قمتان تم عقدهما في أسبوع واحد، الأولى هي القمة العربية التي أطلقت عليها الصحافة «قمة المصالحة» والأخرى قمة العشرين في لندن، اما الأولى، فمنذ متى ونحن نسمع بأن من أهم انجازاتها هي المصالحة بين دول عربية متنازعة؟! ولا يدري المواطن العربي لم اختلف الزعماء أصلاً، ومن ثم ما جدوى المصالحة؟!
لقد كان سمو أمير البلاد واضحاً في كلمته للقمة، حيث تساءل ان كانت الخلافات العربية على السيادة أم خلافاً في الرأي، فإذا كانت خلافاً في الرأي فلماذا نُدخل الشعوب العربية في ذلك الخلاف؟!
ولنفترض بأن المصالحة بين نظامين او ثلاثة خلال القمة هو حدث كبير كما قال الشاعر:
وتعظم عند الصغير صغارها
وتصغر عند العظيم العظائم
لكن السؤال الأول هو: أين الانجاز من القمة وماذا تحقق للعرب من ورائها؟! أما السؤال الثاني: ما دخل الشعوب بخلافات زعمائها، ولماذا تنشغل بها وتتوقف عجلة الزمن عندها؟!
اما السؤال الثالث: لماذا يتناوب الزعماء العرب الزعل، فيوم لليبيا والسعودية ويوم لمصر والمغرب، ويوم لقطر وهكذا؟!
ولو ابتعدنا عن مناقشة تلك الأسئلة المحرجة وقلنا للمواطن العربي: هذا هو قدرك المحتوم ولا بد لك من الرضا بالقدر، فقل لي أيها القارئ الكريم، ما الذي رسخ بذاكرتك من توصيات القمة ونتائجها؟!
أعتقد بأنه المشهد المسرحي للرئيس القذافي من حيث اسباغ صفات العظمة على نفسه فهو ملك ملوك افريقيا وقائد أممي وإمام المسلمين مما لانجد لها في الواقع وقعاً، اللهم الا مجاملة الدول الافريقية له من أجل الحصول على نصيبها من الكعكة الليبية الشهية، ثم ان هجومه على الملك عبدالله والتجريح به هل يتناسب مع طلب الصلح وطي صفحة الماضي؟! وحسناً فعل الملك عبدالله بأخذه على قدر عقله لنقلب الصفحة وننظر إلى قمة العشرين التي اجتمعت بهدوء وباضت بيضة التريليون دولار الاضافية لانقاذ الاقتصاد العالمي، كما انها وعدت بتنفيذ أضخم حوافز مالية بقيمة خمسة تريليونات دولار بحلول عام 2010.
هل سمعتم خلال القمة بأن «غولدن براون» قد تهاوش مع ساركوزي وشتمه؟! أم أن أوباما قد حاول الجمع بين رئيس روسيا ورئيس ألمانيا ليصلح بينهما؟! ولماذا لا يحدث الهواش الا في قممنا العربية ثم لا نخرج منها الا بكلام في كلام؟!
النقطة المضيئة الوحيدة في تلك الاجتماعات هي ان ثلاث دول اسلامية تم ضمها تحت مظلة الدول العشرين المهمة (السعودية وتركيا وأندونيسيا) والتي تمثل القوى الاقتصادية الأكبر في العالم، وأرجو الا يكون ضمها لتلك المجموعة هدفه شفط اموالها من أجل انقاذ اقتصاد الدول الكبرى الغرقانة!!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
لقد كان سمو أمير البلاد واضحاً في كلمته للقمة، حيث تساءل ان كانت الخلافات العربية على السيادة أم خلافاً في الرأي، فإذا كانت خلافاً في الرأي فلماذا نُدخل الشعوب العربية في ذلك الخلاف؟!
ولنفترض بأن المصالحة بين نظامين او ثلاثة خلال القمة هو حدث كبير كما قال الشاعر:
وتعظم عند الصغير صغارها
وتصغر عند العظيم العظائم
لكن السؤال الأول هو: أين الانجاز من القمة وماذا تحقق للعرب من ورائها؟! أما السؤال الثاني: ما دخل الشعوب بخلافات زعمائها، ولماذا تنشغل بها وتتوقف عجلة الزمن عندها؟!
اما السؤال الثالث: لماذا يتناوب الزعماء العرب الزعل، فيوم لليبيا والسعودية ويوم لمصر والمغرب، ويوم لقطر وهكذا؟!
ولو ابتعدنا عن مناقشة تلك الأسئلة المحرجة وقلنا للمواطن العربي: هذا هو قدرك المحتوم ولا بد لك من الرضا بالقدر، فقل لي أيها القارئ الكريم، ما الذي رسخ بذاكرتك من توصيات القمة ونتائجها؟!
أعتقد بأنه المشهد المسرحي للرئيس القذافي من حيث اسباغ صفات العظمة على نفسه فهو ملك ملوك افريقيا وقائد أممي وإمام المسلمين مما لانجد لها في الواقع وقعاً، اللهم الا مجاملة الدول الافريقية له من أجل الحصول على نصيبها من الكعكة الليبية الشهية، ثم ان هجومه على الملك عبدالله والتجريح به هل يتناسب مع طلب الصلح وطي صفحة الماضي؟! وحسناً فعل الملك عبدالله بأخذه على قدر عقله لنقلب الصفحة وننظر إلى قمة العشرين التي اجتمعت بهدوء وباضت بيضة التريليون دولار الاضافية لانقاذ الاقتصاد العالمي، كما انها وعدت بتنفيذ أضخم حوافز مالية بقيمة خمسة تريليونات دولار بحلول عام 2010.
هل سمعتم خلال القمة بأن «غولدن براون» قد تهاوش مع ساركوزي وشتمه؟! أم أن أوباما قد حاول الجمع بين رئيس روسيا ورئيس ألمانيا ليصلح بينهما؟! ولماذا لا يحدث الهواش الا في قممنا العربية ثم لا نخرج منها الا بكلام في كلام؟!
النقطة المضيئة الوحيدة في تلك الاجتماعات هي ان ثلاث دول اسلامية تم ضمها تحت مظلة الدول العشرين المهمة (السعودية وتركيا وأندونيسيا) والتي تمثل القوى الاقتصادية الأكبر في العالم، وأرجو الا يكون ضمها لتلك المجموعة هدفه شفط اموالها من أجل انقاذ اقتصاد الدول الكبرى الغرقانة!!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com