يصفق الجمهور لـ«البهلوانات» عندما يحضرون عروض السيرك، خصوصاً عند تنفيذ حركات «بهلوانية» غير عادية تدعو إلى التشجيع والتصفيق الحار المستمر، فـ «البهلوان» يقفز من حبل إلى حبل، ومن حصان إلى آخر؛ بطريقة لا تملك معها إلا أن تفتح فمك - للحظات - مستغرباً كيفية قيامه بهذه الحركات غير الطبيعية!
«البهلوان» يتواجد في حياتنا؛ في العمل؛ والديوانية؛ والسوق... في كل مكان! فهو يمارس هوايته المحببة إلى قلبه دائماً؛ من خلال القفز من مبدأ إلى مبدأ يناقضه تماماً، ومن موقف إلى عكسه وبسرعة! فإذا كان جمهور السيرك يصفق لـ«البهلوان» إعجاباً، فإننا «نصفق» أيدينا حسرة وندامة على ثقتنا بـ «البهلوانات» المتقافزين أمامنا كل يوم!
أظن - وإن بعض الظن إثم - أن ظاهرة «البهلوانات» تنتشر بشكل أكثر أيام الانتخابات، بسبب «فايروس» حب الذات وطلب الشهرة والبحث عن المصلحة الشخصية دون المصلحة العامة، بحيث يجعل الواحد منهم «يتقافز» بشكل مضحك بين مواقف متناقضة من دون أن يشعر بنفسه، معتقداً بذلك أن حركاته «البهلوانية» ستنطلي على الآخرين.
«معسكر» القبيلة كان ميداناً رحباً للكثير من «البهلوانات» الذين نجحوا في كسب أصواتها في انتخابات المجالس البلدية ومجالس الأمة، ولكنهم - وللأسف - تنكروا لها بعد أن حصلوا منها على ما يريدون!
شاركوا يوماً ما في الانتخابات الفرعية أو سمها التشاوريات - لا فرق - وساهموا في تنظيمها، وعندما وصلوا من خلالها إلى مبتغاهم، وذاقوا «عسيلة» الكرسي، و«حلاوة» المنصب، إذا بهم يرجعون إلى «بهلوانيتهم» التي تغلغلت في عروقهم، لأنهم يختلفون عن غيرهم من المرشحين - حسب ظنهم بالطبع - فأصحاب «الشيكات والملايين» يعرفون من أين تؤكل «الكتف»، أما أصحاب «الملاليم» فليس أمامهم سوى الفرعيات! الله يرحم الحال.
في الأفق:
يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً، والقزم عملاقاً، والخفاش نسراً، لكن أمام الحمقى والسذج فقط!
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com
«البهلوان» يتواجد في حياتنا؛ في العمل؛ والديوانية؛ والسوق... في كل مكان! فهو يمارس هوايته المحببة إلى قلبه دائماً؛ من خلال القفز من مبدأ إلى مبدأ يناقضه تماماً، ومن موقف إلى عكسه وبسرعة! فإذا كان جمهور السيرك يصفق لـ«البهلوان» إعجاباً، فإننا «نصفق» أيدينا حسرة وندامة على ثقتنا بـ «البهلوانات» المتقافزين أمامنا كل يوم!
أظن - وإن بعض الظن إثم - أن ظاهرة «البهلوانات» تنتشر بشكل أكثر أيام الانتخابات، بسبب «فايروس» حب الذات وطلب الشهرة والبحث عن المصلحة الشخصية دون المصلحة العامة، بحيث يجعل الواحد منهم «يتقافز» بشكل مضحك بين مواقف متناقضة من دون أن يشعر بنفسه، معتقداً بذلك أن حركاته «البهلوانية» ستنطلي على الآخرين.
«معسكر» القبيلة كان ميداناً رحباً للكثير من «البهلوانات» الذين نجحوا في كسب أصواتها في انتخابات المجالس البلدية ومجالس الأمة، ولكنهم - وللأسف - تنكروا لها بعد أن حصلوا منها على ما يريدون!
شاركوا يوماً ما في الانتخابات الفرعية أو سمها التشاوريات - لا فرق - وساهموا في تنظيمها، وعندما وصلوا من خلالها إلى مبتغاهم، وذاقوا «عسيلة» الكرسي، و«حلاوة» المنصب، إذا بهم يرجعون إلى «بهلوانيتهم» التي تغلغلت في عروقهم، لأنهم يختلفون عن غيرهم من المرشحين - حسب ظنهم بالطبع - فأصحاب «الشيكات والملايين» يعرفون من أين تؤكل «الكتف»، أما أصحاب «الملاليم» فليس أمامهم سوى الفرعيات! الله يرحم الحال.
في الأفق:
يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً، والقزم عملاقاً، والخفاش نسراً، لكن أمام الحمقى والسذج فقط!
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com