فقدت نظارتي الشمسية للأسف. فخرجت من منزلي عاري العينين. حزينا. لكنني اكتشفت بأن نظارتي تلك كانت قد حجبت عني جمالا يستحق الإشادة. جمالا دفعني اليوم للكتابة بقلم وردي.اكتشفت الجمال بعدما تطرقت في مقالي السابق إلى المخترعة الكويتية الشابة التي حازت المركز الأول عالميا، ووجهت في المقال ذاك نداء لمعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع بأن يتبناها وأمثالها المبدعين قبل أن ترتطم إبداعاتهم بصخور الروتين وجدران البيروقراطية... فاتصل بي سعادة وكيل وزارة الداخلية الفريق ناصر العثمان وأبلغني بأن الشيخ جابر قرأ المقال، وطلب منه بأن ينقل لي اهتمامه بالموضوع، وحرصه على تبني أمثال هذه الشابة، واستعداده لتوفير متطلبات الإبداع لها ولهم... ثم تلقيت اتصالا من مدير العلاقات العامة المقدم عادل الحشاش طلب مني فيه تزويده برقم هاتف الشابة للتنسيق معها، وأرسل كتابا (نصه ص 61)... فشكرا لمعاليك شيخ جابر. شكرا من القلب يا بو صباح.الجميل أيضا أن أحد رجال الأعمال اتصل بي وطلب مني عدم الكشف عن اسمه بعدما عرفني بنفسه، وأبلغني عن استعداده لبناء مختبر لهذه الشابة، وتعهد لها بحساب بنكي مفتوح كي تتمكن من شراء لوازم المختبر بنفسها.... فأبلغته عن تبني معالي النائب الأول لها، وأنه «قضي الأمر». فعلّق: «ليست غريبة على بو صباح»... فشكرا لرجل الأعمال على شهامته.وكنت قد تلقيت اتصالا من الزميل الأستاذ جاسم بودي، بعدما قرأ المقال وقبل نشره في الصحيفة، أبلغني فيه بو مرزوق عن استعداد «الراي» تلفزيونا وجريدة لتبني هذه الشابة وبقية المبدعين إعلاميا... فشكرا بو مرزوق. وتلقيت رسائل من قراء يستفسرون عن اختراع «بنت الكويت». المضحك أنني لم أكن أعرف اختراعها إلا بعد نشر المقال. إذ أنستني الفرحة بفوز إحدى بنات الكويت بالمركز الأول عالميا الاستفسار عن نوع الاختراع! عموما، اختراع « بنت الكويت» – وهي بالمناسبة، مهندسة كمبيوتر- هو «دريل» بمواصفات أعجبت لجنة التقييم العالمية المختصة فمنحته المركز الأول. ودفعت أحد المصانع الأوروبية للتفاوض معها لإنتاج اختراعها.هؤلاء هم الكويتيون، ليسوا مجرد شعب متذمر. لا يجيد سوى لعن الظلام. وإنما شعب تفوز ابنته بالمركز الأول عالميا في مجال «أفضل الاختراعات». فيتبنى رئيس حكومته (بالإنابة) الإبداع والمبدعين... هؤلاء نحن، ولا فخر... شعب لمبدعيه الحظوة.
محمد الوشيحيalwashi7i@yahoo.com