هكذا تبددت الغيوم وانقشعت، وتوارت عن أنظارنا؛ بعد أن أبرقت وأرعدت وكادت أن تدمر الأخضر واليابس، ولم يكن ذلك ليحدث لولا توفيق من الله ثم حكمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.
نطق صاحب السمو فهدأت النفوس، نطق سموه فأخرس الألسن كلها التي نادت بإلغاء البرلمان أو تعليقه، نعم... نطق فكان نطقه السامي شافياً لصدور الغيورين على البلد، الحريصين على الديموقراطية مهما كان ثمنها غالياً، فالحرية لها ثمن لابد أن ندفعه. نطق صاحب السمو فقطع الأيدي كلها التي كتبت تحرض على الحل غير الدستوري وتعطيل الدستور، وما علموا أن حكمة سموه أكبر وأعظم من ترهاتهم وهلوساتهم وخزعبلاتهم التي سودوا بها صحفهم الصفراء والخضراء والبرتقالية! نطق صاحب السمو ليعلِّم «المرجفين في المدينة» دروساً في الحفاظ على العهود والمواثيق، كيف لا، وهو قد أقسم على الحفاظ على الدستور في مؤتمر جدة وعند توليه مسند الإمارة، نطق سموه ليعلم هؤلاء ومن يقف خلفهم أن للكويت رجالاً حافظوا عليها جيلاً بعد جيل، مهما ادلهمت الخطوب وتكالبت الأحداث، رجالاً يعرفون تماماً أن الكويت ومصلحتها خط أحمر، وليسوا بحاجة إلى من يعلمهم أبجديات الوطنية من مرتزقة الإعلام الهابط! وشذاذ الآفاق الذين صموا آذاننا بزعيقهم ليلاً ونهاراً!
نطق صاحب السمو فحملنا المسؤولية مرة بعد مرة، فلا نخذل صاحب السمو، ولنحافظ على المكتسبات الدستورية، ولنحسن الاختيار، ولتكن الكويت المصلحة الأولى والأخيرة، ولنبتعد عن العصبيات القبلية والمذهبية والعائلية والحزبية التي أودت بنا إلى الهاوية!
شكراً سمو رئيس مجلس الوزراء فقد نزعت فتيل أزمة أطلت برأسها، وقدمت مصلحة البلد الذي طالما أحببته على مصلحتك الشخصية، وقد اجتهدت ولك أجر المجتهد بإذن الله، فقد تحملت الكثير والكثير جداً! وآن للفارس أن يترجل، ولعلها استراحة محارب!

في الأفق
ما إن قرأت الخبر العاجل الذي بثته الفضائيات عن الحل الدستوري لمجلس الأمة حتى فاضت قريحتي بأبيات من الشعر:
سلام الله أرسله إليكم
أبا السلطات يا حامي العرينا
على الدستور حافظتم وكنتم
له سدا منيعا لا يلينا
حفظتم عهد «جدة» وانتصرتم
لصوت الحق يا شيخا أمينا
صفعتم كل أفاك أثيم
أراد بنا الشرور به ابتلينا
بكم تزهو الكويت وسوف تسمو
لقمة مجدها في العالمينا


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com