أستغرب من البعض ممن يحمل لواء الليبرالية عندما يتباكى على الديموقراطية، ويتذاكى على السذج من البشر عندما يطعن بمقالاته التي تقطر سماً زعافاً في اختيارات أبناء القبائل من خلال تشاورياتها، وكأنه الوحيد الذي يعرف كيف يختار، ويظن أن أبناء القبائل يجرون كالخراف إلى مذبح الديموقراطية.
أحترم قانون تجريم الانتخابات الفرعية كقانون وليس كمضمون، والكل يعلم أنها تتم داخل التجمعات كلها من طوائف وأحزاب وتيارات وعوائل، وإن أخذت أشكالاً شتى، ولكنني أرى أن أبناء القبائل أكثر ممارسة للديموقراطية في هذا الأمر أكثر من غيرهم! كيف؟
التيارات السياسية على اختلافها تدعي ممارسة تصفيات مرشحيها بأسلوب ديموقراطي، ولكن هناك قيادات ومكاتب تنفيذية تملي ما تراه على الجميع، وإن خالف رأي أبناء الدائرة الانتخابية، بحجة المصلحة العامة بالطبع، ومن شذ برأيه عن رأي الجماعة شذ في النار!
التصفيات والتزكيات المبنية على الطرح الطائفي تستخدم النزعة الدينية لتوجيه الأصوات، وتحذرهم من اللعنات التي يمكن أن تصيبهم في الدنيا قبل الآخرة، إن هم خالفوا الأوامر، وتعدهم بالمحاسبة القاسية يوم القيامة!
أبناء القبائل في المقابل أكثر انفتاحا وديموقراطية، فلا أحد يملي عليهم شخصاً بعينه، حتى لو كانوا كبار القبيلة، بل تجد أن الكثير من أعيانها يخسرون في نتائج التشاوريات، فأبناء القبائل أكثر حرية في اختيار من يريدون من دون أي سيطرة أو توجيه، ولاحظ أنني قلت أكثر حرية، فمسألة الحرية هنا نسبية إذا ما قارناها بغيرها، وهي مازالت في طور النمو.
نقطة أخرى يجب أن أشير إليها، وهي قول أحدهم بان فرعيات القبائل لا ينتج عنها إلا «المتردية والنطيحة»، وكسبب حتمي لهذه النتائج فإن من اختارهم أيضاً من «المتردية والنطيحة»! لهذا وأمثاله أقول: ما هكذا تورد الإبل! فانتقاء الألفاظ في الحوار والنقاش أهم من طرح الأفكار بشكل تعسفي لا يحترم الآخرين واختياراتهم، أم أن اختيارات الآخرين وحريتهم في اختيار من يمثلهم ليس من «حقوق الإنسان» التي تتشدق بالدفاع عنها ليلاً ونهاراً؟
في الأفق:
عود لسانك قول الخير تنج به
من زلة اللفظ أو من زلة القدم
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com
أحترم قانون تجريم الانتخابات الفرعية كقانون وليس كمضمون، والكل يعلم أنها تتم داخل التجمعات كلها من طوائف وأحزاب وتيارات وعوائل، وإن أخذت أشكالاً شتى، ولكنني أرى أن أبناء القبائل أكثر ممارسة للديموقراطية في هذا الأمر أكثر من غيرهم! كيف؟
التيارات السياسية على اختلافها تدعي ممارسة تصفيات مرشحيها بأسلوب ديموقراطي، ولكن هناك قيادات ومكاتب تنفيذية تملي ما تراه على الجميع، وإن خالف رأي أبناء الدائرة الانتخابية، بحجة المصلحة العامة بالطبع، ومن شذ برأيه عن رأي الجماعة شذ في النار!
التصفيات والتزكيات المبنية على الطرح الطائفي تستخدم النزعة الدينية لتوجيه الأصوات، وتحذرهم من اللعنات التي يمكن أن تصيبهم في الدنيا قبل الآخرة، إن هم خالفوا الأوامر، وتعدهم بالمحاسبة القاسية يوم القيامة!
أبناء القبائل في المقابل أكثر انفتاحا وديموقراطية، فلا أحد يملي عليهم شخصاً بعينه، حتى لو كانوا كبار القبيلة، بل تجد أن الكثير من أعيانها يخسرون في نتائج التشاوريات، فأبناء القبائل أكثر حرية في اختيار من يريدون من دون أي سيطرة أو توجيه، ولاحظ أنني قلت أكثر حرية، فمسألة الحرية هنا نسبية إذا ما قارناها بغيرها، وهي مازالت في طور النمو.
نقطة أخرى يجب أن أشير إليها، وهي قول أحدهم بان فرعيات القبائل لا ينتج عنها إلا «المتردية والنطيحة»، وكسبب حتمي لهذه النتائج فإن من اختارهم أيضاً من «المتردية والنطيحة»! لهذا وأمثاله أقول: ما هكذا تورد الإبل! فانتقاء الألفاظ في الحوار والنقاش أهم من طرح الأفكار بشكل تعسفي لا يحترم الآخرين واختياراتهم، أم أن اختيارات الآخرين وحريتهم في اختيار من يمثلهم ليس من «حقوق الإنسان» التي تتشدق بالدفاع عنها ليلاً ونهاراً؟
في الأفق:
عود لسانك قول الخير تنج به
من زلة اللفظ أو من زلة القدم
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com