لو سألت أي شخص عربي ما الفرق بين «الإلحاح والإصرار» لكان جوابه أن لا فرق بينهما وسيكون دليله مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» ومشهد التحقيق الذي أصر به عادل إمام على أن «ألحت هي أصرت», لقد مضي أغلب العمر ونحن لا نملك غير تلك الإجابة ولكنني اكتشفت أن هناك فرقا كبيرا بينهما فالإلحاح هو طلب يقوم به شخص ضعيف من أجل الحصول على شيء من شخص قوي فيكرر عليه الطلب دون أي ضغط, أما الإصرار فهو ما يقوم به شخص قوي ويصر على شخص ضعيف من أجل تحقيق رغباته حتى لو كانت غير منطقية بمعنى أوضح الإلحاح وسيلة الضعفاء والإصرار أداة الأقوياء، ومن يعترض على رأيي المخالف لمبدأ المسرحية القديمة فعليه أن يتابع مسرحيات مجلس الأمة بدءا من مسرحية قانون المديونيات الصعبة بالقانون 41 لسنة 1993 والذي اصر بعض أعضاء الحكومة والنواب على القانون لنهب المال العام وتم اقراره في ذلك العام وتحقق إصرارهم, وفي المجلس السابق كان هناك «إلحاح» من قبل أغلب الشعب الكويتي على إسقاط فوائد قروضه التي اعترف محافظ البنك المركزي أنها تجاوزات من قبل البنوك ولكن الحكومة وبعض النواب رفضوا إلحاح الشعب الذي لا يملك غير الإلحاح, ولكن المسرحية لم تنته الى الآن ففي هذه الأيام نجد من نوابنا من يطالب بقانون الاستقرار الاقتصادي لينقذ شركته من الإفلاس و«يصر إصرارا» على الحكومة مستندا على بعض أعضائها لتمرير قانون الحيتان, لم يتبق من المسرحية الا المشهد قبل الأخير وهو مشهد استجواب رئيس الحكومة والذي يقوم بالأدوار عدد من النواب نيابة عن بعض شخصيات تعمل خلف الكواليس ويصرون على تحقيقه, المشهد الأخير سيكون حقيقيا وليس تمثيلا بيد «جبل الكويت صباح الأحمد» بعد أن نلح بالدعاء الى الله أن يطيل عمره ويحفظه للكويت ويرجعكم الى الشارع الكويتي حتى نرى إلحاحكم للحصول على أصواتنا وتشاهدون إصرارنا على رفضكم, أدام الله من أصر على منح صوته لمن يستحقه ولا دام إلحاح نواب المصالح...


سعد المعطش
saadq8@msn.com