات مالية كبيرة على مؤسسة التأمينات الاجتماعية»، مشيرا الى ان الدولة «ستفقد عندها الكثير من الكفاءات والقدرات».
اما بخصوص شيوع النفس الطائفي هذه الايام، رد الرومي بالقول ان «الكويت بنيت من خلال كل طوائفها والذين كانوا يسافرون ويبحرون على مركب واحد لا يعرفون ان هذا سني شيعي بدوي او حضري لم يكن لتلك المسميات وجود في ذلك الوقت بل كلهم ابناء وطن واحد يعملون من اجله»، مشددا على «ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والابتعاد عن كل ما من شأنه شق الصف وزرع بذور الفتنة»، مشيرا الى «ضرورة الالتفات الى بعض الدول التي دمرتها مثل هذه الاطروحات وأخذ العبرة منها».
وعن المقترحات التي قدمها في مجلس الامة، اشار الرومي الى ان اهم ما قدمه في الفترة الاخيرة يتعلق بتجاوز اللجان في عملها بحيث يتم مناقشة قضايا ليست محالة من قبل المجلس، مبينا ان اللجان تحولت الى مجالس داخل المجلس.
وختم الرومي بالتأكيد على انه «غذا لم تأت حكومة لديها قرار وقادرة على الدفاع عن نفسها سيكون هناك تصادم بين السلطتين»، مشددا على «اهمية الوعي والانتباه ممن يتربصون بالدستور وعدم اعطائهم الفرصة لضرب الديموقراطية».