القاهرة ـ أ ف ب ـ أعلن مدير مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الاسكندرية يوسف زيدان أن المركز استطاع الحصول على صور رقمية لسبعة من المخطوطات العربية النادرة أهمها مخطوطة «الناسخ والمنسوخ» من المكتبة الملكية السويدية، وذلك لإثراء مقتنيات المكتبة من المخطوطات العربية المنتشرة في أنحاء العالم.وقال زيدان: «من أطرف المخطوطات التي قمنا بتصويرها رقمياً ونقلها إلى مكتبة الاسكندرية مخطوطة (الناسخ والمنسوخ) لابو القاسم هبة الله بن سلامة البغدادي النخوي المتوفى في عام 410 هجري (1030 ميلادي) التي تعتبر نموذجاً مبكراً لعلم من العلوم الدقيقة في التراث العربي المتعلقة بالقرآن الكريم. والمخطوطة نسخت في القرن الحادي عشر الهجري ومؤلفها أبو القاسم الذي كان ضريراً يعد من مشاهير المفسرين في زمانه، وكان حافظاً للقرآن ومدرساً في جامع المنصور ببغداد وله العديد من المؤلفات بينها (المسائل المنثورة في النحو والتفسير)».ومن المخطوطات التي تم تصويرها أيضاً «تلخيص مفتاح الحساب» لغياث الدين جمشيد بن مسعود بن محمود المتوفى في عام 919 هجري (القرن 15 ميلادي) التي تدحض اعتقاد بعض الباحثين في التراث العربي في أن القرن العاشر الهجري وما تلاه كان زمناً خالياً من العلم.وكان غياث الدين مشهوراً بانشغاله بعلوم الفلك والرياضة وأدى نبوغه إلى قيام السلطان الغ بيك (حفيد تيمورلنك) باستدعائه الى سمرقند للعمل مع رياضيين في مرصد مراغة وكان من نتاج عملهم الكتاب الشهير «الزيج السلطاني». وقد ترك عدداً كبيراً من المؤلفات الرياضية والفلكية بينها «نزهة الحدائق» و«سلم السماء» و«الرسالة المحيطية» إلا أن أشهر كتبه هو «مفتاح الحساب» الذي عالج فيه الجبر والكسور العشرية وأصول الحسابات التقريبية ويعود تاريخ المخطوطة إلى القرن الخامس عشر الميلادي.أما المخطوطة الثالثة فتتعلق بالموسيقى وهي أقدم مخطوطة عربية في المكتبة الملكية السويدية وعنوانها «الرسالة الشرفية في النسب التأليفية» لصفي الدين عبد المؤمن بن يوسف المعروف بالأرموي الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي، وشهد سقوط بغداد في أيدي التتار.وكان الأرموي أول من عرف النغمات تعريفاً علمياً دقيقاً، وهو صاحب أول نوتة موسيقية وصلت من القرون القديمة، وأول من استخدم مصطلح «الأدوار» كمصطلح موسيقي في كتاب له بعنوان «الأدوار في الموسيقى».والمخطوطة الرابعة «التاريخ اليميني» لأبو النصر العتبي عن تاريخ يمين الدولة محمود بن سبكتكين الغزنوي الذي رسخ حكم الدولة الإسلامية الغزنوية ومد سيطرتها على بلاد الهند والسند والبنجاب في القرن التاسع الميلادي.وناسخ المخطوطة هو محمد بن ابراهيم، وتقع في 176 ورقة ومؤرخة بعام 1151 هجري، وهي مزخرفة ومذهبة وملونة.ومن أبدع المخطوطات السبعة «رسائل حمزة بن علي»، وهي مزخرفة وملونة ومذهبة، وهذه المخطوطة الخامسة تضم رسائل حمزة بن علي الزوزني، المتوفى عام 433 هجري، وكتبت في القرن الحادي عشر الهجري، تقديراً، وهي مكونة من 145 ورقة.وتتضمن المجموعة عدداً من الرسائل مثل «خبر اليهود والنصارى»، و«رسالة القرمطي إلى مولانا الحاكم»، و«بدر التوحيد»، و«ميثاق النساء». وهناك نسختان من هذه المخطوطة إحداهما في دار الكتب المصرية بالقاهرة، والثانية بمكتبة الدولة بالعاصمة الألمانية برلين.والمخطوطة السادسة جغرافية بعنوان «جريدة العجائب وفريدة الغرائب» لعمر بن الوردي الحفيد، وليس الجد الفقيه الذي يحمل الاسم نفسه، وهي منسوخة في القرن السابع عشر الميلادي وتقع في 161 ورقة من خرائط ورسوم لشكل الأرض ومواقع البلدان وموضع الكعبة من بلدان العالم.وقد زادت الخرائط من قيمة كتاب ابن الوردي، ووضعت مؤلفه في مصاف كبار الجغرافيين العرب والمسلمين أمثال الإدريسى والقزويني.وأخيراً «نزهة النظر» لابن حجر العسقلاني (شهاب الدين أحمد بن علي المصري الشافعي المتوفى في القرن 15 الميلادي) ويتطرق فيها للأحاديث النبوية وتقسيماتها.ولفت زيدان إلى أن «السويد تمتلك عدداً من المخطوطات العربية بينها في المكتبة الملكية السويدية في استوكهولم نحو ألف مخطوطة شرقية لم يحدد عدد المخطوطات العربية بينها حتى الآن. ويوجد في جامعة اوبسالا 1280 مخطوطة شرقية بينها 540 مخطوطة عربية وهناك مجموعة غير محدد عددها في مكتبة لوند. وبسبب البعد الجغرافي للسويد لم تستفد حركة الاستشراق والباحثين من هذه المخطوطات التي قد تكون حصلت عليها السويد خلال حروبها مع دول وسط أوروبا ولهذا سعت مكتبة الاسكندرية للبحث عن هذه المخطوطات واختيار ما هو نادر ويمكن الاستفادة منه في حالة ضم صور رقمية لها ضمن مركز المخطوطات».