أوضحت دراسة قام بها مدير عام مركز «Asturlab» فهد الصقر التابع لمعهد الدراسات المتكاملة عن الدوافع الرئيسية للاستثمار بالمضاربات اليومية والتأثيرات النفسية والجسدية على المضاربين، ان الاستثمار الناجح يعني الوعي الكامل بكافة العوامل المؤثرة في حركة أسعار الأسهم والأدوات الاستثمارية المختلفة وطرق إدارتها وتقليل المخاطر، ومعرفة المؤثرات الاقتصادية والسياسية والأمنية المحلية والعالمية اليومية ومجريات الأمور المؤثرة في السوق، ومتابعة أداء الشركات التاريخي من خلال الأداء المالي والفني وحركة سلوك السهم في السوق، وذلك للتنبؤ بالحركة المستقبلية للسهم، لذا تم حصر الأسباب الرئيسية لذلك في:
أولا- دوافع توظيف الأموال بالمضاربات: ان سرعة وتيرة الحياة التي نعيشها والغلاء العالمي وحب الرفاهية بأقل المجهودات العضلية يبرز هنا دوافع جديدة لدخول ما نعتقد انه أسهل طريق للاستثمار بأقل المجهود، وتتركز هذه الدوافع بالتالي:
1 - ان السوق ناشئة وتشجع على الاستثمار.
2 - حصول السوق والكثير من الشركات المدرجة على تصنيفات عالية عالمية.
3 - أسعار السوق مصنفة بارخص الأسعار في المنطقة الخليج وعلى أسس تشغيلية.
4 - ضغوط العمل بالأوراق المالية اقل مقارنة بالضغوط الإعمال التجارية.
5 - العمل بساعات عمل مفتوحة وحرة.
6 - نسبة العوائد العالية السنوية للشركات.
7 - الإحساس بالملكية الأسهم والتأثير بالقرارات.
8 - الإحساس بالمساواة مع الآخرين.
9 - توقع الربح السريع من دون مجهود.
10 - تسعير الأوراق المالية بطريقة حرة.
ثانيا: عوامل النفسية المؤثر على القرارات البيع والشراء. السوق قد يتفاعل بالارتفاع والانخفاض للتغيرات النفسية وسط المتداولين، مما يعطي الفرصة لقرارات استثمارية.
1 - الإشاعة: يستمع الكثير من المتداولين لأصدقائهم وأقاربهم لتوجيهات الشراء وذلك بسبب اعتقادهم أن هؤلاء لهم علاقاتهم مرتبطة مع صناع السوق ولديهم خبرات أكبر بالتعاملات مع الأسهم.
2 - الخوف: أقوى العوامل المؤثرة على القرارات، فالمضاربون قد يبيعون خوفاً من انخفاض الأسعار مما يدفعهم للبيع في التوقيت الخاطئ، أو الاحتفاظ بها اثناء الانخفاضات الأسعار خوفا من ارتفاعها في اليوم التالي.
3 - العلاقة: أن تقع في حب البورصة من خلال حبك لسهم معين، لأنها درّت ربحاً في السابق مما يخلق ارتباطاً أبديا ينسي معه المرء التفكير في أمور وبدائل استثمارية أخرى.
4 - الطمع: إذا بدأ الطمع والجشع يزحفان عليك فقد تشتري بسعر عال جداً أو تشتري كمية كبيرة جداً من المنتج نفسه مما يزيد الخطورة واحتمالات الخسارة، كما يحتفظ بالأسهم بوقت اكبر للحصول على أعلى قدر من الارباح.
5 - التفاؤل: الإفراط في التفاؤل غير المبرر، ويدعو إلى نسيان أساسيات الاستثمار ومعرفة توابع الأمور من بيع وشراء مما لا يجعلك قادراً على تفادي الانخفاضات.
6 - التقليد: بمعنى الانجراف وراء الآخرين لأنهم اشتروا هذا السهم أو تدافعوا وراء تلك الشركة، أو باعوا هنا وهناك، وذلك بسبب عدم معرفتك الكبيرة بالشركات وأسس التعامل مع قرارات البيع والشراء.
7 - ربط الأحداث: بعض المستثمرين يربطون بين أحداث ما وفترة ما خلال مسيرة السوق فقط، لأنهم قد تعودوا على ذلك.
8 - الأمل: عندما تنخفض قيمة الاستثمارات فتبدأ مشاعر الأمل بأنه سوف يتحسن الوضع في اليوم التالي ويتكرر هذا الأمل يوما بعد يوم حتى يفقد قيمة كبيرة ويأخذ قرارات خاطئة.

التأثيرات الجسدية والنفسية المحتملة:
واوضحت الدراسة ان كل متعامل في البورصة يتلقى تأثيرات متفاوتة وفقاً للقدرات الشخصية وخبراته وتجاربه السابقة:
أولا- التأثيرات الجسدية:
1 - الأرق واضطرا بات النوم.
2 - ضغط الدم والسكر.
3 - أمراض القلب.
4 - ضعف القدرة الجنسية.
5 - الانتحار.
التأثيرات النفسية:
1 - الإصابة بالاضطراب النفسي والهوس.
2 - الكآبة والقلق وكراهية الذات.
3 -كراهية النفس والآخرين.
4 - الشعور بالإحباط.
5 - الإحساس بالذنب.
6 - الصدمة بالحدث.
* إرشادات أولية لمواجهة الخسائر
واشارت الدراسة الى ان مشاعر الألم لأي خسارة تعقبها حالة اكتئاب. وهذا أمر طبيعي، لكن إذا حاولت ونهضت وحولت مشاعرك تلك إلى قوة دافعة للاستمرار بحكمة بحيث تحول التجربة إلى خبرة للاستفادة منها في المستقبل.
لكن إذا حدثت خسارة في انهيار البورصة أو سوق المال كما حدث، فماذا تفعل؟
1 -توقف عن أي إحساس سلبي والارتباك وتقبل الأمر الواقع.
2 - الابتعاد عن الإصرار والعصبية والاندفاعية وكأنك تنتقم من السهم لتعويض بعض أو كل ما خسرته، ولسوف تحزن أكثر وربما خسرت أكثر.
3 - توقف عن القول السلبي مثل:
- لو فعلت كذا لما حدث ذلك.
- إنها كارثة لقد ضاع كل شيء.
- وقل قدر الله ما شاء فعل.
4 - حول مشاعر الألم والاكتئاب إلى قوة دافعة.
5 - حول التجربة إلى خبرة للاستفادة منها في المستقبل.
6 - قيم الوضع (المالي لمحفظتك ) الراهن من الخسائر.
7 - وضع الحلول الأولية لكيفية المحافظة على باقي الاستثمارات.
8 - تقييم الاختيارات الاستثمارية البديلة الآمنة.
9 - استشر مكاتب الخبرة المتخصصة.
ثالثا- كيف يأخذ الإنسان العادي قراراته الاستثمارية؟
يأخذ الإنسان القرارات بناء على الحاجات الأساسية والكمالية التي من خلالها يمكن أن يتعايش مع النفس والآخرين بحيث يسد الضروريات الحياة ومحاولة للمساواة مع الآخرين، لذا يتم البحث عن مصادر الرزق التي تأتي بثمار كبيرة بأقل مجهود ممكن، فهو يركز كل نشاطاته الذهنية المرتبطة بالقدرة على التكهن والتصرف بشكل أفضل في كل خطوة مقبلة. وهذا لا يعني بالضرورة إجراء الإجراءات الصحيحة، فهو يتعلم من الخطأ.
وافادت الدراسة بان المضاربة الممتازة تحتاج بالإضافة الى القدرات التحليلية، فهي تتطلب من أصحابها فهم سلوكيات الآخرين وطريقة تفكيرهم، واتجاهاتهم النفسية.
وفي كل الأحوال فإن نشاط الذهن يكون مرتبطاً إلى حد بعيد بدورته الكيميائية العصبية، ونمط الشخصية وأبعادها، ونمط السلوك تجاه الأمور المختلفة وليست تلك المحددة بالسوق فقط. وان التأثيرات والضغوط الاجتماعية التنافسية وحب المساواة والمنافسة خصوصاً في عالم تسود فيه الرفاهية والحرية والتأمين الاجتماعي والصحي.
واكدت الدراسة ان المقامرة ليست شطارة؛ نفسياً المكابرة والمقامرة خطر يجب التوقف عنه لأنه لا يعني الشطارة لكنه يعني أن هناك عيوباً في الشخصية اسأل نفسك بأمانة: إذا كان ضرورياً أن نتوقف فلم لا؟
وعليك بالأمور التالية:
- تهيئة الذهنية: هدوء النفس والذهن والجسم.
- الثقة: الثقة بالنفس في كل قراراتك السابقة الناجحة حتى تلك التي في الأمور الصغيرة، وتدعيمها بالتحاليل المدروسة.
- الشجاعة: شجاعة الانسحاب والتوقف، شجاعة تحمل الخسارة.
- الأرباح: تقبل الأرباح القليلة بمخاطر قليلة وعدم التهور.
- الصحة: تذكر أن صحتك أغلى من المال.
- القدر: تذكر أن ما أصابك ما كان ليخطئك.