هناك تشابه كبير بين الدائرة الرابعة والخامسة، فأعداد الناخبين متقاربة، وهاتان الدائرتان تسيطر عليهما التيارات القبلية بشكل كبير، لدرجة أنك تستطيع التنبؤ بنوابها المحتملين من خلال مخرجات فرعيات أو تشاوريات القبائل - لا فرق - كما أنك تلاحظ معي أن الحضر والشيعة في كلتا الدائرتين آثروا الاسترخاء على مقاعد المتفرجين لمتابعة مباراة «السيمي فاينل» و«الفاينل» بين مرشحي القبائل ذات العدد الأكبر وتحالفات المجاميع القبلية الأقل عدداً.
تسيطر قبائل الجنوب على الدائرتين لتحصد في كل انتخابات العدد الأكبر من المقاعد، والكثرة تغلب الشجاعة، ولا اعتراض على هذا، فهو تنافس انتخابي مشروع، لكن الفرق بين الدائرتين يكمن في المجاميع القبلية الأقل عدداً، التي تنجح أحياناً في إيصال مرشحيها إلى مجلس الأمة من خلال قدرتها على تنظيم صفوفها لاختراق المجاميع الكبرى.
لا أعتقد أن هناك من يخالفني الرأي بأن التحالفات التي تمت في الدائرة الخامسة أكثر جدية من التحالفات في الدائرة الرابعة، فتحالفات الدائرة الخامسة استطاعت أن تتجاوز بمجموعها أعداد القبائل المسيطرة على الدائرة، وتبقى الآن قدرة المرشح على استقطاب أصوات المتفرجين من الحضر والشيعة وغيرهم من خلال طلب الفزعة وحب الخشوم وسياسة الاستجداء والاستنجاد وتخليص المعاملات وتدخلات بعض الأطراف التي يعرفها الجميع.
تحالفات الدائرة الرابعة تتميز بهشاشتها لأسباب عدة، منها: قلة عدد المجاميع المتحالفة في مقابل القبائل المسيطرة عددياً، وضعف الالتزام بين أبناء القبائل المتحالفة لأن التسويق لها لم يكن بالمستوى المطلوب، مما سيجبر أبناءها للتصويت خارج تلك التحالفات التي ستؤثر على الأرقام بلا شك وليس على النتائج.
تحالفات الدائرة الخامسة ستكون مفاجئة من العيار الثقيل بسبب قوة التحالفات والتزامها، بينما ستكون مخيبة لآمال المتفرجين في الدائرة الرابعة وستكون النتيجة... (والا بلاش... تابعونا ليلة السابع عشر من مايو على تلفزيون «الراي»). ولناخبي الجهراء والغيارى منهم أقول... عظم الله أجركم يا سادة، ويبدو أن المادة كانت صعبة هذه المرة ورسبتم في الامتحان!
في الأفق:
حسرتي على مقاعد الجهراء مقدماً لم يمنعني من إهداء أهلها هذه «العرضة» التي كتبتها منذ مدة:
كل القبايل لابتي لا صرت جهراوي
يشهد لها القصرَ الحمرْ تاريخَ الاجدادِ
يشهدْ لها ترابَ الوِطنْ يشهدْ لها الراوي
أحرارِ نسلَ أحرار (ن) أجواد (ن) من اجوادِ
أهلَ الكرمْ ما يباتِ الضيفِ عندهمْ طاوي
من خِلقَتِ الجهرا واهلها قرومِ واسيادِ
حنا «السكارى» في الحروب اليا نوى ناوي
لطامةَ العايلْ ومِن في قلبَه احقادِ
للبيرق اللي نعتزي بهْ كلِّنا فداوي
لا قامِ يرفرفْ في ذراهِ العزِّ لبلادي
ترخصْ لاجلْه أرواحنا ولجروحهِ نْداوي
من شانِ تبقى ديارنا لاحفادَ الاحفادِ


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com