رحاب مبارك هو رحاب ذكرى المولد النبوي الشريف، ونحن نعيش في رحاب هذه الذكرى حيث احتفل العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها الأسبوع الماضي بذكرى ميلاد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ بمولد خاتم الأنبياء انتشلت المجتمعات من الهوة والمهانة، والتناحر، والفوضى إلى أوج الكرامة والعزة، فنزَّل الله القرآن الكريم على قلبه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليهدي الناس ويرشدهم، وأصبحت رسالة النبي الكريم الرسالة السامية التي وضعت قانون الخير، والسداد للبشرية جمعاء.
رسول أتانا بعد يأس وفتره
من الدين والأوثان في الأرض تعبد
ألم تر أن الله أرسل عبده
ببرهانه والله أعلى وأمجد
ما أجمل هذه الذكرى، وما أجمل أن يتخذ منها المسلمون جذوات من الخير، والرحمة، والتراحم، والوحدة، والاتحاد.
ونحن في رحاب إشراقة هذه الذكرى ماذا عسانا أن نتمنى لمجتمع هذه الديرة الطيبة والحبيبة؟ نتمنى أن يمن الله على البعض بأساليب طيبة لينة، ويكون حوار الجميع الجدال بالتي هي أحسن، وذلك لتحقيق هدف المواطن الصالح، ونتمنى أن تكون الأفكار جميعها فكراً واحداً يخطط، ويعمل، ويعمر من أجل هذه الديرة الحبيبة.
نسأل الباري العلي القدير أن يحقق لنا لساناً واحداً، وقلباً واحداً ينطق ويخفق بحب الكويت، وتقدمها، وازدهارها، ونرغب أن يحقق لنا ربنا النصر، والخير، والتقدم، ونكون أسرة واحدة متحدة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، لتكون ديرتنا الحبيبة حقاً جوهرة الخليج، كما كانت، ومحملها يمخر عبابه، وبيرقه يرفرف بشموخ، وعزة، وكرامة، ووحدة، واتحاد.
إن الله تعالى هو ولي ذلك والقادر عليه.


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي